{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 4.67 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صدمة الحداثة .
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #27
تأملات حرة .
Array
التحديث بلا حداثة اسوأ أشكال التخلف ، لأنه تخلف عالي التكلفة .
الحداثة و التحديث .

ربما يشعر البعض خاصة في دول الخليج أننا نبالغ كثيرا عندما نتحدث عن وجود تناقض بين العربي المعاصر و الحداثة ، و غالبا سيرون ذلك الحديث مجرد ثرثرة مثقفين ، فهم يشعرون أنهم في القلب من حضارة هذا العصر ، و يعيشون كما لم يتخيل أباؤهم منذ عقود قليلة ، و هذه حقيقة قد لا تكون محصورة في دول البترول بشكل خاص ، فكثيرا ما تبالغ القوى الحاكمة في البلدان العربية - حتى الفقيرة منها - في استيراد منتجات الحضارة مباشرة في شكلها النهائي ، و هكذا نجد تلك المنتجات كالسيارات ، و الملابس ، و العطور ، و الأسلحة الحديثة تملأ البلدان العربية ، ففي الشوارع العربية وحتى في الفيافي المنعزلة تمرح أحدث السيارات ، و يملأ الأثاث المستورد بيوت النخب و الأثرياء ، وفي الجيوب تصدح أحدث الهواتف الخلوية ، بينما تفوح الروائح المستوردة الغالية من أجساد النساء و الرجال ، و تنتشر الحواسب الإليكترونية المتطورة في كافة المرافق ، رغم أن أداء الأعمال يتدهور بلا انقطاع ، أما الطائرات الجامبو فلا تتوقف عن الهبوط في المطارات العربية و الصعود ، ناقلة حمولتها الثمينة من أثرياء العرب إلى المصايف و المشاتي العالمية ، كل ذلك بينما تتكدس أنظمة التسليح الحديثة باهظمة التكاليف في المستودعات ، وهي تنتظر أوامر التكهين بعد مضي عمرها الإفتراضي القصير كعمر الزهور ! ، الأمر لا يقتصر على استيراد المنتجات المادية ، بل يمتد إلى مظاهر الحياة السياسية مثل مجالس الوزراء ، و اللجان المتخصصة ، و البرلمانات ( طبعا بدون آلية ديمقراطية ) ، أكثر من ذلك فهناك شرائح عربية بالكامل تحدث نفسها ، عن طريق التقليد الحرفي لمفردات الحياة الغربية ، فيعيش أفرادها في مجتمعاتهم الخاصة المحاطة بالأسوار العالية ، ينتقون النساء الشهيات ، و الخمور المعتقة ، و الجواهر المصقولة عن طريق الكتالوجات ، كما لو كانوا امتدادا ممسوخا لبعض المجتمعات الأوروبية بالغة الرفاهية و الفساد ، إذا أين هو التناقض الذي نصدع به الرؤوس ؟.
بالرغم من ذلك أؤكد أن العرب من أكثر الشعوب تناقضا مع الحداثة ، و كي ندرك طبيعة المشكلة علينا أن نفرق بين اصطلاحين هما التحديث و الحداثة ، فالتحديث modernization) ) عبارة عن عملية تاريخية لتغيير المجتمع كي يتوافق مع العصر و متطلباته ، وهي عملية مستمرة أبدا لا تتوقف منذ انطلاقتها الأولى ، و لكنها غالبا ما تنقلب في عالمنا العربي إلى عملية تغريب westernization)) آلية بلا تعقل ، تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها ، إن التحديث هو عملية نقل لمنتجات مادية نهائية بلا جهد سوى ما تدفعه في مقابلها من ثروة ، و لا يلزمها تغيير في الأطر العقلية السائدة ، بل ربما يكون التخلف المعرفي سبب لمزيد من الإقبال على عمليات الاقتناء السلعي و التحديث الاستهلاكي ، ولعل أوضح مثال على ذلك هو عمليات التسليح باهظة التكاليف التي تمارسها الدول العربية ، بدون وجود هياكل بشرية تستوعب هذا السلاح ، وتحيله إلى قدرات قتالية مضافة و فعالة ،و النتيجة أنه بالرغم من كل السلاح الحديث المتوفر لدى العرب ، فإنهم لم ينجحوا في مواجهة أي عدوان خارجي طوال تاريخهم الحديث ، بما في ذلك القوات المسلحة لدولة إسرائيل التي لا تزيد في تعدادها عن تعداد حي في القاهرة ، و بالتالي فكل ما نشاهده في العالم العربي و استعرضناه سابقا هي عملية تحديث لا حداثة ، رغم أنها أيضا سلبية و متعثرة .
أما الحداثة modernity) ) فهي الفكر النظري أو المقولات العلمية و الفلسفية التي تحكم عملية التحديث ، كما أنها أيضا آليات تلك العملية ، و يمكن القول أن الحداثة هي بالأساس إطار من القيم ،و المناهج و الأفكار و الممارسات ، لابد من تبنيها و استيعابها ، وهذه بالتالي عملية تربية و إعداد شاقة تستلزم توفير بيئة ثقافية مناسبة ، و كي نتبين نماذجا لعملية الحداثة علينا دراسة تجارب الشرق الأقصى خاصة اليابان ، و الصين ، و كوريا ، ، أما رفض عملية الحداثة و الاستعاضة عنها بالتحديث الشكلي بل و حتى بالإفراط فيه كما تفعل دول الخليج على سبيل المثال ، فلن يؤدي سوى إلى استنزاف الموارد المحدودة بدون طائل ، و سيؤدي إلى هشاشة المجتمعات و سقوطها في براثن التعصب و التطرف كما هو حادث بالفعل .
إذا الحداثة في عبارة بسيطة هي العقلانية ، و البداية دائما تكون عملية تعليم عصرية متطورة ، بعيدا عن المعتقدات التراثية التي كانت سائدة في عصر ما قبل الحداثة ، و هذه العملية ليست مجرد حشد للمعلومات في الرؤوس ، حيث يختلط العلم والخرافات كما يحدث في كثير من الدول العربية ، فكوريا توقفت ل5 سنوات في بداية عملية التحديث عن استثمار فلس واحد خارج العملية التعليمة ، لأنهم كانوا يعلمون أن الإستثمار في الإنسان يعطي أعلى مردود ، أما في اليابان فقد تم القضاء على الأمية خلال جيل واجد ، و تعادل المطبوعات اليابانية إجمالي ما يطبع في يريطانيا و فرنسا مجتمعتين ، الحداثة أيضا هي العلمانية و الإدارة العلمية للموارد و على رأسها الوقت ، و الحداثة هي المرجعية المعرفية العلمية ،و ليس المرجعيات الدينية الغيبية .
هناك خطأ فكري شائع بين المثقفين العرب ، هو أن التحديث قرين الحداثة ، و بعبارة أخرى أن التغريب ملازم للتحضر ، وأنهما وجهان لعملة واحدة ، ولو ترجمنا ذلك لقلنا أن موسيقى الجاز أو سلسلة محلات الوجبات السريعة مثلا هي الوجه الآخر لنظرية النسبية و تكنولوجيا إنتاج الصواريخ أو السيارات الحديثة ، و أن الشرائح العربية التي تحاكى المجتمعات الأوروبية في أنماط معيشتها و طعامها و موسيقاها و سلوكها الجنسي و أزيائها ، هي أقرب للحضارة من الشرائح التي لا تفعل ذلك و لكن التجربة التاريخية تدحض هذه المقولة ،و تثبت أن العكس هو الصحيح ، وهذه الحقيقة أكدتها نجاح تجربة النهضة في اليابان التي استوعبت قيم الحداثة ، و فشل التجربة في مصر محمد علي و تركيا ( العثمانية ) اللتان انغمستا في استيراد منتجات التحديث من الغرب ..
أما لماذا نحذر من التحديث دون استكمال مقومات الحداثة فذلك لسبب جوهري ، فالتحديث السلبي يعتمد على استنساخ كل ما هو جاهز لدى الغير من أفكار و أدوات عصرية ، و هذا يذكرنا بقول ابن خلدون الشهير ( تشبه المغلوب بالغالب ) ، بينما تمول الطبقات الأكثر فقرا ذلك الهوس التحديثي من قوتها و فرصها في اللحاق بركب الحضارة ، إن هذه الآلية التي تعتمد التحديث بديلا عن الحداثة ، أسوأ أشكال التخلف لأنها لا تضييف شيئا حقيقيا لفرص التحضر ، بينما تمول نفسها كأعلى مستويات التحضر !، إن ذلك أشبه بزراعة نباتات صناعية معتقدين أنها ستزهر يوما ما !، والنتيجة الحتمية لفوضى التحديث المنبت عن أصول الحداثة أن عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي يفوقون ما كانوا عليه قبل عشر سنوات، وأن يضل ملايين الأطفال طريقهم إلى المدرسة، ليجدوا في المهن القاسية مرتعاً خصباً لضياع مستقبلهم ووقوفهم عاجزين أمام عجلة التقدم والتطور، و بدلا من النمو تسقط شرائح متزايدة من البرجوازية العربية باستمرار إلى مستويات الحياة المتدينة للبروليتاريا ، بينما تتكون النخب الحاكمة من أدنى الشرائح الثقافية و أقلها تهذيبا و أكثرها جشعا وبلادة ، هذه النخب لا تحفل بالتردي الذي تنساق إليه تلك المجتمعات ، و كل ما تفعله هو انتاج مسلسلات تلفزيونية ، تتناول حياة اولاد الشوارع ، هؤلاء الأولاد أنفسهم الذين ينتجهم الإستهلاك السفيه للنخب العربية .

و للحديث بقية .
[/quote]



" تدخين الدخان الاجنبي هو خيانة بحق الوطن "
"الاستماع الى اذاعة اسرائيل هي خيانة بحق الوطن "

نموذجان ساطعان ، من نماذج الادلجة ، التي كانت تنشرها ثورة البعث في بدايتها في سوريا .و لم تكن ، الا تعبيرا عن نشر الكراهية للعدو ، و نشر فكر اقتصادي ، يتلائم مع ظروف تلك المسألة ، و يتلائم مع الطبقتين الفقيرتين ، اللتين قام البعث باسمهما (عمال و فلاحين ). لهذا كانت تلك الايديولوجيا فقيرة ، بائسة ، سطحية ، لا تقدم ولا تؤخر ، و لا تسمن عن جوع ! و عندما سمنت القطط البعثية ، بدات تلك الايديولوجيا تخفت ، و بدانا نشاهد الدخان الاجنبي " مالبورو ، و ينستون ، الخ " بيد المسؤولين قبل غيرهم ، ثم شاهدنا السيارات الاجنبية خاصة الامريكية ، الامبريالية ، تحت المسؤولين ، قبل غيرهم ، ثم بعد ان استتبت الامور لاصحاب الانقلابات ، و استقرت ثورة البعث ، نسيت مسالة تخوين من يسمع اذاعة اسرائيل ! اذ بدات النماس تكتشف ان اذاعة اسرائيل كانت هي اقرب الاذاعات العربية الى الحقيقة ، للأسف .

و ننتقل الى نوع آخر ، من ثقافة البؤس ، و ايديولوجيا الطبقة ، حيث كان الشيوعيون، يسخرون من جماعة تجلس ، و يتحدث اصحابها عن الثياب ، او عن السيارات . و يسخرون من فلان لانه اشترى ثلاجة ، او من فلان لانه يتانق في ما يلبس ، او فلان الذي اشترى تلفازا لبيته ، "و لماذا كل هذه البعزقة " ، و" هل التلفاز مهم لهذه الدرجة ، ان يدفع كذا الفا لشراء واحد !!" أو من فلان ، لانه دفع مبلغا ك "رشى" ، للحصول على هاتف ، في وقت كان الحصول على الهاتف ، كالحصول على شقة، اليوم ، في دمشق . ثم اتت فترة قريبة ، كانوا يسخرون من فلان ، لأنه يضع هاتف نقال على جنبه ، "انه يتباهى بموبايل " ، " انها الثقافة البرجوازية " ، انها العادات الارستقراطية " ، "انه شعب سخيف يعطي قيمة لاشياء بلا قيمة " الى ما هنالك من العبارات ، و التسطيح ، و تغليب الاحكام الضحلة ، التي انما كانت تعبر عن موقف فلسفي بائس ، هو موقف ، من لا يملكون القدرة على شراء تلك الأشياء .

و تغيرت الايام ، و مرت علينا مرحلة ، اصبح بامكاننا ان نحصل بسهولة على تلفاز ،أو على هاتف ، او موبايل ، او نشتري سيارة .... الخ ! و ادركنا ان المشكلة ليست مجرد فكر بائس بل هي انعكاس لوضع اقتصادي بائس . فالشيوعيون انفسهم ، عندما كانوا لا يملكون ، اتهموا غيرهم بالسطحية و البرجزة ، و عندما تملكوا عاشوا بارستقراطية ، على عينك يا تاجر !

كل هذه المقدمة ، عرضتها لاصل الى أن الفكرة اعلاه ( المشاركة رقم 25 ) ، المقتبسة عن العزيز بهجت ، لا تختلف كثيرا ، في احكامها ، عن تلك الاحكام التي ذكرتها ، عما كنا نسمعه ، من الادلجة البعثية ،و الادلجة الشيوعية ، و طريقتهما في النظر للامور ، من منظار بؤس الفلسفة ، النابع عن بؤس القدرة على الدخول في التحديث ، او عدم القدرة على ذلك .

يبدأ بهجت احكامه التلقينية بشعار لا يمكن اثباته ، بل يتضح التناقض فيه ، وضوح الاصحرار ، في صلعة الاصلع ! كيف توصل بهجت الى ان التحديث ما هو الا تخلف ؟ و هل هناك تحديث بلا كلفة ؟ اوليست المسالة نسبية ؟ لو قال لنا بهجت بان التحديث ، مثلا ، ان تقوم جيبوتي باقامة منشأة للانصهار النووي البارد( وهي عبارة عن مشروع دولي تشترك فيه العشرات من دول العالم القادرة علميا و ماديا ،لانتاج طاقة نووية سلمية ) لقلنا ، يا للغرابة ، يا للغباء الاقتصادي ، من اين لك يا جيبوتي ان تدفعي التريليونات من الدولارات ، من اجل هذا المشروع الهائل الكلفة ؟ لكن ، ان تعصرن دولة مثل دولة الامارات العربية شوارعها باضاءة ليلية دائمة، و تكلف عمالا هنودا برواتب متدنية ، لتنظيف شوارعها باستمرار ، و ان تقيم الحدائق الدائمة الاخضرار ، و ان تقيم مجمعات جبل علي ، التي وتحوي العديد من اكبر المصانع العالمية ، بدءا من صناعة الاثاث و المراكب حتى تجميع التلفيونات و السيارات ، و يقال ان هناك مشاريع المنيوم يصل انتاجها الى كل دول الشرق الاوسط ؟ و ان تقيك المعارض الدولية التي تجتذب السياح و رجال الاعمال و التجار و العسكريين و غيرهم الى الامارات ، ناهيك عن معارض الكتب ، التاي يجد فيها الناشرين العرب فرصا هامة جدا ، ليشاركوا فيها . وما الذي يمنع ابناء تلك الدول ، عندما تصل مداخيلهم الوسطية الى ثلاثة آلاف دولار شهريا ، من ان يركب سيارة حد
يثثة ، او يقتني سائقا ، او يستحضر احدث الاجهزة الالكترونية لاولاده ، خاصة انواع الكومبيوتر و مشتقاته ؟ ما الذيث يمنع ابناء تلك الدولة الخليجية ، من ان يضع على نفسه عطرا محترما ، يجده اصحاب ثقافة البؤس ، باهض الثمن ؟ ما الذي يمنعه من ان يجلب لزوجته اثاثا ايطاليا ثمينا ، او ان يعيش برفاهية ، سمحت له بها دخوله و رواتبه و شركاته ، ان وجدت ؟ و ما الذي يمنع مطارات دبي ، التي تشجع صناعة السياحة ، و تعتبرها المصدر الثاني للانتاج ، من ان تعمل على شراء افضل الطائرات المدنية ، مثل الجامبو او غيرها ، ما دام هنالك من يركب تلك الطائرات، و يدفع التكاليف لصالح شركة الطيران ؟ و ما الذي يمنع رجل الاعمال الخليجي ، من ان يشتري الجواهر لنفسه ، او لمن يهمه امره ، ما دامت اعماله ناجحة ، و تسمح له بذلك البذخ ؟ هناك شيء واحد يمنع ... انها ايديولوجيا البؤس ، انها ثقافة من لا يملكون من اجل ذلك البذخ ، فيجدون أن لا ضرورة له !

كل الشعوب ، غير متجانسة ! هناك دوما ، شرائح اجتماعية فقيرة ، و اخرى ميسورة ، و غيرها عالية الثراء . و تلك الميسورة ،مع تلك التي تملك المال الوفير ، يمكنهما العيش بالطريقة السالفة الذكر ، التي تمكنهما ان يعيشا الحياة كما يجب ، فالحياة تعاش مرة واحدة ! و للاسف اجد الزميل بهجت يصدر تعميما فاحشا ، بقوله " بالرغم من ذلك أؤكد أن العرب من أكثر الشعوب تناقضا مع الحداثة " !

ينظر الزميل بهجت التحديث و الحداثة على انهما يجب ان يكون متسايران ، متحخاذيان ، مثلا ، اذا احضرت طائرة جامبو ، فعليك ان تطرح فكرة الديموقراطية الهولندية ، او فكرة حقوق المثليين ، او فكرة حق المرء بالكفر او الالحاد ...الخ ! لماذا يا عزيزي بهدت ، هذا التطرف الذي لم اعهده بك . لماذا لا اركب الجامبو و اضع الماسات في اصابعي و اؤمن باله الاسلام ، شرط الا اكون متطرفا و عدوانيا تجاه مجتمعي . لماذا لا احدث بلدي (كرئيس دولة ) بان اقيم الشركات و المؤسسات و المصانع وز اللمشاريع العملاقة و ازرع البحر نخيلا ، بينما انا في الىن نفسه امارس حياة اجتماعية بسيطة كلاسيكية اعتدت عليها ،و ارتاح لها ، طالما هي لا تسبب لي تعارضا مع اهتماماتي ؟ اولم يقل فيلسوفنا هابرماس بالحرية ، ام ان الحرية يجب ان تكون للمثقف فقط ، او للسياسي المخضرم ، اوليس من حق الاماراتي ان يستمتع بحرية عباداته ، و تقاليده الاجتماعية ، ما دام متوافقات معها ؟لماذا تريده الا يشتري العطور ما لم يتخلى عن كل لاعقلانية دينه الاسلبامي ، او يتخلى عن سلبيات العلاقات الاجتماعية القبلية المنتشرة في المجتمع الاماراتي ؟
طالما ان المال يساعدنا على التحديث ، فلنحدث مجتمعنا ، اما اذا استطعنا ان نقدم بعضا من البرامج حول الحرية الشخصية ، او احترام الاجبني ، او احترام القانون ، او الامانة في الانتاج او ....الخ ، فلا باس . فالتحديث سهل مع وجود المال ، اما الحداثة الفكمرية ، فهي كالحج بالنسبة للمسلم "ان استطاع اليه سبيلا " ! فلن تكن جريمة اذا لم يستطع محمد بن راشد ، قائد مسيرة التطوير في دبي ، او غيره في قطر او غيره في الكويت ، ... ان يقدم الكثير من الحداثة . فالحداثة لا تصنع صناعة ، انها منحصلة القوى الثقافة و التغييرات التطويرية على مستوى شعب ن و ليست مجرد قرار يتخذه زعيم خليجي او زعيم سوري او زعيم مصري ...الخ .

لهذا فان القول بان التحديث اذا لم يقترن بالحداثة هو تخلف ، اراه مجحفا بحق الحقيقة و الفكر العقلاني بشكل عام ! فلا يمكنك ان تزيل المعتقدات التراثية ، بشحطة قلم ، حتى ولو كنت زايد بن سلطان آل نهيان الراحل ، بنفسه ! لكن من عاش في دولة الامارات منذ 25 سنة و حتى اليوم ، لديه القدرة ليؤكد لنا ، و هذا ما حصل امامي كثيرا ، مدى التقدم الاجتماعي ، ناهيك عن التقدم العمراني او الاقتصادي ، الذي تسلل الى نسيج المجتمع الاماراتي ، حتى تكاد تظن أنه كأس شراب ديني ، ذي عصير علماني .

و نسأل : ما الذي يمنع الاماراتي ، من ان يشتري طعاما من محلات بيتزا هات ، او من ماك دونالدز ، او من كنتاكي تشيكن ، او من هارديز ؟ الفواقع ، فما زرت تلك المحلات الا ووجدت ان غالبية الجالسين فيها هم مواطنين اماراتيين !!

و يقول العزيز بهجت " إن هذه الآلية التي تعتمد التحديث بديلا عن الحداثة ، أسوأ أشكال التخلف لأنها لا تضييف شيئا حقيقيا لفرص التحضر ، بينما تمول نفسها كأعلى مستويات التحضر !إن هذه الآلية التي تعتمد التحديث بديلا عن الحداثة ، أسوأ أشكال التخلف لأنها لا تضييف شيئا حقيقيا لفرص التحضر ، بينما تمول نفسها كأعلى مستويات التحضر !" ترى ، لماذا هذا التعصب الفكري ؟ و لماذا هذا الفصل العنيف بين التحديث و الحداثة ؟ نحن لا نرى تلك المعاناة الهاملتية لدى شعب الامارات في مواكبة التحديث ، علما ان واحدهم ، الشباب طبعا ، يحملون افكارا متقدمة يطمحون لتحقيقها تتعلق بالحداثة . فالتناقض بين التحديث و الحداثة ليست تناقضا صارخا تشيب له الولدان ،ولا يترك ظاهرة خطيرة تستحق المعالجة السريعة ايضا !

أخيرا ، عرفت سبب تلك الفوبيا التي يعاني منها صاحبي ، و حبيبي بهجت تجاه التناقض بين التحديث و الحداثة ، كما يدعي ! ها هي العبارة التي اوضحت مخاوفه " و بدلا من النمو تسقط شرائح متزايدة من البرجوازية العربية باستمرار إلى مستويات الحياة المتدينة للبروليتاريا ، بينما تتكون النخب الحاكمة من أدنى الشرائح الثقافية و أقلها تهذيبا و أكثرها جشعا وبلادة "!!!! لكن ، من اين اتى بهجت بهذه النتيجة المريعة ؟ من اخبره ان الطبقة البرجوازية الخليجية ، هي غبية ، و ساذجة ، و لا تفهم بالاقتصاد ، و ليس لديها مستشارين من افضل الدول تقدما ، و انها سوف تبعزق اموالها و تسرف في الهدر الى ان لا يبقة لديها ما تصرفه في جيبها ، مما يؤدي الى ظهور "نخب" ، و الاصح القول شراذم ،من ادنى الشرائح الثقافية ، لتحكم البلد !!!!! فكرة طريفة و مسلية ، لكنها ليست واقعية ابدا .

لعلمك يا عزيزي بهجت ، فان ابناء الشيوخ يدرسون مثل ابناء الفقراء و يذهبون الى افضل المدارس ثم الجامعات ، و يحصلون على اعلى الشهادات . اما موضوع المسلسلات التلفزيونية ، فهي للتسلية ، وهل مسلسل باب الحارة السوري يختلف كثيرا عن المسلسلات الخليجية التي تفكر بها . لكن ليست كل المسلسلات الخليجية سيئة . فلا شك انك شاهدت ، ولو حلقة من " طاش ما طاش "السعودي ! فهو لا يقل نقدا - و تسليط الضوء على المشكلات في المجتمع - عن افضل المسلسلات في بلاد الحضارات التليدة ، مثل سوريا او مصر . اي ان المسلسلات ، ليست مقياسا للحداثة اصلا . فهناك الغث ، منها ، و هناك السمين ، ايضا !

و اخلص الى القول ، الهوينى ، الهوينى ، يا عزيزي في نقد ، هو بمثابة تهجم ، على المجتمعات الخليجية ، التي كما اراها ، تقطع اشواطا سريعة ،في تحديث مجتمعاتها ، و ذلك التحديث ، سينعكس ايجابا مع مرور الزمن ، على شعوب تلك الدول التي تعبر بسرعة ، طريقا ، قضينا مئات السنين لنعبره ، و يبدو انها ستتجاوزنا في مدة قريبة .

تحياتي .(f)




[moveleft]:Asmurf:[/moveleft]



















09-06-2008, 05:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
صدمة الحداثة . - بواسطة بهجت - 08-25-2008, 01:55 AM,
RE: تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-29-2009, 03:33 PM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة بهجت - 11-18-2009, 06:41 AM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة Yusuf - 11-18-2009, 01:06 PM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة بهجت - 11-19-2009, 09:53 PM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة هاله - 11-19-2009, 08:19 PM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة بهجت - 11-20-2009, 12:24 AM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة بهجت - 11-21-2009, 06:51 AM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة هاله - 11-21-2009, 05:38 PM,
RE: صدمة الحداثة . - بواسطة بهجت - 11-22-2009, 03:28 AM,
تأملات حرة . - بواسطة Yusuf - 08-25-2008, 08:09 AM,
تأملات حرة . - بواسطة jafar_ali60 - 08-25-2008, 04:17 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-26-2008, 11:07 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-26-2008, 04:09 PM,
تأملات حرة . - بواسطة عمر أبو رصاع - 08-26-2008, 09:16 PM,
تأملات حرة . - بواسطة عمر أبو رصاع - 08-26-2008, 10:48 PM,
تأملات حرة . - بواسطة jafar_ali60 - 08-27-2008, 03:59 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-27-2008, 05:19 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-27-2008, 07:05 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-27-2008, 07:45 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-28-2008, 02:12 AM,
تأملات حرة . - بواسطة jafar_ali60 - 08-28-2008, 03:48 PM,
تأملات حرة . - بواسطة عمر أبو رصاع - 08-28-2008, 08:33 PM,
تأملات حرة . - بواسطة عمر أبو رصاع - 08-29-2008, 03:23 AM,
تأملات حرة . - بواسطة عمر أبو رصاع - 08-29-2008, 03:51 AM,
تأملات حرة . - بواسطة عمر أبو رصاع - 08-29-2008, 04:00 AM,
تأملات حرة . - بواسطة عمر أبو رصاع - 08-29-2008, 04:06 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-29-2008, 03:45 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 08-31-2008, 03:22 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-02-2008, 04:35 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-04-2008, 03:37 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-05-2008, 12:52 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-06-2008, 02:55 PM,
تأملات حرة . - بواسطة Awarfie - 09-06-2008, 05:12 PM
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-07-2008, 06:15 PM,
تأملات حرة . - بواسطة Awarfie - 09-07-2008, 09:07 PM,
تأملات حرة . - بواسطة jafar_ali60 - 09-08-2008, 01:49 AM,
تأملات حرة . - بواسطة Awarfie - 09-08-2008, 02:07 AM,
تأملات حرة . - بواسطة jafar_ali60 - 09-08-2008, 07:47 PM,
تأملات حرة . - بواسطة Awarfie - 09-08-2008, 07:54 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-08-2008, 10:59 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-08-2008, 11:10 PM,
تأملات حرة . - بواسطة jafar_ali60 - 09-09-2008, 01:28 AM,
تأملات حرة . - بواسطة العاقل - 09-09-2008, 04:13 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-10-2008, 05:04 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-10-2008, 03:39 PM,
تأملات حرة . - بواسطة العاقل - 09-10-2008, 05:00 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-10-2008, 06:10 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-12-2008, 10:57 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-13-2008, 03:19 PM,
تأملات حرة . - بواسطة نسمه عطرة - 09-13-2008, 06:00 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-13-2008, 10:56 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-14-2008, 05:42 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-16-2008, 02:15 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-16-2008, 02:15 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-16-2008, 02:15 PM,
تأملات حرة . - بواسطة jafar_ali60 - 09-16-2008, 07:36 PM,
تأملات حرة . - بواسطة Serpico - 09-16-2008, 07:42 PM,
تأملات حرة . - بواسطة طنطاوي - 09-16-2008, 07:56 PM,
تأملات حرة . - بواسطة AhmedTarek - 09-16-2008, 08:31 PM,
تأملات حرة . - بواسطة نسمه عطرة - 09-16-2008, 08:33 PM,
تأملات حرة . - بواسطة سهيل - 09-16-2008, 08:59 PM,
تأملات حرة . - بواسطة Futurist - 09-16-2008, 11:22 PM,
تأملات حرة . - بواسطة Awarfie - 09-16-2008, 11:40 PM,
تأملات حرة . - بواسطة The Holy Man - 09-17-2008, 01:07 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-18-2008, 03:07 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-24-2008, 03:16 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 09-26-2008, 04:24 PM,
تأملات حرة . - بواسطة ماجد الدومري - 09-29-2008, 03:25 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-06-2008, 05:39 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-07-2008, 01:38 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-15-2008, 09:46 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-17-2008, 11:10 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-20-2008, 06:51 PM,
تأملات حرة . - بواسطة هاله - 10-21-2008, 03:25 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-23-2008, 06:11 AM,
تأملات حرة . - بواسطة خالق محجوب - 10-24-2008, 01:11 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-25-2008, 01:29 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 10-25-2008, 03:21 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 11-02-2008, 06:18 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 11-06-2008, 03:25 PM,
تأملات حرة . - بواسطة المعتزلي - 11-19-2008, 05:34 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 11-22-2008, 06:16 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 11-23-2008, 12:16 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 11-25-2008, 03:53 AM,
تأملات حرة . - بواسطة المعتزلي - 11-25-2008, 03:20 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 11-26-2008, 11:29 PM,
تأملات حرة . - بواسطة المعتزلي - 12-01-2008, 03:03 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 12-01-2008, 07:40 PM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 12-05-2008, 10:26 AM,
تأملات حرة . - بواسطة بهجت - 12-07-2008, 03:52 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,944 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة يسرى عبد السلام 0 1,443 04-07-2011, 07:00 PM
آخر رد: يسرى عبد السلام
  مطارحات حول صدمة العقيدة وصدمة الشعوب السلام الروحي 0 1,146 09-11-2010, 11:09 AM
آخر رد: السلام الروحي
  إشكالية الحداثة و الهوية: دبي نموذجا Awarfie 16 4,095 10-22-2008, 07:28 PM
آخر رد: هاله
  الحداثة بعد فوات الاوان Enki 23 3,922 08-08-2008, 12:43 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS