نكمل الفيلم...

المهم يا سادة يا كرام ... استيقظت في الصباح التالي أشعر كأن أحدهم "ماسك عصاية قشاطة ونازل تهبير في جسمي طول الليل"، منهك إلى أبعد الحدود لدرجة أني كنت تقريبا عاجز عن الكلام ...بعد قليل دخل الطبيب الذي قام بمعاينتي الليلة الماضية ومعاه "صفطة" طلاب طب متدربين (يسمونها سنة امتياز على ما أظن) وبدأ يشرح لهم عن الحالة و"يبرطم" بالإنجليزية ثم خرجوا جميعا ... بعد لحظات عاد أحد المتدربين وبدأ يسألني نفس الأسئلة التي طرحها الطبيب سابقا!!! ... أنا انقهرت منو وما كنتش صاحي ولا حتى طايق أشوف خلقة بني آدم، رديت عليه مباشرة ... إسأل دكتورك مبارح سألني نفس الأسئلة وجاوبت، بدي أنام ناقصه الواحد على تالي هالعمر يصير فأر اختبار!!!!!

بعدها بقليل تفاجأت بقدوم صديقي فتحي وعبد الله ... "كيف عرفتوا يا جماعة إني هون؟؟؟" ... "إتصلنا على موبايلك -كنت وقتيها جايب موبايل- وردت علينا والدتك وحكت لنا القصة!!!" ... قعدنا نتسامر ونحكي مع بعض وأنا يا دوب قادر أتنفس ... بعد قليل بدأ الشباب بإطلاق النكات، ومدري شو دين الدوا اللي كنت ماخذه على أول ضحكة فتح معي عداد الضحك وصرت أضحك متل المجنون ... بدأت أدمع من شدة الضحك ... إلتفتت إلى مقياس دقات القلب وجدتُه "مغلّق" 170 نبضة في الدقيقة!!!!!! .... خرج الأصدقاء من عندي بعد أن قضينا ربع ساعة من الضحك الهستيري ... وبعد خروجهم مباشرة عاودتني نفس الآلام التي ألمت بي الليلة الماضية، لكنها أتت دفعة واحدة هذه المرة بدون أي تدرج!!!! .... وهذه المرة كانت أقوى وأكثر إيلاما بكثير!!! ... بدأت أتلوى في سريري وإذا بالممرضة تركض نحوي وتسألني "شو مالك؟" ... شو مالي؟؟؟؟؟ ... شو مالي؟؟؟؟؟؟؟؟ ...... يعني بالله عليكي مو شايفة شو مالي؟؟؟؟؟؟ ... لا يا شيخة؟ قولي وغيري!!!!:mad2:

بدأت أصرخ Nurs .... بأعلى صوتي حتى جاءت الممرضة المسؤولة عني وأعطتني حبتين تحت اللسان وطرقتني إبرة في الوريد ... شيئا فشيئا بدأ الألم يخف إلا أنه لا زال موجودا!!! ... وبسرعة البرق وجدتُ السرير النقال بجانب سريري وجاء الممرضون ونقلوني إليه وهرعوا بي إلى غرفة العمليات ... طبعا أنا قلت وقتيها عملية قلب مفتوح ورحنا فيها:lol:

في الطريق كان منظرا كما في الأفلام والمسلسلات الطبية ... لما الكاميرا تمثل محل المريض وتكون تنظر إلى الأعلى وضو رايح وضو جاي ... أنا من التعب ومن الأدوية شيئا فشيئا اتصلت الأضواء مع بعضها وبدأت تسطع أكثر وأكثر!!! ... أذكر أنني كنت صامتا، فجأة سمعت صوتا يقول لي "إقرأ المعوذات ... إقرأ قرآن!!!" ... لا تخافوا ما كانش ملاك :lol: ... أو بالأحرى كان ملاك رحمة ... كانت ممرضتي فوق رأسي هي التي تقول لي ذلك ...

وصلنا إلى غرفة العمليات ... دخل نفس الطبيب (يخزي العين كام صنعة عنده هاظ؟:D) ودخل معاه المتدرب "اللزقة" .... غرفة العمليات كانت مليئة بشاشات التلفاز .... قلت "أحسن!!! يعني الجماعة بدهم يقعدوا يتفرجوا على مسلسلهم المفضل وهم يعملو لي عملية؟!!!!!" ... بعد قليل تركني الدكتور بعد أن قضى ربع ساعة أخرى وهو "يبرطم" بالإنجليزية!!!!! ... دخل ممرض وكشف الرداء عن المنطقة المحرمة :ninja:... بدأ يحلق المنطقة في أعلى الفخذ من عند ال"هظاك" ... بعدها حمل إبرة مليئة بما أظن أنه مخدر موضعي وبدأ يغرز فيها بشكل متكرر -تقول ماكينة خياطة- ... يغرز ويغرز بشكل متكرر، وأنا أشعر بالألم لكن من شدة التعب لم أكن قادرا على التذمّر!!!

أنهى الأخ "تخريم" رجلي .... رجع الطبيب وأدخل شيء يشبه المسبار من ذلك "الخزق" في فخذي ثم أشعل شاشة التلفاز ... بدأ يحرك وأنا أنظر تقدم ذلك المسبار في شراييني مدري أوردتي ... بعد قليل قال لي "هلّق راح تحس بسخونة في صدرك" ... ولم تمر ثوانٍ أحسست كأن أحدهم "كب سطل ماء ساااااخن في صدري"!!!! وبدأت ألهث كالمجنون وآخذ أنفاسا كبيرة حتى أطفئ النار التي اشتعلت في صدري!!!!!

إنتهت العملية على خير، ولاحظوا عدم وجود أي انسداد شرياني مدري وريدي وأن الوضع ممتاز (أو هذا ما قالوه لي) ... نقلوني إلى غرفة نقاهة لأرتاح وجاء ممرض آخر ووضع أكياس فيها أثقال على مكان الجرح وطلب مني أن أبقي الأكياس وأن لا أزيلها ... "إذا بتشيل الأكياس دمك راح يوصل للسقف!!!!!" قال لي ... بعد نصف ساعة عدتُ إلى غرفتي في الCCU والأكياس لا تزال على الجرح وطلب مني أن أبقيها هناك لا أدري كم من الوقت ... نسيت ....

الجماعة قرروا أن يجروا لي فحصا شاملا وكاملا ... أخذوني إلى فحص المدري شو ... هاظ زي تبع الحمل ... حط جل على صدري ... بااااااااااااارد وأحضر جهاز وبدأ بتحريكه والنظر في شاشة وهو يهمهم!!! ... ما فهمت شي :ninja:

في اليوم التالي، قرروا أخذ صورة نووية لصدري!!!!! كيف يعني؟؟؟؟؟ .... أخذوني إلى مبنى مستقل عن مبنى المستشفى ودخلت إلى غرفة مرعبة إلى أبعد الحدود ... مددوني على سرير وكان فوقي جهاز غريب ومرعب ... تقولوا نسخة جديدة من فيلم Saw!!!!:D... وتركوني لوحدي ... بعد قليل دخل عندي فني المختبر حاملا إبرة طولها نص متر ... الله وكيلكم لما شفت الإبرة قلت له "خلص أنا ممتاز ... الحمد لله ما في شي وما فيش داعي للصورة ... ولا يهمك أنا هسة بقوم لحالي وبطلع من هون" .... ضحك الأخ وقال لي "لا تخاف مش راح أضربك بهاظي الإبرة ... شال الإبرة وأدخل محلول بااااااااااااارد من الوريد...

بعد قليل طلب مني أن أبقى ساكنا وأن لا أتحرك، أظن أنه طلب مني النوم على جانب واحد ألا وهو جانبي الأيمن .... بدأ بتشغيل الجهاز وبدأت نقاط ملونة تتجمع على شاشة (مدري شو قصتهم مع التلفزيون هالبشر!!!:D) نقطة نقطة إلى أن تكونت صورة من تلك النقاط، أحمر على أخضر على أصفر على بنفتحي وهكذا .. طبعا أنا كنت مثل الأطرض في الزفة ولم أدرِ ماهيّة الصورة ... بدأ الأخ يهمهم برضه وأطفأ الجهاز وقال لي "مبروك، أنت الآن الرجل الأخضر:D" ...

أرجعوني إلى غرفتي حيث كانت أمي تنتظرني هناك .... ثم ألصقوا على باب الغرفة "ممنوع دخول الحوامل!!!" ... وقال لي الممرض "إنت هسّة مشعشع :cool:" ....

يتبع ...