الخطوط الحمر و الجيش اللبناني .
بحجة تجاوزها »الخطوط الحمر« المحددة لوزارة الدفاع والقيادة العسكرية
"حزب الله" يوجه ضربة للجيش اللبناني: أسقط مروحية عسكرية وقتل قائدها
بيروت - الوكالات
عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء المتوقع ان تخرج بتعيين قائد جديد للجيش, وجه "حزب الله" رسالة سياسية الى الحكومة, وضربة قوية للجيش اللبناني, امس, حيث عمدت عناصره الى اطلاق النار على مروحية عسكرية في جنوب لبنان, ما ادى الى استشهاد ضابط كان على متنها, واصابة اخر بجروح, الامر الذي اثار موجة استنكار عارمة في صفوف الغالبية النيابية, في حين اكتفى الجيش بالاعلان عن ان الرصاص كان "مجهول المصدر".
واوضحت مصادر متقاطعة وواسعة الاطلاع ان اطلاق النار على مروحية الجيش فوق تلة سجد في اجواء اقليم التفاح, والذي ادى الى استشهاد الملازم الطيار سامر حنا "قام به مقاومون تابعون ل¯"حزب الله" متمركزون في المنطقة", موضحة ان "المقاومين وبعد ان رصدوا المروحية العسكرية المجهزة بكاميرا تصوير, اطلقوا النار عليها بهدف التحذير وتوجيه رسالة قوية بضرورة الابتعاد وليس بقصد القتل, الذي وقع عن طريق الخطا".
ونقل موقع "لبنان الان" الالكتروني عن المصادر اشارتها الى ان المنطقة التي اسقطت المروحية فوقها "هي منطقة حساسة جدًا بالنسبة للمقاومة, وكانت قيادة "حزب الله" قد شددت اكثر من مرة على اهمية هذه المنطقة, التي يقع فيها تقاطع اتصالات تابعة للمقاومة فوق الارض كما تحتها", لافتةً الى ان الاتصالات جارية بين قيادة الحزب وقيادة الجيش "لتطويق ذيول الحادثة ووضعها في اطارها".
من جانبها, اكدت مصادر قريبة من "حزب الله" ان عناصر المقاومة هم من اطلقوا النار على مروحية الجيش, مشيرة الى ان المروحية "تم اسقاطها لانها تجاوزت الخطوط الحمر التي سبق للحزب ان حذر وزارة الدفاع وقيادة الجيش بشانها, وابلغهم بوجوب الالتزام بها".واضافت المصادر ان "الحزب يعتقد ان وزارة الدفاع وقيادة الجيش لم يكونا على علم بان المروحية العسكرية ستدخل الى هذه المنطقة الامنية المحظور الدخول اليها, بحسب التنسيق والاتصالات السابقة بين "حزب الله" وكل من الوزارة وقيادة المؤسسة العسكرية".
ووفق معلومات مستقاة من مكان الحادث, اوردتها "وكالة الانباء المركزية", فان المروحية لحظة تعرضها لاطلاق النار, كانت على علو منخفض جدا لا يتعدى عشرات الامتار, ما يعزز فرضية استهدافها بشكل افقي, واوضحت ان المروحية التي تعرضت لاطلاق النار على دفعتين, كان على متنها ضابطان قتل احدهما فورا وهو الملازم اول الطيار سامر حنا, فيما طوقت عناصر مسلحة الاخر ويدعى محمود عبود وانزلته رافعة بنادقها في اتجاهه.
وكشفت المعلومات ان قيادة الجيش ارسلت الى المكان فورا فريق اغاثة قوامه ثلاث مروحيات, الا ان العناصر المسلحة منعته من الاقتراب من المروحية المستهدفة, وابلغته وجوب انتظار وصول بعض المسؤولين اولا.وفي السياق نفسه, راى الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس حنا ان المنطقة التي وقع فيها الحادث "الاول من نوعه" تدل على ان مطلقي الرصاص هم حتما من عناصر "حزب الله", من دون ان يحسم ما اذا كان الحادث متعمدا, موضحا ان "المنطقة كانت الحد الفاصل مع الشريط الحدودي (الذي كانت تحتله اسرائيل) وهي معقل لحزب الله".
واشار الى وجود معلومات تفيد ان المروحية "لم تكن في اول مهمة لها في هذه المنطقة, ما يدل على وجود تنسيق مع حزب الله", معتبرا ان الحزب اراد البعث برسائل مع اقتراب استحقاقين, هما تعيين قائد للجيش وبحث الستراتيجية الدفاعية.
وفيما لم يعلن "حزب الله" حتى ليل امس, اي موقف من الحادث, رفض مصدر مسؤول فيه التعليق على هذه المعلومات واكتفى بالقول "لم نعط اي تصريحات", في وقت استنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الحادث, محملا اسرائيل مسؤوليته.
وفي الردود المنددة, سال منسق الامانة العامة لقوى "14 اذار" النائب السابق فارس سعيد "هل يجب ان ياخذ الجيش اللبناني اذنا من احد للتحليق في اجواء لبنان? وهل فعلا صحيحة المعلومات التي وردت بان الطوافة كانت على بعد امتار فقط من الارض?, وهل هناك فعلا ضابط اخر حاول ان يسعف الجريح?, هل هناك ترسيم حدود بين الجمهورية اللبنانية وبين دولة "حزب الله", واراد الحزب ان يقول بان هناك خطا احمر على اعمال الجيش فوق الاراضي اللبنانية?".
ووضع سعيد هذه الاسئلة برسم الدولة, وطالب باجراء تحقيق فوري, مؤكدا دعم قوى "14 اذار" للمؤسسة العسكرية.
وفي حين طالب النائب بطرس حرب بالاسراع في فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الاعتداء على الجيش, وتحديد المسؤوليات في شكل واضح ودقيق, وانزال اشد العقوبات بحق مرتكبيه ومن وراءه, راى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان "حزب الله" لم يعد يميز بين الطائرة الاسرائيلية والطائرة اللبنانية, واعتبر "ان الحزب قد يضرب لبنان كله عن طريق الخطا", مؤكدا "ان الخطوط الحمر الموجودة عند "حزب الله" وصلت حتى الدولة اللبنانية".
وكانت قيادة الجيش اعلنت في بيان انه "اثناء قيام طوافة عسكرية تابعة للقوات الجوية اللبنانية بطلعة تدريبية في اجواء منطقة اقليم التفاح, تعرضت لاطلاق نار من عناصر مسلحين, ما دفع طاقمها للهبوط الاضطراري فوق تلة سجد", واضافت "نتج من ذلك اصابة الطوافة واستشهاد الملازم الاول سامر حنا وبوشر التحقيق في الحادث".
واستقدم الجيش تعزيزات الى منطقة الحادث وضرب طوقا مشددا على التلة, التي حطت فيها المروحية مانعا الصحافيين من الاقتراب.
[moveleft]
:Asmurf:[/moveleft]
|