نكمل:D

يا سادة يا كرام ... استيقظت صبيحة اليوم التالي واقد اختفى ألم المعدة أو مهما كان ذلك الذي شعرت به تلك الليلة ... لكن شيئا واحدا لم يتغير بتاتا، ألا وهو شغفي لرؤية عيون تلك الفتاة .... إنطلقت إلى الجامعة، وكعادتي كنت هناك قبل أن تفتح الكليات أبوابها، لذلك وكالعادة أيضا بقيت "ملطوعا" في البرد حوالي الساعة إلا ربعا في انتظار أن يُفتح الباب وأدخل لأحتضن جهاز التدفئة ...

مضى اليوم بطوله ولم أرها، فلم يبقَ لي سوى أن آمل برؤيتها في محاضرة اللغة الإنجليزية التي كانت متأخرة، في الرابعة بعد الظهر تحديدا، هذه المحاضرة لم أكن لأفوّتها مهما حصل:D... إنطلقتُ كعادتي إلى محاضرة اللغة الإنجليزية قبل ساعة من بدئها ... ذهبتُ إلى مبنى الهندسة لأن تلك فتاتي تدرس الهندسة ... فقلت لعل وعسى أراها!!!!

جلستُ على كرسي في البرد القارس تحت شجرة أرتجف، والسبب كان أنني لمحتُها جالسة مع أصدقاء لها يتسامرون على كرسي في الطرف الآخر من الساحة التي تتوسط مبنى الكلية ... إنتظرت وانتظرت وأنا أرتجفُ أكثر وأكثر رغم الثياب الخانقة التي كنت أرتديها ... وفجأة انفض الجمع عن ذلك الكرسي، وبقيت فتاتي جالسة هناك لوحدها قليلا، أشحتُ بناظري قليلا متأملا سارحا هنا وهناك في محاولة لإكمال "الفيلم" الذي بدأ يتشكل في مُخيلتي، كيف أنها أحبّتني - لا بل عشقتني وعبدت الأرض التي أسيرُ عليها!!!- ... أيقظتني هبة رياح شديدة البرودة تسللت إلى داخل سترتي، فانكمشتُ على نفسي، ونظرتُ نحو كرسيها فلم أجدها!!!! ... بدأتُ الإلتفات كالمجنون أبحثُ عنها، فرأيتُها وقد قامت تتمشى في الساحة لوحدها وهي تُلوح بال"لفحة" الغريبة التي ترتديها ... نظرت إلي وابتسمت ثم بدأت تسيرُ نحوي ... إرتفعت حرارتي شيئا فشيئا، بدأتُ أتعرق وأحسستُ كأنني أحترق!!!!!

وصلت إلي وقالت "hi":D وأنا رددتُ عليها السلام وقلت مثل ما قالت بنفس الوجه معدوم المعالم ... بدأنا نتحادث، وعلمتُ أنها لا تُحبُّ تخصّصها وكيف أنها تُريدُ أن تغير التخصص إلى علم الحاسوب!!! حينها أيقنتُ أنني أعشقُ علم الحاسوب وطردتُ فكرة تغيير التخصص من رأسي نهائيا وللأبد:Dأخبرتها أنني زرقاوي ولم تعرف ما هي الزرقا - نُقطة أخرى في صالحي:aplaudit:

تحادثنا قليلا ثم دخلنا إلى الصف وانتهى اليوم ... لكن ركبي سابت مرة أخرى في تلك اللحظات القليلة التي تحادثنا خلالها!!!!

شيئا فشيئا، بدأتُ أتعرف على عادات أقراني ... منها مسألة "المصاحبة" والتي سمعتُ بها للمرة الأولى ولم أدرِ ما هي أساسا ... لكن تبين أن المحبين "يصاحبون" بعضهم البعض ... وبعدين؟؟؟؟ يا أما يتجوزوا أو يتركوا بعض وصلى الله وبارك!!!

بدأت أتخيل أنني صاحبت تلك الفتاة .. وكنتُ كلما رأيتُ صاحبين مع بعضهما زاد شوقي لها أكثر فأكثر!!! .... صرتُ أسأل الشباب المصاحبين كيف هو الشعور، ومنهم صديقي العزيز فتحي الذي كان غارقا في حب فتاة كانت تعيش في نفس الكومباوند الذي عاش فيه في السعودية ... وكيف أنها ستأتي قريبا إلى الأردن في زيارة وسيراها، وكيف أنهُ لا يستطيع الصبر حتى يراها!!!! .... سألني إن كنتُ واقعا في الحب، فأنكرت لأنني لم أحسب نفسي واقعا في الحب فعلا!!!!

مضت الأيامُ والأسابيع مرة أخرى، وصار هوسي لرؤية فتاتي يزداد يوما بعد يوم .... صرتُ أبحثُ عنها كلما تسنت لي الفُرصة!!! صرتُ أتعرّفُ على أصدقائها وأفرضُ نفسي عليهم ... بدأتُ أختلط بالطلاب القادمين من أمريكا حتى يتسنى لي أن أتعلم لهجتهم بالشكل الأمثل حتى أكون على نفس القدر معها لغويا!!! -وسبحان الله فعلا الحب له أحيانا مفعول عجيب، لأن لكنتي الإنجليزي صارت إنجليزية قح وصار كل من ألتقيهم يظنون أنني درست في أمريكا أو عشت فيها!!!! شايفين الحب شو بيعمل؟؟؟:D- ... وأخيرا تعرفتُ على تلك الفتاة المُحجبة التي كانت جالسة بجانبها خلال أول محاضرة في اللغة الإنجليزية ... صرتُ أسألُ عنها، ومن أين هي وماذا تفعل في الأردن، وما إلى ذلك من أسئلة كثيرة بهدف التعرف إليها أكثر وأكثر ... وللسخرية لم أكن قد تعرفتُ عليها جيدا ولم نتحادث سوى تلك المرة الوحيدة...

شيئا فشيئا، قلت ابتساماتُها تجاهي، صارت تتجاهلني كثيرا ... هل رأت اللهفة في عيني فما عادت مهتمة لأمري؟؟ أم أن أحدا أسر لها بأنني أعاني من عوارض الحب تجاهها فقررت أن تبتعد عني؟؟ أم أنها ببساطة لم تعد مُهتمة بمعرفتي؟؟؟

أذكُر مرة أنني كنت متأخرا عن محاضرة اللغة الإنجليزية، وكنت أجري بأسرع ما يُمكن من أجل اللحاق بها ... وعند دخولي إلى مبنى الهندسة وجدتُها خارجة!!! سألتُها إن كانت المُدرسة لم تأتي فقالت أنها هي "طنّشت" المُحاضرة ودعتني لمرافقتها والجلوس مع شلّتها ... طبعا صاحبكم ما كذّب خبر وقال طز وستين طز للمحاضرة واللي فيها :D

خرجت معها وتعرفت إلى شلتها ... كان فيها شاب يحمل غيتاره معه ويعزف لهم، إسمهُ أكرم:lol:- هو كان حتى فترة قريبة زميلي في العمل وهو أعز أصدقائي (عرفتوه؟؟؟؟؟) وشاب آخر اسمه "عزّت" وهو من عرب ال48 وقادم ليكمل دراسته في الجامعة الأردنية ... كان ماخذ وش على البنت ويمزح معاها ويمسكها ويمد إيده عليها (مزح طبعا) :mad2: وأنا واحد حمش وكان جاي على بالي أبطحه على الأرض وأنزل فيه كواع وشلاليط لكن للأسف لم أستطع فعل أي شيء!!!

نفسُ العوارض صارت تنتابُني في كل مرة رأيتُ فتاتي ... حرارة عالية، سيبان في الركب، ألم في المعدة وغصة حقيرة في الصدر

أيقنتُ في الآخر بعد مرور شهور على أنني أُحبُّ تلك الفتاة، صرتُ أمرضُ إن لم أرها يوما!! وصرتُ أحلمُ بها طوال الوقت وقل تركيزي دراسيا ... إنتهى الفصل الأول وأول ثلاثة شهور من تجربتي تلك ... وكدتُ أُجنُّ خلال العطلة ما بين الفصلين لعدم قدرتي على رؤيتها!!!!!!!!!

يتبع...