أصدقائي لست مهتمة بالقساوسة وما يفعلونة ولا بمقدار الغنى في الكنيسة أو اتحاد الكنائس العالمي ولا بتبشيرهم في أفريقيا وشرق آسيا
فموضوعي يتعلق بظاهرة يغتني منها أفاقون على حساب السذج
ويرزحون بهم إلى مستوى هائل من التخلف والاتكالية حتى يمسون غير قادرين على اتخاذ أبسط القرارات دون الرجوع إلى هؤلاء الدعاة والشيوخ ممن ذاقوا طعم المال فباتت لهم أمبراطوريات إعلامية هائلة
وباتت هذه الظاهرة متفشية في جميع ربوع العالم العربي والإسلامي
وهي ظاعرة لا تنبئ بالخير
وأريد من صديق علق هنا أن يعترف بالمشكلة لا أن يرمي بالطابة إلى حقل لا يهمنا ليتحدث عن ثراء القساوسة وكأن الرد أو رمي التهمة لا يكون إلا برميها على الآخر فهذه ليست طريقة ذكية للنقاش بل هي الإختفاء وراء إصبع لا يحجب مقدار الكارثة
أنا أفهم شيء بسيط وأنا أستعير هذه الفقر من كتاب مأزق الفكر الديني للدكتور نضال عبد القادر صالح جزء من مقدمته
وهو أن الإسلام منذ نشأته وهذا رد على الزعيم رقم صفر قد قسم العالم إلى الأرض إلى دارين، دار إسلام ودار كفر، وعلى المسلمين أن يقاتلوا الكفار حتى تعلى كلمة الإسلام فيهم أو يدفعوا الجزية للسلطة الإسلامية صاغرين مذلولين؟ ألا يدعي رموز الفكر الإسلامي أن كل آيات السلام والعفو والتسامح في القرآن قد نسخت بآيات السيف والحرب والقتل؟؟
لقد أقام المسلمون بحدّ السيف إمبراطورية واسعة وصلت من الأندلس حتى بلاد الصين ودخل في الدين الجديد ملايين البشر، فهل استطاع هذا الدين أن يُقرّب الإنسان من المطلق وأن يحميه من مغريات الحياة الدنيا وأن يخلع من نفسه وقلبه الأنانية والبغضاء والحسد والفرقة والعداوة؟
فبعد وفاة الرسول محمد، دخل المسلمون في صراع دموي قتل فيه الأخ أخاه وأولاد العم أبناء عمومتهم وتقاتل الصحابة فقتل بعضهم بعضاً حتى كاد أن ينفى الجميع، واحتد الصراع على السلطة بين الأهل وأبناء العشيرة حتى وصل الأمر إلى قتل أحفاد النبي والتنكيل بهم.
واليوم يخرج علينا الفكر الديني المؤدلج والمسيّس بخطابه المنغلق على لوائح الممنوع والحرام والفرائض والواجبات ليخنق الروح ويقصقص جناحي الطيران في عالم السمو والقرب من المطلق، ويرفع السيف في وجه كل مخالف ويفجر القنابل في أجساد الأبرياء حتى أصبح الإسلام والمسلمون مسبّة وعار.
لقد أصبحت لوائح الممنوع والحرام والمفروض كلوائح الانضباط في الجندية على المرء أن يلبي وأن لا يسأل، عليه أن ينضبط وأن لا يفكر، مع أن السمو يأتي من الإيمان والإيمان لا يأتي بالأوامر والنواهي وبحد السيف والتهديد بالعقاب ونشر الرعب.

هذه الحالة بحالة إلى علاج استئصالي فهذا الفكر أدى بنا إلى الهاوية ومن ينادي بإعادة إحياؤة هو كمن يرش السم في جسد مريض
وإلى لقاء قريب
نادرة شلبي
:yes: