يصف بعضهم ما تلقاه عميل الامبرياليين الامريكين ساكشفيلي علي يد الجيش الروسي بالصفعة .....يصف اخرون هذا الرجل بالغبي الذي اعتقد انه يكفي ان يشن هجوما مباغتا ليلا علي اوسيتا الجنوبية لكي يسلم له الجميع بانتصاره صباحا ،،،،،هذا العميل اصبح الان في ورطة حقيقية و هو يرسل الاستغاثة تلو الاستغاثة لكي يهب الغرب الامبريالي لنجدته و لكن لا مجيب فالامبريالية الامريكية تتمرغ في اوحال العراق و افغانستان و ليست في حاجة لاوحال جديدة ....و الامبرياليون الروس يحاولون اقتناص الفرصة لاثبات وجودهم ....و لا مستقبل لشعوب تلك المنطقة غير الاشتراكية التي معها تتراجع و تنقرض شيئا فشيئا التناقضات الوهمية بين القوميات و الامم .

اليكم المقال التالي الذي يتناول ما يجري في جورجيا و هو منقول عن نوفستي


بقلم شارل كامله

حرب جديدة تدور رحاها في منطقة القفقاز، إذ قررت جورجيا استخدام القوة العسكرية لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، فأعلنت عليها الحرب لتحمل إليها الموت والدمار. صرخات ضحايا الحرب، والمخاوف من أن تتسع رقعة المواجهات، لا تدع مجالاً للتوقف عند الجانب التاريخي لهذه الأزمة، وتفرض علينا أن نقف عند العبر التي أفرزتها هذه الحرب منذ ساعاتها الأولى وحتى يومها الخامس، وأن نحاول قراءة بعض النتائج لمغامرة ساكاشفيلي، كي نتعلم منها دروساً للمستقبل. لعل النتيجة الأهم التي يجب أخذها بالحسبان، والتي يجب على كل متعقل أن يقف عندها ويفكر فيها، هي المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الأوسيتي نتيجة هذه الحرب. فالمشاهد التي تنقلها محطات التلفزة من ساحة المعارك في أوسيتيا الجنوبية تدل بوضوح على أن المدنيين في أوسيتيا الجنوبية تعرضوا لحملة إبادة، قد تكون منظمة وقد تكون عشوائية، ناتجة عن القصف المدفعي والجوي للمدينة، لكن هذا لا يلغي حقيقة موت المئات في حرب شنتها دولة تدعي الديموقراطية، ومدعومة من دولة أخرى تدعي زعامة العالم الحر!!

لقد خسر ساكاشفيلي الحرب التي تشير كل التحليلات، والمعلومات أيضاً، أنه لم يكن فيها هو وجيوشه أكثر من أداة. لكن على ما راهن الرئيس الجورجي عندما جر بلاده إلى هذه الحرب؟ الأغلب أن العقول المدبرة التي دفعت ساكاشفيلي إلى هذه الحرب اعتقدت أن يتمكن الجيش الجورجي من السيطرة على أوسيتيا الجنوبية بهجوم سريع خاطف، تماماً مثلما جرى في الساعات الأولى من الحرب. وبالنسبة للرد الروسي لم يتوقع هؤلاء أن تستنفر روسيا جيوشها وتحركها على عجل نحو ساحة المعركة. إذ أن روسيا تحاول دوماً عدم التورط في أية حروب، لهذا اعتقد من خطط للعملية العسكرية في أوسيتيا الجنوبية أن روسيا لن تغامر بإرسال قواتها المسلحة إلى أوسيتيا الجنوبية للرد على العدوان الجورجي. إلا أن الدب الروسي فاجأ العقول المخططة الجالسة وراء الكواليس وأرسل قواته الضاربة، فقلب المعادلة، وثبتت روسيا أقدامها في المنطقة، ودعمت تواجدها العسكري هناك. بهذا تكون روسيا قد اجتازت بنجاح اختبار قدرة قوتها العسكرية، وإرادة سياسيها باتخاذ القرارات الحاسمة عندما يتطلبها الأمر. وأكدت أنها دولة كبرى تملك كل الإمكانيات السياسية والعسكرية للتحرك على أكثر من جبهة من أجل حماية مصالحها الوطنية والإستراتيجية.

لا شك بأن ساكاشفيلي وحده لم يكن ليتخذ قرار الخوض في غمار مواجهة كهذه، ويبدو واضحاً أن قوى كبرى خارجية تسعى منذ زمن إلى فرض سيطرتها على مناطق (حوض قزوين- آسيا الوسطى- القفقاز) هي التي دفعته نحو المغامرة في أوسيتيا الجنوبية. في هذا الشأن تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد قدمت الدعم العسكري التقني والتدريبي للجيش الجورجي خلال السنوات الماضية، وساعدتها في ذلك إسرائيل، وبعض الدول المسماة (ديموقراطية-حليفة للولايات المتحدة) من دول أوربا الشرقية. ولم يقتصر الدعم الأميركي لجورجيا على التسلح والتدريب بل وشمل المجال السياسي حين أكد بوش ومن ثم رايس تمسك الولايات المتحدة بوحدة الأراضي الجورجية، ما يعني أن الولايات المتحدة أعطت ضمنياً الضوء الأخضر لساكاشفيلي كي يقوم بأي عمل ليستعيد (وحدة الأراضي الجورجية). فبأي عمل أرادوه أن يقوم؟ هل أرادوا منه البحث عن حل سلمي للأزمة بينه وبين أبخازيا وأوسيتيا؟ من يريد البحث عن تسويات دبلوماسية للأزمات لا يقدم الدعم التقني العسكري.

من جانب آخر فإن الوضع الجورجي الداخلي على المستويين السياسي والاقتصادي لا يسمح لجورجيا أن تخوض غمار حرب تتطلب إنفاق لن تتحمله الخزينة الجورجية الصغيرة الضعيفة، ما يعني أن ساكاشفيلي جر بلاده إلى حرب تنهكها اقتصادياً وستجرها لاحقاً إلى أزمات لن تنتهي حتى في ظل المساعدات الاقتصادية الغربية لجورجيا. وعلى المستوى السياسي ما زالت هناك معارضة قوية في جورجيا، ستجد من خطأ ساكاشفيلي في اتخاذه قرار الحرب فرصة مناسبة للانقضاض عليه في أول فرصة سانحة.

على صعيد الواقف الدولية اللافت هو الموقف الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول نوع المساعدات العسكرية التي ستقدمها تل أبيب إلى ساكاشفيلي لاحقاً. لقد قدمت إسرائيل لجورجيا أنواع مختلفة من الأسلحة، منها طائرات تجسس بدون طيار، كانت قد حلقت أكثر من مرة في سماء منطقة النزاع في القفقاز خلال الأشهر القليلة التي سبقت الحرب هناك، كما أن إسرائيل ساعدت جورجيا في تعديل طائرات سو 25 الروسية لتحسن مواصفاتها القتالية، وأرسلت ضباط جيشها لتدريب الوحدات الخاصة في الجيش الجورجي، وهذا ليس كل شيء. الآن تحاول إسرائيل تلطيف الأجواء، وأعلنت أنها لن تزود جورجيا إلا بالأسلحة الدفاعية. المفاجئ أن البعض في موسكو قد استقبل هذا الموقف الإسرائيلي بإيجابية وكأن إسرائيل تبنت بهذا موقفاً داعماً لموسكو، إلا أن حقيقة الموقف الإسرائيلي تعود إلى خشية تل أبيب من رد روسي على صادرات الأسلحة الإسرائيلي لجورجيا، بتوسيع موسكو لقائمة صادراتها من الأسلحة إلى كل من سورية وإيران.

في السياق ذاته، المواقف الدولية، نجد أن الحرب في أوسيتيا الجنوبية أظهرت من جديد الاختلاف الجذري في السياسات والمواقف بين الولايات المتحدة وحلفائها في أوربا الغربية، مقابل دعم مطلق أكثر من الأميركي لجورجيا عبرت عنه دول أوربا الشرقية، حديثة العهد في الناتو والاتحاد الأوربي. وبينما جاءت تصريحات المسؤولين الأميركيين حادة اللهجة وتحذيرية، بل وتحمل تهديدات مبطنة لموسكو، جاءت المواقف الأوربية شبه صامتة، ساعية إلى البحث عن حل سياسي للأزمة، دون إطلاق تصريحات تجريم لهذا الطرف أو ذاك. حتى إن بعض المسؤولين الأوربيين تجاوز هذا الموقف وانتقد العملية الجورجية لما تسببت به من قتل للمدنيين ودمار في أوسيتيا الجنوبية.

لقد بدأ ساكاشفيلي حرباً ليست حربه، ويبدو أنه لا يدري ما الذي سيفعله بعد ذلك. وبعد أن لقنته روسيا درساً قاسياً، في ظل عجز واشنطن عن تقديم الدعم اللازم له، لم يبق أمامه سوى محاولة التلاعب على الوقائع وإظهار نفسه (ضحية)، تستغيث بدول الغرب علها تقنع موسكو بوقف إطلاق نار، لم يلتزم به الرئيس الجورجي سابقاً. لهذا يُرجح أن لا تقبل روسيا بوقف إطلاق نار شكلي، قبل أن تحصل على كل الضمانات السياسية والعسكرية تؤكد التزام جورجيا بتعهداتها. أراد ساكاشفيلي و(معلميه) توريط روسيا بحرب موجعة في القفقاز فتورطوا هم فيها!