لماذا أرفض وجود كائن خارجي خالق للكون؟ - 8
What is the Matrix? -5
[left]
Array
Morpheus: The Matrix is everywhere, it is all around us, even now in this very room. You can see it when you look out your window, or you turn on your television. You can feel it when you go to work, when you go to church, when you pay your taxes. It is the world that has been pulled over your eyes to blind you from the truth.
Neo: What truth?
Morpheus: That you are a slave, Neo. Like everyone else, you were born into bondage... born into a prison that you cannot smell or taste or touch. A prison for your mind.
The Matrix
[line][ne]
http://www.imdb.com/title/tt0133093/
[/quote]
[/left]
كما انتهيت في المقالة السابقة، إلى أن التعرف على "الله" لا يمكن إلا عن طريق دراسة "شيء موجود وجوداً فعلياً" في الكون الذي نعيش فيه، فلا بد أن تكون هناك "نسخة Instance" من "الله" موجودة داخل الزمان والمكان، تمتلك خصائص واضحة Properties و أفعالاً محددة Methods ولها دور في التدخل في سير الكون وأحداث العالم ، ويمكن قياسها والتعرف عليها.
وهذه "النسخة" يمكن العثور عليها بسهولة في عصرنا الحاضر عن مصدر أوليّ للمعلومات هو النص المكتوب.
حيث جاء الأنبياء وطرح كل منهم دعوته بشكل شفهي، انتقلت من أشخاص حتى وصلت واستقرت في النهاية كما هي في أيدينا في كتب.
دخول العفريت في المصباح السحري في قصة علاء الدين استدعى أن يقوم علاء الدين بحك المصباح بطريقة معينة حتى يخرج العفريت أخيراً.
عملية حك المصباح هذه "اتصال مع" المصباح أدت إلى "رؤية" لما "فهمه" علاء الدين بالـ "جني".
وهكذا عملية القراءة أيضاً . القراءة عملية اتصال.
ولكونه عملية اتصال ، فلا بد أن تدخل في علم النفس، ولا يمكن أن تخضع لقوانين تتخلى عن هذا العلم كأساس لتلك العملية بين الإنسان وبين الكتاب.
وقد كنت محظوظاً أثناء دراستي لعلم المكتبات والمعلومات أن قام بتدريسي أستاذ من أكبر أساتذة المكتبات والمعلومات في العالم العربي، هو الأستاذ الدكتور / كمال عرفات نبهان.
وهو صاحب نظرية فريدة في علم المكتبات اسمها "نظرية الذاكرة الخارجية" هي امتداد لمصطلح استعمله لأول مرة أستاذ المكتبات "سعد الهجرسي" . حيث توسع فيها الدكتور كمال ، وطرحها في كتاب بنفس الإسم ، وتم تسجيل النظرية رسمياً بإسمه.
كانت محاضرات الدكتور كمال الطاعن في السن بمثابة "جلسات" لا تقل جمالاً عن تلك التي يشعر بها المريد الصوفي مع أستاذه.وهو بالمناسبة ، له ميل تصوفي بشكل شخصي.
فهو لم يكن رجل "لوائح" ولم يكن أستاذ "برنامج تدريسي" ، يدخل ليلقي مجموعة من المعلومات المرتبة بشكل معين في عناصر محددة ، لنسجلها وراءه ثم نفهمها ونحفظها وينتهي الأمر.
بل كان يدخل إلى المحاضرة، ويبدأ في قول عبارة مثل : "فهم النص المكتوب".
ثم يبدأ في هذه العبارة كلمة كلمة، ويأخذ الطالب معه في رحلة طويلة حول العالم، ينزل بنا تحت الأرض حيث الجيولوجيا وطبقات الأرض وحيث الموتى والأشباح والأساطير القديمة ، ثم يصعد بنا نحو السماء حيث المسيح ، و "الله" ، ثم ينزل بنا مستوياً على سطح صلب وقاعدة قوية، محدثاً إيانا عن التفكير والعقل ثم عائداً مرة أخرى في براعة الساحر الذي لا يخدع مشاهديه ، ومهارة الأستاذ الذي لا يشعر معه طالب بأنه في محاضرة جامعية في الصباح الباكر ، بل مع نبي أو قديس في بستان من الأزهار التي لا تشبه إحداها الأخرى، ولا تذبل أبداً.
وقد حصلت على كتابين من تأليفه ، أو بمعنى أصح، دراستين اكاديميتين، بحكم كوني أحد طلابه، فقد استلمتهما من مكتبة الجامعة وقتها، أحد هذين الكتابين يتحدث عن "القراءة والإتصال" ، والآخر هو نظريته في "الذاكرة الخارجية".
أقتبس من كتابه الأول ما يلي :
Array
ويتضح أن أفضل تعريف للقراءة هو تعريفها "كفعل اتصال كامل باعتبارها الجانب المتمم للكتابة" فالقراءة هي عملية يقوم بها القاريء لإعادة تركيب Reconstruction نتاج جديد، وهي تجربة تقوم بذاتها، في مقابل تجربة الكتابة وهي تتميز بالصدام بين القيود التي يصنعها النص، وبين الإستعدادات المسبقة للقاريء Predispositions ، وكلما كانت القيود أقوى وأكثر تحديداً كلما كان النص أكثر وظيفية Functional ، وكان مدى الحركة أقل بالنسبة لروح المبادرة Initiative لدى القاريء.
ومثال ذلك : النصوص التعليمية أو التقنية أو العلمية.
ومن ناحية أخرى،
فكلما زاد المدى Latitude الذي يسمح فيه للقاريء بإظهار استعداداته ، كلما اكتسب النص مزيدً من الصفات الأدبية Literary. وتعتبر القراءة قراءة بمعنى الكلمة على هذا الأساس.
والقراءة الصامتة هي التي تعبيء كل قدرات القاريء، وهي نشاط خلاق بنفس الدرجة التي تعنيها الكتابة.
ويمكن أن توصف العلاقة بين الكاتب والقاريء، بأنها مشاركة Commonness في المعلومات والأفكار والإتجاهات، وينطبق عليها تعريف "شرام" لجوهر الإتصال، الذي يجعل المستقبل والمرسِل يتآلفان Tune حول رسالة معينة.
ويمكن القول بأن
هذه المشاركة والتآلف تختلف في درجاتها باختلاف الثقافة. وباختلاف العصر بين الكاتب والقاريء، وباختلاف طبيعة النص الوظيفي والأدبي.
وفيما يتعلق بمدى الخلق الذي يقوم به القاريء، يرى "ويبلز" أن العملية المتضمنة في القراءة التأملية، وفي الإستجابة الإنفعالية للأدب، (وبخاصة الشعر والمسرحية والرواية) تحتوي على الكثير مما تتضمنه عمليات تداعي المعاني، التي توجد في الكتابة الخلاقة.
ويؤكد "تينكر" و "ماك كولو" على أهمية الخبرة الماضية، التي تعد مصدراً لتلك المعاني التي يتم استدعاؤها عند المطابقة والتعرف على رموز الكتابة، ومن خلال تلك الأفكار الموجودة من قبل لدى القاريء ، والتي تكون مقابلة ووثيقة الصلة بالرموز المقروءة ،
يتم تكوين معان جديدة من خلال عمليات التفكير لدى القاريء، وتبعاً للغايات والتصورات السابقة التي تؤثر في هذه العمليات.
ولكن حل الرموز في إطار خبرة القاريء لا يعني أن القراءة حلقة مفرغة لا تثمر جديداً ، بل يمكن القول بأن المشاركة اللازمة لحدوث القراءة ، تقوم على حد أدنى (مفترض) من الخبرة لدى القاريء ، يتيح له إدراكاً وتفسيراً لرموز الكاتب، مما يخلق دائرة مشتركة من العطاء والفهم بينهما، وقد تضيق هذه الدائرة أو تتسع تبعاً لإمكانيات الكاتب في التعبير، وإمكانيات القاريء في التفسير، كما ينبغي الإشارة إلى دور العقل في الإبداع والقياس والمقارنة والتخيل ، وبذلك يمكن أن تثمر القراءة "أفكاراً" تؤدي إلى تعديل وتكييف تفكير الفرد، وربما سلوكه أيضاً ، وقد تؤدي إلى سلوك جديد تماماً ، من خلال التطور الشخصي والإجتماعي للفرد.
[/quote]
وفي كتابه عن نظرية "الذاكرة الخارجية" التي تعتمد على نظرية ماكلوهان القائلة بأن كل الإختراعات البشرية هي عبارة عن "امتدادات" لحاسة أو أكثر من حواس الإنسان، لتساعده على التعمق في اتصاله بالبيئة المحيطة به بشكل أكثر عمقاً.
ذكر د.كمال أن للنص المكتوب 16 امتداداً وقام كتابه كله على شرح كل واحد من تلك الإمتدادات.
ويهمني هنا أن أقتبس شرحاً له حول أحد هذه الإمتدادات فقط هو "الإمتداد القابل للنص" Susceptive Extension .
حيث يقول فيه :
Array
إن المعرفة حمالة أوجه،
وتعدد الأوجه يأتي نتيجة قابلية المعرفة، أو قابلية النص الواحد، لأشكال لا نهاية لها من التلقي والتفسير في كل حالة من حالات التعامل معه، وما ينتج عن ذلك من حالات التمايز والتميز والخصوصية في الإدراك أو الفهم أو التذوق والإحساس لدى كل حالة، ( سواء كان النص مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً ... ).
حيث
يختلف كل متلق عن الآخر ، بل إن المتلقي الواحد قد تختلف استجابته وتفسيراته كلما عاود الإتصال مع العمل ذاته، مع اختلاف خبراته الحياتية أو حالاته المزاجية والنفسية أو أطواره المعرفية أو مراحله العمرية...إلخ.
وكذلك مع اختلاف البيئة والثقافة والعقيدة والعصر والميول والخبرات، وكذلك حالات الصحة أوالمرض النفسي أو العقلي بدرجاته المختلفة، مما يؤثر على أشكال الإستجابة للنصوص والمعرفة.
وكل ذلك يحدث في ظل ثبات النص، مع التغير والتعدد في إدراك المتلقي أو المستفيد. وقد يظل هذا التلقي أو الإستجابة تفاعلاً فكرياً او شعورياً مع النص في داخل الفرد بغير أن يعبر عنه تعبيراً خارجياً، وقد يعبر عنه في شكل اتصال شفهي (غير وعائي). وقد يحول ذلك إلى اتصال مسجل في وعاء للمعلومات، مما يجعله اتصالاً وعائياً ولذلك ، يمكن أن نميز في هذا الإمتداد بين نوعين فرعيين من الإمتداد هما :
1- الإمتداد القابل الذهني : ويشمل حالات التفاعل الفكري مع النص، في مراحل الخبرة والبحث، وقبل إنتاج نصوص جديدة.
2- الإمتداد القابل الوعائي: ويشمل حالات التفاعل الفكري التي ينتج عنها نص أو عمل جديد ومحدد نطلق عليه تسمية التحويل الفكري للنص.
[/quote]
بعد قراءتي لدراسة د.عرفات في هذين الكتابين لعملية القراءة والفهم. وبين ما قرأته في كتاب الوجودية لماكوري، الذي وضعت وصلته في مشاركتي الأخيرة حيث يقول أن الوجوديين:
Array
يؤكدون أن معرفتنا ذاتها تصطبغ بصبغة انفعالية Passional كما أن فهمنا يتلوّن بلون حالتنا المزاجية.
فالموجود البشري يقوم بعمليات إسقاط مستمرة لأن ذلك جزء من وجوده ، أعني من خروجه المستمر عن ذاته، فهو
باستمرار يسقط ذاته على ما يحيط به.
فمعنى الإسقاط Project هو الطرح إلى الأمام أو الإلقاء إلى الأمام ، فالموجود البشري في تجاوزه لذاته J يلقي بنفسه إلى الأمام في إمكاناته ، وهو يلقي بهذه الإمكانات إلى الأمام في بيئته ، وهو يفهم البيئة في إطار الإمكانات التي يلقيها أو يسقطها عليها. وهو بهذه الطريقة يسقط المعنى ويبني عا لما مفهوما.
[/quote]
لهذا ، ينتهي كل إنسان بـ "الله" مختلف تماماً عن "الله" الآخر من حيث :
1- الخصائص Properties
2- الأفعال Methods
ولا يمكن أن تتطابق نسخة "الله" في ذهن فرد مع النسخة الأخرى لـ "الله" في ذهن الفرد الآخر.
إن كل نسخة من البرنامج هي عالم قائم بذاته، يتم داخلها خلق "نسخ" مختلفة من "الأصناف Classes " داخله، تأخذ كل النسخ مكاناً مختلفاً وتتميز بصفات مختلفة عن مثيلاتها في البرنامج نفسه عندما ينفذ على جهاز آخر.
فأنت عندما تدخل(ين) على النادي لا ترى(ن) نفس رسالة الترحيب التي أراها أنا عندما أدخل على نفس النادي.
أنا أرى مرحباً Albert Camus ، وأنت ترى(ن) اسمك. وهكذا في كل شيء يحدث في النادي.
إنه خاص بك "أنت" رغم اشتراكنا جميعا في استخدام برنامج واحد. هو برنامج منتدى نادي الفكر العربي.
النادي ثابت ، والنص ثابت، ولكن الاختلاف في الخصائص المتاحة وفي الأفعال التي يمكن لكل شخص فعلها في هذا البرنامج ، تختلف باختلاف كل شخص.
وهكذا لا يمكن أن يتفق اثنان على فهم "نسخة" الله التي يتم استخراجها عن طريق فعل الإتصال الإنساني في تفاعله مع "النص".
وحيث يطرح "الله" نفسه في الاديان الثلاثة التي تسمي نفسها بالسماوية ، بشكل لا عقلاني، فيطرح المباديء والقواعد والحقائق، ثم يرفض تماماً أي محاولة لأن يطالبه أحد بتبريرها، يضع هذا الأمر تماماً في يد الإنسان، أو الزبون ، او المستخدم.
وهكذا، يمكن لنا أن نعود بـ "الدين" إلى أصله، وهو أنه أصلاً في منشئه ، فكرة "لاعقلانية" تخاطب العاطفة أكثر مما تخاطب العقل. ويمكن أن أقول على هذا الأساس ( كما ذكرت في موضوع سابق هنا ) :
أن الإيمان بالدين يعتمد على ثلاثة أشياء أساسية :
1- قدرة الشخص وموافقته من عدمها على أن يصدق أشياء غير ممكن إثباتها بوسائل مادية أو علمية أبداً. (تصديق الغيبيات).
ويدخل ضمن هذا مدى إعجابه بـ "الله" كما فهمه "هو" وحده من خلال اتصاله بالنص المكتوب وما يتعلق به من نصوص ، وما نشأ عن هذا الإتصال - كما تم توضيحه سابقاً - من تصور متفرد تماماً خرج به هذا الشخص عن "الله".
2- موافقة الشخص من عدمها على "الصفقة" كما جاء بها ذلك الدين. وعلى فرض أننا الآن تجاوزنا النقطة الأولى، وأصبح الشخص غير ممانع على أن يصدق ما لا يمكن تصديقه من الأمور التي لا يمكن إثباتها أبداً بأي وسيلة من وسائل الإثبات المعروفة للبشر ووصل ذلك الشخص إلى هذه النقطة ، فالسؤال الآن سوف يصبح حول "الصفقة" :-
* هل تريد(ين) الإحتفاظ بجسدك وبإنسانيتك وبشهواتك كما هي الحياة الأخرى ؟ ---> الإسلام
* أم تريد(ين) الإحتفاظ بروحك فقط وتعتقد(ين) أن الحياة الفردوسية لابد أن تكون نورانية فقط وأن الجسد نقمة ---> المسيحية.
* أم تعتقد(ين) أن الروح أيضاً كفرد وكائن مستقل هي الأخرى نقمة ويجب التخلص منها والإندماج في طاقة الكارما الكلية المحركة للكون ؟ ---> البوذية (وأخرى).
3- مدى موافقة هذا الشخص من عدمها على أن مباديء المعاملة الإنسانية التي جاء بها هذا الدين، هي المباديء الصحيحة لفرد ينعم بالسلام في الحياة وهي المباديء الصحيحة لمجتمع متطور ومثالي ، سواء كانت معاملة بين الأزواج، أو معاملة تجارية واقتصادية ، أو معاملات قانونية وجنائية..الخ
بعبارة أخرى، مدى اعتقاد هذا الشخص بأن "أحكام الشريعة" التي جاء بها هذا الدين هي الأفضل لحياة مثالية في الدنيا.
والمعيار في كل ذلك هو حكم الفرد، الذي يختلف عن حكم كل فرد آخر.
مما يجعل الحديث عن محاولات مثل "حوار الأديان" ، "المناظرات" ، "إثبات "صحة" دين هو أ وإثبات "خطأ" دين آخر هو ب" بشكل "عقلاني" لا قيمة له، ويجعل منه حديثاً عبثياً ومضيعة للوقت وللطاقات.
وهو يعني العودة إلى الشكل الأولي للدين كما طرحه الأنبياء على أتباعهم أول مرة :
رجل ذهب وانعزل بعيداً عن العالم ثم عاد بفهم جديد طرحه على أشخاص من حوله، يحمل هذا الفهم أخباراً لا يمكن تصديق أنها تحصل في العالم ، كظهور ملك، أو نزول إله وتجسده، أو إسراء من مكان إلى آخر، ويعد بأشياء سوف تحصل لا يمكن تصديقها في العادة، كحياة بعد الموت، وعالم به جنة ونار، وحساب وميزان.
فتصدقه مجموعة قليلة من الناس في البداية بدون سبب عقلي. ويعترفون بهذا صراحة لمن يناقشهم من غير المؤمنين بدعوة الرجل، معتمدين في ذلك التصديق على تقديرهم الشخصي لعدالة هذا الرجل، وحسن عقله، وطيب سيرته وعلى تقديرهم بأن "الصفقة" التي جاء بها للآخرة جميلة وتعجبهم كنهاية للحياة الدنيا واستمرارية لما بعدها من حياة جديدة، وإعجابهم بما جاء به من "شريعة" لحكم هذه الحياة. كما جاء في شعب الإيمان للبيهقي في حديث النجاشي
Array
عن عروة بن الزبير ، رضي الله عنه ، وصلب الحديث عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : « إن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتن أصحابه بمكة أشار عليهم أن يلحقوا بأرض الحبشة - فذكر الحديث بطوله إلى أن قال ، فكلمه جعفر يعني النجاشي قال : كنا على دينهم - يعني دين أهل مكة - حتى
بعث الله عز وجل فينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وعفافه ، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده ، لا نشرك به شيئا ، ونخلع ما يعبد قومنا ، وغيرهم من دونه ، وأمرنا بالمعروف ، ونهانا عن المنكر وأمرنا بالصلاة ، والصيام ، والصدقة ، وصلة الرحم ، وكل ما يعرف من الأخلاق الحسنة وتلا علينا تنزيلا جاءه من الله عز وجل لا يشبهه شيء غيره فصدقناه وآمنا به ، وعرفنا أن ما جاء به هو الحق من عند الله عز وجل قال : ففارقنا عند ذلك قومنا وآذونا ، وفتنونا فلما بلغ منا ما يكره ولم نقدر على الامتناع أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى بلادك اختيارا لك على من سواك لتمنعنا منهم ، فقال النجاشي : هل معكم مما أنزل عليه شيء تقرؤونه علي ؟ قال جعفر : نعم فقرأ كهيعص ، فلما قرأها بكى النجاشي حتى أخضل (1) لحيته وبكت أساقفته (2) حتى أخضلوا مصاحفهم ، وقال النجاشي : إن هذا الكلام والكلام الذي جاء به عيسى ليخرجان من مشكاة واحدة »
[/quote]
وكما يقول بولس الرسول بأن الإيمان نابع عن العاطفة التي تتمثل في المحبة، التي تأتي "بالروح" وبأن العلم لا ينفع في الوصول إليها وإنما الإثبات على صدقه هو "الروح" :
Array
: 1 اقول الصدق في المسيح لا اكذب و ضميري شاهد لي بالروح القدس
[line][ne]
: 8 المحبة لا تسقط ابدا و اما النبوات فستبطل و الالسنة فستنتهي و العلم فسيبطل
13: 9 لاننا نعلم بعض العلم و نتنبا بعض التنبوء
13: 10 و لكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض
[line][ne]
: 27 بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء
[line][ne]
[/quote]
ينتهي الأمر أيضاً نهاية لا عقلانية ذاتية تماماً ، على أساسها يعتمد "الترهيب" أو "الترغيب" الذي لم يذكر سبباً عقلانياً للتصديق أو عدم التصديق كذلك ، بل إن الملائكة مثلاً في الإسلام، تسأل الميت بعد أن يقول لهم أنه صدق محمداً : هل رأيت الله ؟
، في إشارة واضحة إلى أنه أخذ "الله" عن محمد دون أدلة سوى حبهم للرجل و"يقينهم" بما جاء به. ولأن فكره طرح في نظرهم : صفقة جيدة للآخرة ،و شريعة مناسبة للدنيا.
Array
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ فَيَقُولُ كُنْتُ فِي الْإِسْلَامِ فَيُقَالُ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَصَدَّقْنَاهُ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ رَأَيْتَ اللَّهَ فَيَقُولُ مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللَّهَ فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ وَيُقَالُ لَهُ عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا فَيُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي فَيُقَالُ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ فَيَقُولُ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا فَقُلْتُهُ فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
[/quote]
وقد أبطل يسوع الموت بالإنجيل الذي جاء بالروح، وتم الإيمان به بالروح، وانتهى إلى إبطال الموت بالروح أيضاً:
Array
: 10 و انما اظهرت الان بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت و انار الحياة و الخلود بواسطة الانجيل
[/quote]
يجعل كل هذا الذي سبق الحديث عنه الدين والسلعة متساويان ، وكما تقيم البرامج من المستخدمين، وتقيم السلع من الجمهور، وتقيم الكتب من القراء، تقيم الأديان من الناس عامة.
من يرى قبح النص لا يتبع "الله" الذي خلص إلى تصوره في ذلك الدين.
ومن يرى جمال النص يتبع "الله" الذي تصوره من خلال تلك القراءة والتقييم الذاتي.
وهو ما دار في حوار سابق بيني وبين الزميل "عاشق الكلمة" حول نص حديث.
رأى فيه الزميل جمالاً وروعة.
بينما رأيت فيه أنا قبحاً وبشاعة.
ولكنني ( بسبب اعتناقي السابق للإسلام لفترة من الوقت) استطعت بالتأكيد أن أرى مظهر الجمال الذي رآه الزميل عاشق.
وفي ذات الوقت، كنت أحاول أن أجعله يرى مظهر القبح الذي أراه الآن واقفاً جنباً إلى جنب بل متحداً مع مظهر الجمال في ذلك الحديث.
http://www.nadyelfikr.net/index.php?showto...55759&st=10
تطرقنا فيه إلى هذه الصورة التي تحمل وجهاً واحداً يمكن رؤيته بطريقتين.
لو نظرت لها من زاوية محددة ، سوف ترى امرأة عجوزاً قبيحة المنظر تشبه الساحرة الشريرة.
لو نظرت لها من الزاوية الأخرى، سترى فتاة شابة يافعة يحلم أي شاب بنظرة منها ولا يمل من جمالها.
وقد وضع هذه الصورة عالم النفس "ستيفن آر كوفي" في كتابه "العادات السبع" الذي تحدثت عنه في مشاركة سابقة.
حيث قام باختبار طريف جداً بين طلابه في الفصل. من الأفضل أن يتم التعرف على تفاصيله من كتابه مباشرة.
قد تنتشر بعض الأفكار التي يتضح فيما بعد أنها عبثية ومدمرة مثل علب السجائر مثلاً ، والحلويات المصبوغة بمواد خطيرة على الصحة.
وقد تعيش الأفكار متطفلة على الإنسان باختياره الحر، وحتى بعد ان يكتشف الإنسان خطرها عليه ، تبقى مع هذا موجودة ومنتشرة بين الملايين من البشر ، تماماً مثل هذه السلع.
وهو ما يجعل الدين السلعة متساويان ، يقيم الدين كتقييم السلعة ويختلف فيه الناس كل على حسب هواه ومزاجه وحاجته وتنتشر الأديان تبعاً "للدعاية" التي تخاطب العاطفة بالدرجة الأولى لا "العقل" .
وكما قام الأنبياء لأول مرة بعرض بضاعتهم في الأسواق التجارية، يتم اليوم تمويل النصوص المتخلفة عنهم بالبترول والدولار.
ويختارها الناس تبعاً لبراعة الأسلوب الدعائي ، ولايعني انتشارها أنها "عقلانية" بل يعني أنها نجحت في مخاطبة "العاطفة".
لم تكن تلك مصادفة، أن أقوم بوضع عناوين فرعية مقسمة على خمس حلقات وأسميها "ماهي الماتركس؟ " What is the Matrix ، وأضعها داخل تجربتي الوجودية عن رفض وجود "الله" .
كما ليست مصادفة أن يكون "نيو Neo " مبرمج كمبيوتر في فيلم ماتركس.
وهو الذي كان ينام كل يوم أمام شاشة الكمبيوتر ويترك عملية البحث على الإنترنت مستمرة حتى يغرق في النوم على الكيبورد.
بدأ "نيو" مثل أي شخص منا، في ثنائية الروح-الجسد ، عقله في مكان، وجسده في مكان آخر.
وكلمة "نيو " التي تعني "الجديد" هي أيضا مقلوب كلمة "واحد" باللغة الإنجليزية One .
حيث يتحدث الفيلم كله عن تجربة الإنسان الوجودية في البحث عن هذه الوحدة في نفسه وفي العالم كله، وحدة الروح والجسد.
يبحث "نيو" عن مصدر "الحلم" .
أو بعبارة أخرى، نيو ، يبحث دائماً عن شخص يدعى "مورفيوس" Morpheus لأنه يعتقد انه لو استطاع تحديد "مكان" هذا الشخص، فسوف يصل إلى الحقيقة.
Morpheus الذي أنقذ نيو، وضعه في اختيار وجودي بين "حبتين" ، لو ابتلع إحداهما لوصل إلى الحقيقة، لو ابتلع الأخرى فسوف "ينسى" كل الشكوك التي ساورته، ويستيقظ في اليوم التالي على "فراشه" ناسيا كل شيء حصل في رحلة "الشك" هذه وعائداً إلى حياته الطبيعية مرة أخرى.
وأصل كلمة "مورفيوس"
Morpheus تعود إلى إله "الأحلام" الإغريقي.
عندما أفاق "نيو" بعد أخذ الحبة التي وضعته في تجربة وجودية، تجربة الإقتراب من الموت، حيث يصبح الوجود مهدداً أكثر ما يكون، ومطالباً بإثبات نفسه. أفاق وعاد إلى الواحد ، جسد وعقل لا ينفصلان.
في البداية شعر "نيو" بالعبث، عندما كان "مورفيوس" يعرض له مؤامرة الآلات والكذبة الكبرى.
قام مورفيوس مع "نيو" بزيارة للأوراكل، حيث كانت تكتب على جدار الحائط في بيتها عبارة سقراط "اعرف نفسك Know Thyself ".
الأوراكل ، والتي يعود اسمها إلى نبية ديلفي اليونانية القديمة، هي أيضاً اسم لبرنامج مشهور يعرفه جميع من يعملون في الحاسب الآلي والكثيرين ممن لا يعملون في المجال، وهي برنامج ضخم لإدارة قواعد البيانات
Oracle Database ، حيث أن أنظمة قواعد البيانات هي الوسيلة الحديثة للتنبؤ بالمستقبل في العصر الحديث. والاوراكل هي نبية العصر الحديث العلمية.
والتي يمكن من خلالها التوصل إلى نتائج مثل أن التغيرات المناخية سوف تبدل وجه "سويسرا" في عام 2050
http://www.swissinfo.org/ara/swissinfo.htm...amp;sid=7622168
وان الفلسطينيين سوف يشكلون أغلبية في نفس ذلك العام :
http://www.mop.gov.ps/ar/publishing/deta...ecordID=60
وهي نفس وظيفة الاوراكل القديمة التي ذهب إليها سقراط أول مرة، وفي كلتا الحالتين، فالاوراكل ليست جازمة بأن هذا سيحدث، إذ تأخذ دائماً في اعتبارها احتمالية "تغير" في قواعد البيانات التي بنت أحكامها على أساسها وقدمت نبوءاتها.
دخل "نيو" في مرحلة حيرة مماثلة لتلك التي دخلها "سقراط" بعدما اخبرته الأوراكل أنه أحكم من في الأرض، وأخبرت "نيو" بأنه المخلص، ولكنها وضعته في حيرة بأن قالت له إذا بقي على حاله تلك، بأنه "ليس المخلّص" .
مما أدخل "نيو" في اختيار وجودي آخر ، قصدت الأوراكل أن تضعه امامه، فاختار أخيراً مرحلة "الخلق" التي أصبح فيها هو من يخلق عالمه وماهيته ويختار ما يريده.
أصبح إنساناً متفوقاً .
هناك عدة دراسات صدرت عن العلاقة بين فيلم الماتركس والوجودية، أقدم لكم منها هذا المقال :
http://www.jitzul.com/inSight/index.php?target=4
وأقدم لكم كتاب "الفلسفة و الماتركس" Philosphy and the Matrix على الرابط التالي:
http://www.4shared.com/file/63736581/60a6f...The_Matrix.html
ملحوظة: بالنسبة لسؤال الزميل : بسام الخوري.
Array
أتمنى أن أعرف هل هذه الأفكار تكتبها من عقلك أم أنها ترجمة لكتاب ما عن لغة ما
[/quote]
مرحبا زميلي بسام (f)
المقالات التي أضعها هنا هي من كتابتي الشخصية. وناتجة عن تجربتي مع الأديان وأحاول فيها أن أجيب لنفسي أولاً قبل أي شخص آخر، لماذا أنا ملحد روحي.. كما وضحت في المشاركة الاولى في هذا الموضوع (راجع المشاركة رقم (1) في بداية الموضوع ) .
أنا اكتب من وجداني، أستعمل المشاعر والعاطفة جنباُ إلى جنب مع العقل في كتابة هذه المقالات.
وأتحدث فيها عن تجربتي الشخصية، دون ترتيب مسبق..ودون "إعداد مسبق".
* أدخل كل يوم إلى هنا ثم أضغط على زر "أضف رداً" ثم أبدأ في الكتابة على صفحة بيضاء ، دون أن "أنقل" من شيء خارجي.
* إلا فقط عندما أريد أن أقتبس من أحد الكتب او المجلات أو مواقع الإنترنت ما أستعين به على فكرة معينة في المشاركة.
* وعندما أفعل ذلك(عندما أقتبس ) ، فأنا أضع الإقتباس بين علامتي quote وأشير بشكل واضح إلى المرجع وإلى مؤلفه ، مع وصلة لتحميل الكتاب كاملاً إن أمكن.
* وعندما أستعمل مصطلحاً مثل "الكليات" Universals أقوم بوضع مرجع مباشر إليه في موسوعة الويكيبيديا أو في المكان الذي جئت به منه، ويمكنك أن تعرف الوصلات بلونها الأخضر من بين النصوص، مثل هذا
Universals
* وعندما أشير إلى حوار سابق تم بيني وبين أحد الزملاء في النادي،وأثار داخلي فكرة ما، فأنا أضع وصلة لذلك الحوار الذي تم في النادي في وسط المقالة.
شكرا لك على المرور وعلى السؤال (f)
وشكرا لبقية الزملاء المتداخلين (f)
وللموضوع بقية...
أراكم بعد حين