Array
كيمو؟
مافيش حلقة النهاردة؟
[/quote]
من عيوني:D

قبل أن أكمل قصة المستشفى والمرض، دعوني أحكي لكم عن قصة ذات علاقة....

تذكرون تلك الفتاة رائعة الجمال التي دخلت غرفة صف اللغة الإنجليزية؟؟؟ ... لي معها قصة جميلة ... تلك الفتاة إسمها ليلى وهي الآن صديقتي الصدوقة، الوحيدة ممن عرفتُهن أثناء الجامعة (تقريبا) ولا زلتُ على اتصال دائم وصلة وثيقة بها....

البنت من عائلة أرستقراطية كما علمت، ودرست في مدرسة من أرقى مدارس الأردن، وصديقاتها وأصدقائها كلهم من طبقتها الإجتماعية!!! فكيف لشاب مثلي أن يصل إليها؟؟؟ ... لم يكن هناك أمل وحتى منعت نفسي من التخيل ... حتى الشباب الآخرون لم يجرؤوا على محاولة التعرف عليها لأنهم تقريبا كانوا "ضامنين ياكلوا كريك"!!! كنت أظن أنها متكبرة إلى درجة كبيرة خصوصا من طريقة كلامها!!! ...

قبل أن أمتلك موبايل كنت أتفق مع فتحي على أن نلتقي في مكان معين في ساعة مُعينة، طبعا هو كان دائم التأخر وأنا "أنلطع" ولم أكن قد كونتُ علاقات بعد (لسة سنفور) ولم أكن أفعل شيئا سوى المشي بين نقطتين والسرحان:D

في يوم من الأيام اتفقنا أن أنتظره تحت مبنى الجيولوجيا عند السكوير ... بقيت أنتظر ثم بدأت أمشي ما بين كلية الجيو (إختصارنا لجيولوجيا) وما بين شارع النَّوّر (لا تسألوني ليش هيك التسمية:D) ... أمشي من هنا إلى هناك أسرح ثم أعود، أسرح وهكذا دواليك ... في كل مرة وصلت فيها إلى مبنى الجيو كنت أسرح في درج الكلية ... سرحان بريء ولم أنتبه حتى بماذا أسرح!!!! .... فجأة بعد جولة سرحان أخرى استيقظت من سرحاني وإذا بتلك الفتاة تتجه نحوي ... تسير نحوي يا جماعة، جاي علي بالعربي!!!!! .... شيئا فشيئا ابتسمت:ninja:... يا لهوي!!! لأ أكيد مش أنا اللي عم تبتسم لي!!!! ... إلتفتّ حولي فلم أجد غيري في ذلك المكان، خلفي، أمامي، عن يميني، عن يساري، فوقي تحتي ما فيش ولا بني آدم!!!!!! .... شو في؟؟؟ شو اللي عم يصير؟؟؟ ... كلما اقتربت أكثر ارتفعت درجة حرارتي أكثر، وكلما ابتسمت لي سابت ركبي أكثر وأكثر!!!! ...

وصلت لعندي .... قالت "Hi"!!!!! .... "صفنت" قليلا ... رديت "أهلين"!!!! ... عاجلتني ب "إنت ليش كل شوي بتروح وبتيجي وبتقعد تتطلع فيني؟؟؟" .... أول فكرة خطرت في بالي كانت "أكلنا خرا وإنذار وقتلة من حرس الجامعة :cry:" .... رددت عليها "آسف والله مو قصدي أنا ... أنا ... أنا"!!!!! وما عدتُ قادرا على إكمال الجملة!!!! ... قلت: "أنا كنت سرحان بس وآسف إن كنت عم بتطلع عليكي بس بدون قصدي" .... قام ردت علي "لأ مو مشكلة ... شو رأيك تيجي تقعد معي ومع صاحباتي؟؟" .... :aplaudit:

المهم أنني تعرفت عليها ... ليلى ... أعشقُ هذا الإسم وأعشقُ حاملته، بنت غاية في الروعة، وكل الصورة التي كنتُ قد رسمتُها عنها كانت خاطئة تماما ... ما عدا أنها من عائلة أرستقراطية وغنية ما شاء الله عليها ... لكن الفتاة كانت قمة في البساطة والرقة والظرافة، ولا زالت بكل تأكيد(f)

طبعا صارت تلك الفتاة أعز أصدقائي وصرت أُسر لها بكل شيء، حتى كل بيت شعر كتبته كنت أبعثه لها لتقرأه ... وكانت على علم بكل تطورات حالتي النفسية ويااااااااااااما واستني ... فعلا أنها رائعة :redrose:

ما علينا ...

نرجع للمستشفى والمرض ... كانت والدتي في الغرفة وجلسنا نحكي وبدأت بإسداء النصح لي ... "حافظ على صلاتك يمّا ... دير بالك على حالك يمّا ... بتحتاج أي شي منا يمّا ... قول الله يرضى عليك" ... الله يحفظك يا أُمي من كل وجع ويحسن إليكي دنيا وآخره:97:

فجأة ... دخل فتحي وعبد الله مرة أخرى ومعهم أخبار أن نص الجامعة الأردنية في الخارج أتوا ليزوروني ... والمفاجئة الأعظم أنهم أحضروا فتاتي معهم لتزورني!!! ... "لأ يا جماعة ما بدي!!!! خلص ما بدي!!!!" ... أصروا على أن تدخل لتزورني ووافقت على مضض ... أمي لا تزال في الغرفة عندي ولم أقدر على أن أطلب منها الخروج!!! عيب!!! ....

فجأة دخلت فتاتي راكضة إلى الغرفة!!!!!!!!!!!!! ... فجأة أمي تنحنحت ... كل شيء توقف، وصفنوا الجماعة ببعض وقعدوا بكل أدب:D... أنا فقدتُ احتمالي بعد هنيهات ولستُ أدري كيف طاوعتني نفسي وقلت للوالدة "ماما ممكن تتركينا لو سمحتي شوي؟؟؟" ... الحجة قالت بكل حزم "لأ يمّا بدي أضل قاعدة عندك" .... .... المهم انتهى اللقاء وخرجت فتاتي ثُم دخلت بنات الجامعة بمناظر لا يعلمُها إلا الله طبعا أكلت بهادل لقلت بس بعد ما خرجوا من الحجة!!!!

الشباب أقسموا لي أنهم نظروا إلى مقياس نبضات القلب لما كانت لُما عندي وكان يُشير إلى 175 نبضة في الدقيقة ... شايفين الحب شو بيعمل بالواحد؟ ههههههههههههههه

بعيدا عن كل هذا ... في آخر ليلة لي في المستشفى نمت نوما عميقا بعد أن ابتلعت أكواما من الأدوية التي وصفها الطبيب لي ... مُميّع دم على مش عارف شو .... حلمت حلما رائعا ما زال مطبوعا في ذاكرتي ... حلمت أنني أسيرُ في طريق خالٍ لوحدي .. فجأة ظهرت فتاتان لي في الحلم، ليلى ومعها فتاتي!!! .. كلتاهُما كانتا مُبتسمتين ... أفقتُ فجأة من حلمي مبتسما ... نظرتُ من حولي فانتبهتُ للأسلاك الموصولة إلى صدري، وبسلك الكانيولا مغروزا في يدي .... أحسستُ بالوحشة والألم (النفسي) والمرارة الشديد ... في تلك اللحظة سألتُ الله "يا رب ... إن كان لا يزالُ في حياتي شيءٌ من أمل فأبقِ علي .. وإن لم يكُن فارحمني وأعتقني من هذه الحياة ... يا رب، هي لُما ... لا أريدُ شيئا من الحياة إلا هي، لا شيء ... أعدكُك يا رب أن لا أطلب منك شيئا آخر!!!" ... ثم بدأتُ أدعو أن تنتهي حياتي، ندمتُ أنني صرختُ وطلبتُ الذهاب إلى المستشفى ... "لماذا هذا الغباء!!!! مش لو كنت متت أرحم لي؟؟؟؟ " ...

خرجت في اليوم التالي من المستشفى، ورفضتُ الذهاب إلى الجامعة لمدة أسبوع كامل ... قضيتُ الوقت في غرفتي نائما بصمت، ولم أفعل شيئا ... كنتُ عبارة عن حُطام ...

يتبع....