{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #77
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
خذوا الحكمة من أفواه "الإيكونوميست"|

GMT 0:30:00 2008 الخميس 4 سبتمبر

الشرق القطرية



--------------------------------------------------------------------------------


محمود الباتع

منذ بدايتها الأولى في أربعينيات القرن التاسع عشر وجريدة الإيكونوميست البريطانية تحيط نفسها بهالة متعمدة من الغموض، تعتبرها مهمة من أجل إضفاء الجاذبية عليها، ابتداء من اسمها (وترجمته الاقتصادي) والموحي بطبيعتها المالية والاقتصادية، بغير ما هي حقيقة اهتماماتها بأخبار العالم المختلفة من سياسة وأعمال وثقافة وفنون وتطورات العلوم والتقنية، مروراً بإصرارها على وصف نفسها بالجريدة، رغم صدورها الأسبوعي في حلة تشبه حلل المجلات، وعلى ورق مصقول ملون كالورق الذي تستخدمه مجلات الأزياء أو الفنون أو المجلات المتخصصة بالمرأة، وأخيراً وليس انتهاء، بنهجها الذي تعودت وعودت قراءها عليه ويقضي بالتحفظ على هوية كتابها ومحرريها وإبقاء أسمائهم وهوياتهم طي الكتمان، بمن فيهم رئيس تحريرها نفسه، حيث من النادر ـ وفي تقليد متبع منذ عقود ـ أن تجد اسم الكاتب أو توقيعه على رأس أو ذيل أي مقال فيها، كما هو من غير المألوف لديها نشر هويات محرريها ورئيس تحريرها، اللهم إلا في حال استقالة أحدهم أو تقاعده أو وفاته. وهكذا فإن الإيكونوميست وبهذه المواصفات تتيح للمتابع أن ينظر إليها، وإن بشيء من السذاجة كما لو كانت شخصاً ينتحل اسما وهمياً وصفة مستعارة ثم يتنكر في هيئة لا تشبه هيئته الحقيقية، بينما يتحرى إخفاء اسمه، وحقيقة شخصيته عن الآخرين، تماماً كما جرت العادة مع المحتالين أو الجواسيس أو كما يظهر رجال المخابرات والبوليس السري في أفلام الإثارة والغموض.
والواقع أن مما يعزز هذا الاعتقاد ما تمتلكه هذه الجريدة من مقدرة فريدة على التحليل والاستنتاج والتنبؤ بالأحداث والوقائع من خلال مقالاتها، بحيث تبدو كما لو كانت شريكا في صناعة القرارات السياسية الحساسة للدول الكبرى والصغرى على السواء، و على نطاق عالمي، حيث تتوافر لها مجموعة من الكتاب والمراسلين يبلغ عددهم سبعين كاتباً ومراسلاً، يتوزعون مناصفة بين المقر الرئيسي في لندن العال وبقية بلاد العالم، حيث تتم طباعة العدد الأسبوعي في سبعة مواقع مختلفة حول العالم.
في الوقت الذي يصفها الحزب الاشتراكي البريطاني بأنها الناطق الرسمي باسم الرأسمالية العالمية ذات العقلية المحافظة عادة، فإن الإيكونوميست عبرت عن نفسها من خلال عدة مواقف مثيرة للجدل عندما دعمت الحرب على العراق، بينما لم تتردد بعد افتضاح جرائم التعذيب في أبو غريب في المطالبة باستقالة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق، الذي يعتبر من أشد المتحمسين لتلك الحرب، كما نادت أيضاً برحيل سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا العائد، صاحب ما وصفته بالسياسات المدمرة لإيطاليا. وبالرغم من منطقية انحيازها إلى مرشح الرئاسة الأمريكي في حينه الرئيس رونالد ريغان فإنها تبنت بحماس حملة المرشح الديمقراطي في الرئاسيات الأمريكية السابقة جون كيري على حساب حملة جورج (بومحافظينش) الرئيس الحالي، بالإضافة إلى مساندتها بلا هوادة للحملة المناصرة لإباحة زواج المثليين جنسياً، كما تدعم حالياً فكرة تحول بريطانيا إلى النظام الجمهوري، وتؤيد انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي، وتسخر باستمرار من دعوات السياسيين الأوروبيين المحافظين للحد من الهجرة العربية إلى أوروبا، وهي مواقف مناقضة أو على الأقل غير متلائمة مع الفكر الرأسمالي التقليدي المحافظ. ولعل أوقع تفسير لمثل هذا التناقض الذي قد يبدو غير منسجم مع النمطية الكلاسيكية، هو ما وصفها به محرر النيوزويك الأمريكية "جون ميتشام" الذي يصنف نفسه ضمن خانة المعجبين بأنه من باب التذاكي النابع من كون أغلب محرريها من الشباب الذين يحاولون أن يظهروا من المخضرمين كباراً سناً.
ما يدفع للحديث عن الإيكونوميست هو ما قامت به مؤخراً ضمن حملة لترويج أرشيفها المحفوظ، من إعادة نشر مقال كان قد نشر في آذار(مارس) من عام 1924 تحت عنوان يستبق الحدث في حينه هو "إلغاء الخلافة"، وهو الأمر الذي تم فعلاً في ذلك العام، ونشر بالتزامن مع حكم المحكمة الدستورية التركية برفض الدعوى المقامة ضد "حزب العدالة والتنمية" والمطالبة بحظره من قبل غلاة العلمانيين الأتراك، خصوصاً بعد أن نظم الحزب تجمعاً جماهيرياً للنظر في كيفية إعادة الخلافة الإسلامية، هذا الحكم الذي لم يأت بما يكفي من الحسم، حيث صدر بأغلبية هزيلة من القضاة (صوت واحد فقط) وكأنها تعيد إلى الذهن التركي ما كان قد قرروه واعتمدوه في السابق من إلغاء نظام الخلافة، على أساس أنه لم يعد أداة الحكم التي تلائم مستجدات للعصر، بعد ظهور الدول القومية كبدائل أكثر فعالية وجدوى.
هذه الخاصية الاستباقية الفريدة في قراءة صورة المستقبل بالاعتماد على التحليل المنطقي والقدرة على قراءة الأحداث الآنية بانعكاساتها المستقبلية، هي ما يلفت النظر ويثير الاهتمام، خصوصاً وأن العالم العربي منشغل حالياً بقلق حول ما هو الشكل الذي سيكون عليه الغد، وكيفية الوصول إلى ذلك الشكل، ولعل الإيكونوميست كانت قد استشرفت آفاقه المخيفة، عندما نشرت في يناير الماضي مقالاً بعنوان "العرب بين الفتنة والفوضى وبحر الظلمات"، دون أن تجهد نفسها في توقع سيناريوهات ذلك المستقبل القاتم، فالسيناريوهات قائمة فعلاً وموجودة ـ ويا للخيبة ـ يراها من يراها ويتعامى عنها من يتعامى، ولسنا في معرض سرد واستعراض أوجه الفتن ولا إرهاصات الفوضى التي ستقودنا حتماً إلى بحر الظلمات المدلهم، فهل بحر الظلمات هو ما يعمل عليه ويسعى إليه بشغف حثيث مشعلو الفتن ومحركو الفوضى؟
دعونا نكف قليلاً عن ترديد واسترجاع نظرية المؤامرة، والأيدي الخارجية، أيها الفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون وسائر أبناء العرب، ولننظر إلى أنفسنا أولاً، فإذا كانت هناك مؤامرة فعلاً ـ وهذا أمر لا يمكن استبعاده ـ فلماذا نجعل من أنفسنا ـ حباً وكرامة ـ أدوات لتنفيذها وتمرير سكينها على رقاب بعضنا البعض؟ رغم كل ما يمكن أن يقال عنها فإن الإيكونوميست لا ترجم بالغيب ولا تقرأ الطالع ولا تصنع القرار ولا تدعي أنها تؤثر فيه، وإنما هي جهة غير محايدة ربما، ولكنها تقرأ وتحلل وتستنتج وتكتب استنتاجاتها على صفحاتها المتاحة لكل ذي عينين ورأس، ممن يريد أن يقرأ ويفهم ويعي ما قد يأتي به الغد من رياح لا تشتهيها سفنه.



09-04-2008, 06:49 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بواسطة بسام الخوري - 09-04-2008, 06:49 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Wink دعاء الدخول .. 'Architect 0 973 06-06-2010, 06:35 PM
آخر رد: 'Architect

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS