تحية طيبة و بعد
للأسف إن ثورة ولاية الفقيه و نظامها كانت اكبر كارثة حلت بالشعب الفارسي اولاً ثم بالعرب ثانياً ، نوع من المزج بين الدين و القومية الفارسية في سعي مرضي عجيب للتوسع الامبراطوري الفارسي على حساب العرب ، و الأدهى من هذا ان بعض العرب ممن لا يجيدون قراءة التاريخ يستسهلون تحميل ذنب الحرب العراقية الايرانية إلى صدام حسين و رغم اني من اشد معارضي المذكور إلا اني اسجل له انه تصدى لهذه الهجمة البربرية الفارسية التوسعية تحت شعار ولاية الفقيه و الحرب المذهبية و كسر شوكتها قبل ان يقدم بيديه للأسف لايران ولاية الفقيه مالم تتمكن منه بالحرب عبر الغباء السياسي منقطع النظير ، فاتحاً الباب على مصراعيه لانتقام شرس ضد العراق نشاهده اليوم عبر عمليات التصفية العرقية و الاغتيالات المنظمة للعلماء و المفكرين العراقيين و عمليات الفرز الطائفي الشنيع التي تمارس بالعراق بدعم و مباركة ايران ولاية الفقيه التي ترتكب يومياً في العراق ابشع الجرائم التي لن تنسى و لن تمحى من الذاكرة العراقية و العربية ابداً.
لكن صبر جميل فلا بد ان يستفيق شعب العراق من هذه الكارثة التي مني بها ، و لا بد ان يميز بين كراهيته و نقمته الشديدة و المستحقة على نظام بعث صدام حسين و آثاره المدمرة عليه و بين فكرة ان عدو عدوي صديقي فنظام ولاية الفقيه الفارسي اشد وطأة و اقذر الف مرة جرائمه الآن ابشع و ابشع
.
أما ايران فللأسف حال خاتمي في وقته دون تبلور الخط الثوري الايراني نحو توجه مديني شبابي جامعي للاطاحة بنظام الملالي و ولاية الفقيه ، حال دون ذلك بأن اوهم براعم الثورة الايرانية العلمانية بأنه خط اصلاحي و لكن التجربة اثبتت انه كان اسوء وسيلة لضرب هذه القوة عندما مكن ولاية الفقيه من الاطاحة بكل عناصر القوة الثورية الايرانية العلمانية و اعاد تكريس قوة نظام الملالي اكثر من ذي قبل ، ثم مع تحولات المنطقة و غزوات بوش الغبية انفتح المجال على مصرعيه لنظام ولاية الفقيه لتنفيس الازمة الايرانية الداخلية على حساب العراق مستفيدة ايضاً من الفروق الهائلة التي حصلت في اسعار النفط ، اي ان الظروف كلها خدمت نظام الملالي و انقذته من الانهيار ، إلا ان هذا لا يراهن عليه طويلاً لأن هذا النظام فاقد جوهرياً لمقومات الديمومة و الاستمرار نأمل ان نتخلص و يتخلص الشعب الايراني ايضاً من هذه اللعنة التي حلت به و بنا.
تحياتي