مرحباً

مع انني حالياً احضر لدراسة حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي بحسب المصادر الاكاديمية الغربية الا انني لم استطع ان امنع نفسي من كتابة رأيي الشخصي، فانت ما ان تعارض اي شخص حتى يبدأ بنسبتك الى ما يشاء من خصوم ومن ثم يدينك ويجلس في مقعده مستريحاً وقد اثبت لله والتاريخ والشعب صدق موقفه وسخافه موقفك وفكرك الذي سيودي لو طبقناه بنا الى الهاوية والعياذ بالله.

الفرق بين الخيار السياسي والخيار الفردي

تخيل معي عزيزي القارئ لو ان بيتك تعرض للسرقة، تخيل لو انه قام احد اللصوص بسرقة سيارتك الشخصية، ماذا ستفعل؟ ربما ستفكر بواحد من عدة امور:

1- انت قد تقرر الذهاب الى مركز الشرطة والابلاغ عن السرقة وتجلس منتظراً تحقيق الشرطة والقاء القبض على السارق واعادة ما سرق منك اليك

2- وقد تقرر الاتصال ببعض من يعرف العصابات المحلية وعنده علاقة معها وتسألهم ان يعيدو لك سيارتك مقابل بعض المال ووعد بعدم الاتصال بالشرطة.

3- قد يصيبك الغضب وتقرر ان تبحث بنفسك عن السيارة في المناطق المعروف تواجد اللصوص فيها، فتضع مسدسك في حزامك وتقسم يميناً ان تمزق جسد السارق بالرصاص.

4- وقد تزفر بحسرة وتردد عليه العوض ومنه العوض واهم شيء هو السلامة وتنسى الموضوع وتمضي في حياتك.

5- وقد تتعلم درس من الموضوع وتفكر ان لاتهمل سيارتك وتشتري جهاز انذار وتؤسس جمعية لمن سرقت سياراتهم.

6- وقد يزيدك هذا الحدث اصراراً على المواصلة بقوة في حياتك حتى تتمكن من شراء سيارة اخرى احدث من السابقة.

انتم مسؤول عن خيارك وتتحمل تبعاته، ربما لو كنت تعيش في دولة فاسدة فانه لافائدة من الذهاب الى الشرطة، انت ربما تختار الخيار الثاني او الثالث، وربما تكون ضعيفاً عديم الحيلة فتقبل بالخيار الرابع، وفي كل مرة فانت قد تنجح وقد تفشل بالاعتماد على الخيار الذي اخترته.

ماذا يختار السياسي البارع؟

هنا يأتي الفرق بين تفكير الفرد العادي وتفكير السياسي البارع، فالسياسي لايختار على الاطلاق، بل هو يمضي بكل الاحتمالات ويختار كل ماهو ممكن، انه سيبلغ الشرطة، ويتصل ببعض المعارف ويبحث عن السيارة بنفسه وينشئ جمعية لمن سرقت سيارته ويفكر بشراء جهاز انذار لسيارته الجديدة، انه يمضي بكل الاحتمالات حتى يحصل على كل النتائج المتوخاة من كل طريق، فلو وصل الى طريق مسدود فان هذا لايعني نهاية كل شيء لانه ماض بباقي الطرق فتكون خسارته اقل ما يمكن.

كل السياسيين الناجحين يستخدمون هذه الطريقة وهي ليست بالامر الهين فقد تضيع كل شيء في خضم المحاولة ولهذا لايمكن ان يكون السياسي اي شخص، انا وانت ومن يسمي نفسه فلان الفلاني رئيس الدولة الفلانية ممن لايحسن فك الخط او لايحسن سوى ترديد الببغاويات الايدلوجية كل هؤلاء ليسو سياسيين. وهنا تكمن معضلة القضية الفلسطينية.

بناءاً على ما سبق، المطلوب من القيادة الفلسطينية هو ان تمضي بكل الاحتمالات، وان تفعـّل كل الخيارات، كما سيأتي، انظر مثلاً الى ما تفعله اسرائيل، فاسرائيل من جهة تتفاوض مع الفلسطينيين ومن جهة تستمر ببناء المستوطنات ومن جهة تفرض حصاراً هنا او تستمر في بناء جدار العزل وتنسحب من هناك، وتستمر بالتحالف مع الغرب وتركز على الاعلام واظهار احقية ما تفعل هي في فلسطين، انها تفعل كل شيء، تمضي في كل الاحتمالات مع الاحتفاظ بخط الرجعة، ولهذا فهي تحصل على المكاسب السياسية بينما الفلسطينيون يخسرون باستمرار، يجب ان نفهم ماهي اللعبة السياسية، فلا يوجد اخلاق هنا، وانما يوجد مصالح وطرق ملتوية لتحصيل المكاسب.

ماهو المطلوب من الفلسطينيين

المطلوب من الفلسطينيين هو المضي في كل الطرق كما تفعل اسرائيل بالضبط، لو كنت مكانهم لكنت (لاحظ التناظر مع مثال السيارة):

1- ابلغ عن كل تجاوز تقوم به اسرائيل مهما كان صغيراً، عن كل خرق لاتفاق، سافعل هذا بالصوت والصورة والكتابة وساجلب قنوات غربية محايدة تراقب ما يحدث.

2- سانشيء علاقات وتحالفات مع كل الدولة الغربية، سابني علاقة مع امريكا ومع بريطانيا واذا كان اليهود يزورون امريكا مرة فانا سازروها عشر مرات.

3- سألوّح بالقوة وساستخدمها على نطاق محدود، والسبب في هذه المحدودية هو ضعف امكاناتي العسكرية، فحينما تكون امكاناتك العسكرية ضعيفة فانت لاتكشف كل ماعندك من اوراق لان المقابل سيعرف ضعفك وسيعلم – مثلاً – المدى الذي تصل اليه صواريخ القسام وكيفية الحماية منها، انا – لو كنت مكانهم – كنت ساستخدم القوة على نطاق ضيق واهدد بانني املك اضعاف هذا، انظر على سبيل المثال ما فعله صدام، فصدام كان يهدد الغرب بانه سينسفهم ولم يكن قادر على ذلك، لكن ظن الغرب بالفعل ان عنده صواريخ تصل الى امريكا، فالتلويح بالقوة له اثر اكبر من استخدامها، وهناك مثل اخر عن هتلر، فهتلر كان يهدد بانه سيسلم مفاتيح الارض للسماء ولهذا ظن الكثيرون انه يمتلك سلاح نووي، ومؤخراً حينما وافقت حماس على الهدنة نجد ان الاسرائيليين يظنون ان حماس عندها سلاح جديد.

4- طبعاً ما فات مات، ولن يستطيع احد ان يزيل اسرائيل من الوجود فهذه غلطة يتحمل مسؤوليتها مفتي فلسطين في الاربعينات، وسوء تقدير هذا الرجل ومن معه هو من اوصلنا الى هذه النقطة، ولا نستطيع ان نعيد عقارب الساعة الى الوراء.

5- والتاريخ نقرأه لنتعلم منه، فليفكر الفلسطيني انلا يخسر ارضاً جديدة بالعنتريات الفارغة كما حدث في 48 و 67 ولازال يحدث. وطبعاً ساركز في العالم الغربي على مظلومية المهجرين الفلسطينيين بدل الخطاب المضحك الذي يجري هنا في الغرب، المضحك في الخطاب العربي والاسلامي هنا، هو انه يحاول ان يقنع الغرب بشيء يخالف بديهياته، وحظاً سعيداً في ذلك، لايمكنك ان تقنع الناس بشيء لايؤمنون بصحته، ان هذا مثل ان تقول لشعب مسلم ان محمد لم يكن نبي، يأتي الاعلام العربي ويقول ان الفلسطيني ليس ارهابي وانما مقاوم، كيف سيفهم الغرب هذا؟ انه لايمكن ان يصدق بهذا لان بديهياته تقول ان هذا يقتل مدنيين ولايمكن ان يكون قتل المدني مقاومة، هو لن يفهم خطابكم، ويجب ان تغير الخطاب بما يتناسب مع بديهيات الشعوب وليس العكس، هذا هو ما تفعله اسرائيل ولهذا فهي تكسب وانتم تخسرون.

6- طبعاً، لو كانت فلسطين وسوريا ولبنان ومصر والعراق دول اقتصادية قوية ومارد فكري وثقافي ومالي مهم في الشرق الاوسط لكان ذابت اسرائيل نتيجة الفرق الحضاري بينهما، لكن ما نراه يحصل هو العكس !!!

ملخص القول

السياسة ليست فن الاخلاق، وانما فن الممكن، هي فن الدعارة والاحتيال، ولا زال سياسيونا ينظرون اليها من منظار المدينة الفاضلة. ان السياسي الناجح هو الذي لايختار بل يسير بكل الاحتمالات ويحصل على كل المكاسب.
وهذا هو ما يحتاجه الفلسطيني في قيادته ولكن انى ان يتم ذلك وقيادته اما اسلاموية سلفية او يسارية ارثوذوكسية.
كان المطلق في عونهم.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	السلطة الفلسطينية وهبلها!	السلام الروحي	27	6,475	01-09-2012, 07:53 PM آخر رد: السلام الروحي
	رد الدكتور سليم العوا علي الشيخ حازم شومان بشأن أفكاره عن الليبرالية	فارس اللواء	5	2,995	08-03-2011, 09:05 PM آخر رد: فارس اللواء
	ماذا يعني إعلان الدولة الفلسطينية واسئلة أخرى ؟	عبادة الشايب	25	8,090	05-15-2011, 07:48 PM آخر رد: غسان الغسان
	القضية الفلسطينية: مقترح عملي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة	زيني عبّاس	50	12,655	05-15-2011, 01:56 PM آخر رد: أسامة مطر
	الحقيقة بشأن الهولوكوست	طنطاوي	156	38,120	12-31-2010, 08:41 PM آخر رد: طنطاوي