كتبت منذ مدة مقالة بحق الأب متى المسكين ونشرها موقع لي وتناقلتها مواقع أخرى. وصلتني ردود كثير منها أثلج صدري والبعض منها عكس ظاهرة موجودة في المجتمع المسيحي عامة سواء في الشرق أو الغرب وهي ظاهرة ازهاق روح الآخر. كثيرا ما عايروا المسلمين بأنهم يصادرون حرية الفكر ولكنهم يكررون الشيء ذاته وفي ثوب تقويّ آخر مغلف بالنفاق.

وصلتني اليوم رسالة هذا نصها:


سلام المسيح لك
انا اسمى ##### وقد قرات المقال الذى كتبته عن ابونا متى المسكين
هذا الرجل قديس عظيم لا شك ومثال يحتذى به فى كنيستنا القبطية الارثوذكسية
ولكن اريد ان اعلق على شى وهو ان حرق بعض كتب ابونا متى لم يكن اضطهاد ياصديقى فنحن نعلم جميعا ان قداسة البابا رجل عظيم محب لكل الناس ولكن كان ذلك حماية للايمان الارثوذكسى من بعض[size=6] الافكار الخاطئة التى وردت فى كتب ابونا متى لان كونه قديسا لا يجعله معصوما من الخطأ فكان من الممكن ان تسبب هذه التعاليم بلبلة فى الكنيسة
ولذلك امر قداسة البابا بحرقها فى المكتبات بصفته بطرك وحامى للايمان وليس من باب الاضطهاد او الكراهية
الرب يبارك حياتك


صاحب الرسالة حرص على تكبير كلمة "بعض" أعلاها كما تظهر لكم...


وقام إبراهيم عرفات بالرد التالي:


حرق بعض الكتب ليس اضطهاد؟ هل تسمع نفسك فيما تكتب يا عزيزي؟ في أي مكان في العالم كونك تحرق كتبه وتصادرها هو اضطهاد وأشر من الاضطهاد. أوروبا تجاوزت المرحلة دي والشرقيون لا يزالون تاعسون في تفكيرهم حتى لو صاروا قديسين ورهباناً.

ألاحظ أنك ستدافع بشكل مستميت عن البابا شنودة وهنا عاطفة الولاء والانتماء تطغى وتغلب وهذا يذكرني بشيء أعرفه من أيام الإسلام وإسمه "الولاء والبراء". المسيحي الحقيقي لا يتشيع لأحد سوى الحق ولا يدافع عن أي اضطهاد لأي إنسان تحت أي ظرف من الظروف.

ودمت للود واسلم لي.

إبراهيم عرفات

فجاء الرد على النحو التالي:


بالطبع انا لى الفخر فى ان يكون لى انتماء وولاء لراعى الكنيسة الذى سلمه الرب اياها كما اوصانا الكتاب المقدس . ومع انى ذكرت لك ان سبب حرق الكتب لم يكن بدافع الاضطهاد لكنك مصمم ولذلك اسالك وارجو منك الرد
ما سبب هذا الاضطهاد؟
واذا كان اضطهاد فعلا فلماذا لم يحرق كل الكتب ؟
ولكنه أمر بحرق عدد محدود جدا منها والتى بها اخطاء تعليمية كما ذكرت لك
وهذه الاخطاء كانت فعلا خطيرة لو نشرت فى كتاب رجل محل ثقة مثل ابونا متى المسكين
كما ان البابا يريد ان تصل كلمة الله لكل الناس بالكتب او العظات او غيرها بل ويحث الاباء دائما على الخدمة والتعليم فى كل مكان


فقام إبراهيم عرفات بالرد عليه أخيراً على هذا النحو أدناه:


من حقك أن تفتخر أخي العزيز ومن حقي أن أدعمك في ما تفتخر به وأعضد انتماءك إليه. هذا ليس محل جدل. ما أعترض عليه هو وجود ضمير مسيحي يبرر ولو مجرد الاضطهاد ومصادرة حرية الفكر تحت أي بند من البنود. التعسف في مصادرة فكر ما وحرق كتب هذا الآخر هو حرق مباشر للآخر ونحن لا نشعر.

للبابا أن يقول ما يشاء وسوف ينتصر حقه بالحجة والإقناع لا بحرق الكتب والحرمانات والطرد والإقصاء.

واسلم للود.

إبراهيم عرفات