نكمل ...

بعد أن كان طموحي يتلخص بفتح أكبر سلسلة بسطات لبيع الإشاربات والحجابات في الزرقاحتى أبطح ممدوح الزفت اللي نصب علي لما كنت مستلم إحدى بسطاته وأعطاني خمس ليرات بس:mad2:تحوّلت الأحلام والطموحات إلى مدى آخر تماما، بعيدا جدا عن أحلام أي شاب زرقاوي عادي -على ما أظن-...

أولا، كانت البنت أمريكية، وأنا زرقاوي .... بالإضافة إلى فارق طبقي واسع بيني وبينها، حيث أنها من عائلة رأس مالية كبيرة وأنا مجرد إبن موظف متواضع ... هي تسكن في عمان وأنا أسكن في الزرقا، وهذه لوحدها مصيبة لأن الفتيات يخفن أي شاب زرقاوي، سمعتنا عاطلة بالعربي:D كل هذا كوّن عقدة نقص خطيرة لازمتني طوال سنتي الأولى في الجامعة وسببت لي مشاكل كبيرة جدا مع الأهل ... وفعلا كما قال المثل: "اللي يتطلع لفوق بتنكسر رقبته" ...

"هل تُحبني؟؟؟ معقول وقعت بدباديبي؟؟؟ طيب شو العمل؟؟؟" إلخ إلخ إلخ .... طبعا لم أملك الجرأة للآن بعد مرور شهرين على الدراسة للتعرف عليها أو حتى أن أقول لها "Hi" - مش مرحبا ... Hiiiiiiiii:D-لكنني ملكت كل الجرأة لتأليف قصص وحكايا، وصلت إلى حد أنني تجوزت البنت:lol:

في يوم من الأيام كنت جالسا مع فتحي في سكوير العلوم حيث يتجمع الأصدقاء في الكليات العلمية للتسامر وتمضية الوقت بين المحاضرات أو تطنيش المحاضرات من أساسه!!!! .... كنا جالسين نتحادث، كنت أرتدي طاقيتي العزيزة الزرقا:D، أديداس من البالة وممزوعة ستين مزعة، يعني أنو أنا الشب الكول اللي مو فارقة معه .... لمحت فتاتي جالسة مع صديقتها على الدرج القريب مننا!! ... كنت وصلت إلى مرحلة هوس وكنت أسعى دائما لأرى عيونها...

يا جماعة ما إلكم علي يمين أن تلك الفتاة عندها جوز عيون بجيبوا أجل أزعم زلمة :D:عيون حادة ومستدقة الأطراف، سوداااااااااااااء كالليل حالك الظلام، ورموش طويييييلة كأنها الرماح المنسدلة فوق عينيها لتصطاد من تشاء ... قرّرت أنني أريد أن أرى عيونها بأي أسلوب ... قمت حملت حالي ومشيت عبر السكوير على أساس رايح للكشك مع أن الكشك في الإتجاه الآخر تماما، إلا أنني ذهبت من الطريق الطويل جدا حتى أعود منه على أمل أنها لا تزال موجودة لأناظر عينيها ... عدت حاملا بكيت شيبس (بنص ليرة!!! دفعت دم قلبي :cry:) وباكل فيه على مهلي وأمشي مشية رجال العصابات أنو أنا الشب الكوووووووول .... إقتربت واقتربت، وازدادت دقات قلبي تسارعا كأنني أهوي من علي !!!! حتى مررتُ من أمامها ... لم تكن تنظر في اتجاهي فتأملتُ عينيها الجميلتين ... وفجأة!!!! إلتفتت إلي وتلاقت عيوننا، ثُم ابتسمت!!!

هنا، وفي هذه اللحظة بالذات، أحسستُ كأن قلبي انفجر! ... حرفيا أحسستُ كأن كيسا من المياه الدافئة انفجر في صدري .... إحساسٌ غريييييييييب لأبعد الحدودو لا زلتُ أذكره حتى اللحظة - حتى أنني أكاد أحس به يخالجني من جديد كلما تذكرت تلك اللحظات من حياتي، وهو شعور جميل جدا بصراحة - ... إنقبض قلبي بعدها انقباضة مؤلمة جدا ... ثم أحسستُ بأن قدماي ما عادتا قادرتين على حملي ... وقفتُ في مكاني مذهولا لوهلة، ثم استيقظتُ وابتسمتُ لها ابتسامة خجولة ... أسدلتُ قبعتي فوق عيني وانطلقتُ أريدُ أن أركض لأجد مكانا أجلسُ فيه حتى يهدأ روعي!!!

جلستُ مع فتحي وبقيتُ صامتا طوال الوقت، هو يُحاول أن يحادثني لكنني لا أتجاوبُ نهائيا!!! ... حتى قرّرنا أن نذهب إلى بيته ونرتاح قبل المحاضرة القادمة التي تبعدُ ساعات ... لكنني في ذلك اليوم قررت "تطنيش" المحاضرة!!! مما أفرح فتحي كثيرا وهو الذي بذل ما في وسعه لجعلي أطنش محاضرة ولو مرة واحدة:lol22:

في ذلك اليوم، عدتُ إلى المنزل وأنا لا أزال أشعر بانقباض غريب في صدري ... هل أنا مريض؟؟؟ ... ما هذا الشعور بالضبط؟؟؟ ... أردتُ أن أصيح لأمي "دثّريني دثّريني فإنني أكادُ أموت من البرد" وانطلقتُ إلى غرفتي في الطابق الثاني مباشرة دون تناول الطعام ... أردتُ أن أعرف ما الذي يحصُل معي؟؟؟؟ معدتي بدأت بالغليان، هل هو الشيبس يا تُرى؟؟؟؟

إتبعتُ نصيحة المثل: "إن تعبت معدتك احرمها" وحرمتُ نفسي من الطعام باقي ذلك اليوم ... وقضيتُ الليل ساهرا محاولا الخروج بنتيجة!!! ما الذي حصل بالضبط؟؟؟

غلبني النعاس ... ونمت...

يتبع؟