حركة حماس الفاشية تقتل الابرياء الفلسطينيين و تلتزم التهدئة مع الصهاينة
لكى نخدم قضية ما علينا الدراسة الموضوعية لتحديد سياساتنا و ممارساتنا و فى ضوء استراتيجية عامة واسعة بعيدة النظر.
احدد هذا ليكون واضحا ان حكمنا على الاحداث يتبع ذلك المنهج , وفى مقابل الرؤية التجزيئية و الاحادية التى ترى الحدث بحدوده الضيقة ودون التفاعلات والتعقيدات , فتسقط فى اللاموضوعية , و بالتالى تسئ الحكم وتخسر او على اقل تقدير تعيق قضيتها .
ان الحماسة لقضية ما لا يعنى دائما خدمتها , بل احيانا يكون على العكس تماما , هذا بافتراض حسن النية ناهيك عن اتخاذ مواقف واعية بالحماسة المعلنة التى تبطن اهدافا اخرى .
ان عالمنا و قضاياه ليست بالبساطة التى يتصورها ويصورها عن حسن نية او سوئها , اصحاب الفكر الاحادى البسيط الذى لا يرى الا تبسيطات وعناوين وتصنيفات متسرعة .
لاتخاذ مواقف صحيحة علينا اذن التامل العميق و دراسة ابعاد وتعقيدات القضية محل الاهتمام , او بتعبير اخر اعمال المنهج التحليلى الموضوعى .
ان القضية الفلسطينية وهى موضوعنا هنا , يظهر بها ذلك المنحى الاحادى فى خطاب منتشر ويراد له الانتشار لتحويل الارادة الشعبية عن مسار الفعل و المواقف الصحيحة لخدمة القضية . تحويل تلك الارادة الشعبية الى خدمة مشاريع سياسية سلطوية خاصة تستخدم شعارات دعائية لخدمة مصالحها ووجودها السياسى .
ان الدراسة التحليلية تدلنا على ان الخطاب الانشائى لا يعنى بداهة ما يعلنه , و متابعة تاريخ القضية الفلسطينية يعطى مؤشر على ان القضية خسرت زخمها الشعبى المحلى و العالمى وموقفها القانونى و الشرعى تحت سطوة الخطاب الاحادى لميليشيات حماس التى تمارس التهييج و الخطاب العاطفى التبسيطى الحماسى , ولا عجب ان اسمها حماس .
لقد كان الموقف الشعبى العالمى و الموقف القانونى مؤيد بشكل حاسم للفلسطينيين وحتى اختطاف القضية على يد حماس التى ظهرت حديثا جدا فى ثمانينات القرن الماضى وفى ذروة نهوض شعبى فى الانتفاضة الشعبية الفلسطينية التى شكلت ضغطا حاسما على اسرائيل , وفى ظل موقف قانونى وانسانى فى صالح القضية , ظهرت حماس لتفريغ ذلك الضغط الشعبى و الانسانى و الموقف القانونى الى ممارسات فوضوية من العمليات الانتحارية ضد المدنيين , ولتمثل طوق نجاة وخدمة مباشرة لصالح اسرائيل لوصم النضال الفلسطينى بالارهاب وسحب المواقف الانسانية المؤيدة له وسحب قوة موقفه القانونى و شرعيته , ذلك التحول المشوه الذى مازال سائدا للان ومستمرا فى الاضرار بالقضية على الرغم من ما يبدو من ادعاء وخطاب للعمل لصالح القضية .
نحن هنا اذن امام نموذج لما بدات مقالى بالحديث عنه وتحديده .
ان الانفصال الذى نراه حاليا بين الضفة و غزة كثمرة للممارسة الحمساوية و خطابها الاحادى العنصرى و الممارسات التى تبدو وكانها مقاومة من حين لاخر هى تجسيد لما اشرت له من اتخاذ قضية ما وسيلة لمشروع سياسى سلطوى , فاقول ان حماس يهمها موقعها بالسلطة و وجودها السياسى بالدرجة الاولى و الذى ينمو و يتجسد فى اجواء التهييج و الاستقطاب و الصراع , فيصبح الصراع مطلوبا فى ذاته للحفاظ على الوجود السياسى وليس كوسيلة لحل القضية , وتصبح مقولات المقاومة وسيلة للسلطة وركوب موجة الغضب الشعبى و استغلال معاناته والتشويش على وعيه فى اجواء التشنج .
ان هذا هو منهج الانظمة اليمينية المتطرفة للنمو و التواجد السياسى و الوصول للسلطة و الحفاظ عليها , انه نفس منهج اليمين المتطرف الاسرائيلى فى الحفاظ على سلطته , وهنا يتفق اليمين المتطرف الاسرائيلى و الفلسطينى فى استغلال الصراع و الخطاب التهييجى العنصرى واجواء المعاناة لخدمة وجودهما السياسى , ويصبح وجود كل منهما ضرورة لوجود الاخر ويصبح الصراع الدائم المستمر وسيلة تغذية وجودهما السياسى وسلطتهما على شعوبهما .
ان الانظمة من شاكلة حماس لا تتواجد الا من خلال وجود عدو وصراع ويمثل اختفاء العدو و نهاية الصراع بالنسبة لها نهايتها , فهى انظمة تنمو فى ظروف الصراع والعداء و الخوف و الكراهية تدعى امام الجماهير رغبتها فى تدمير الخصم نهائيا فى حين ان وجوده كعدو اساسى لوجودها وسلطتها وهيمنتها .
ليس بعيدا اذن عن المنطق و الموضوعية ما يثار حول دور اسرائيلى فى تشجيع ظهور حركات اليمين المتطرف الفلسطينى ومنها حماس لمواجهة الضغط الشعبى الفلسطينى و الذى كان قد نما وشكل خطر كبير على اسرائيل داخليا و خارجيا فى زمن الانتفاضة .
ان صعود حماس فرغ الموقف الفلسطينى من مشروعيته و قانونيته واثر سلبا على الراى العام العالمى , بل وشكل صراعا داخليا وانفصال على الارض خلق موقف معوق لقيام الدولة الفلسطينية عمليا وشكل على الارض توفير الزمن لاستمرار المشروع الاستيطانى الاسرائيلى بالضفة و ابتلاعها عمليا للحقوق الفلسطينية
وفى مقابل هذا لا تقوم حماس حقيقة بالمقاومة فعلى مر تاريخها اكتفت بالعمليات الانتحارية ضد المدنيين ثم الان اطلاق صواريخ بدائية غير فعالة من بعد وضد مدنيين ايضا ! ميليشيا حماس لا تقوم بعمليات ضد الجيش الاسرائيلى ولا حتى تواجهه بقوتها فى اثناء عملياته ضد المناطق الفلسطينية , لا نشاهد قوات حماس على غرار القوة التنفيذية الا فى الصراع الداخلى او ضد الشعب الفلسطينى ومظاهرات القوة واطلاق الرصاص للترويع لضمان بقائهم بالسلطة , فعن اى مقاومة يتكلمون .
دعونى استعرض حدث على الارض للدلالة على رايى
عندما حدث كسر الحدود بين غزة ومصر تعالت الاصوات الاسرائيلية تتهم مصر بالتقصير الامنى والسماح بتهريب السلاح و تنقل المسلحين وردت مصر بانها ستسمح ببقاء الحدود مفتوحة حتى حصول الفلسطينيين على حاجاتهم المعيشية ولكننا ذهلنا لاستغلال حماس للحدود المفتوحة لتنفذ عملية انتحارية فى مدينة ديمونة بجنوب اسرائيل ما يعطى الاتهامات الاسرائيلية مصداقية عملية , انه عمل يخدم اسرائيل بشكل مباشر وضد المصلحة الفلسطينية بوضوح , ان العمليات من هذا النوع توقفت من اعوام ومنذ تنفيذ اسرائيل للجدار العازل و حصار الفلسطينيين و الاغلاق ثم مع اول خرق للعزل و الاغلاق تنفذ تلك العملية , ما يعطى مصداقية و شرعية لسياسات الفصل و الاغلاق و الحصار الاسرائيلية على خلفية انها ضرورة دفاعية ,بل وياتى فى زمن يحتاج فيه الشعب الفلسطينى لكسر الحصار المفروض عليه , انه حدث يدل بوضوح على ان ممارسات حماس لا تخدم القضية ولا الشعب الفلسطينى وتشير لازدواجيتها وخدمتها ضمنيا للسياسات الاسرائيلية .
ان عملا كهذا يتم تحت شعارات المقاومة فى حين انه خدمة لاهداف العدو لهو نموذج لما اقول به فى مقالى هنا .
اخلص اذن الى ان القضية الفلسطينية تحتاج لان تكون بيد قوى شعبية تتبع سياسات تنبع من منهج عقلانى تحليلى و تتطلب وعى سياسى لا ينخدع بتبسيطات الدعاية الاحادية و تهييجاتها الدعائية السطحية واستغلالها لمعاناة الشعب كوسيلة دعاية لاستمرارسلطتها ووجودها السياسى .
|