الزميل إمام عادل

اللغة هي مجموعة اطلاحات لفظية اتفق عليها قوم للدلالة على ما يريدون من أفكار ومعان وأسماء وأفعال.
واللغة العربية هي مجموعة الاصطلاحات التي اتفق عليها العرب الأقحاح للدلالة على ما يريدون من أفكار ومعان وأسماء وأفعال.
والعرب الأقحاح هو أولئك العرب من القبائل السبع الغير متأثرة بالعجمة، نظرا لبعدها عن الاختلاط بغيرها، وقد امتد وجودهم في الحواضر حتى القرن الثالث الهجري، وفي البوادي حتى القرن الرابع الهجري.
والأسماء توضع اصطلاحا من أهل اللغة، ولا تفرض عليهم من الأجانب عنها.
وقد اصطلح العرب الأقحاح على تسمية فريق من أهل الكتاب ممن اتبع المسيح أو انتسب إليه باسم النصارى. ولم يشتقوا ذلك الإسم من الناصرة إذن لكان الاشتقاق الناصريون، ولا من النصرة، إذن لكان الإسم الأنصار.
جرى شعر العرب بذكر النصارى كاسم علم للدلالة على تلكم الطائفة من أهل الكتاب المنتسبين للمسيح صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام، وحين نزل القرآن سماهم بما تعارف عليه العرب باسمهم. ويبقى القرآن الكريم على جميع الأقوال من كلام العرب الأقحاح، إذ أن نزوله على امرئ قرشي من القبال السبعة يجعله علما في اللغة ومرجعا فيها وحجة ودليلا عليها.
وقد تنصر فريق من العرب من مثل كندة و غسان ولخم وطيء وأسد وتغلب، وقد تنادوا بينهم باسم النصارى كما وردنا.
أما اسم المسيحيين، فلا غضاضة فيه ابتداء إن كان مطلق الاسم من العرب الأقحاح الذين يملكون حق وضع الأسماء في اللغة، وقد كان من العرب الأقحاح من النصارى الكثر. فإن أورد لنا الزميل شاهدا لغويا يسمي أهل الكتاب المنتسبين إلى عبد الله المسيح صلوات الله وسلامه عليه بالمسيحيين، لم نجد نحن مانعا لغويا أن نطلق هذا الإسم عليهم.
وأما عن اسم المسيح وهو عيسى، فذلك أن قواعد فقه اللغة، باب الإشتقاق الكبّار منها، والذي يتضمن قواعد التعريب تفيد أن العرب إن سمعت اسما علما أو اسم شيء أو اسم حيوان أعجميا، فهم لا يترجمون ذلك الإسم، وإن وجدت ترجمة له عندهم، بل هم يعربون الإسم.
وكيفية التعريب تتلخص أن العربي يأخذ الأحرف الأعجمية ويبدلها بمجاورة لها في المخرج عربية فيصبح v واو، ويصبح p فاء، ويصبح g غين أو قاف أو كاف، ثم يجعل في الإسم الأعجمي بعض أحرف الذلاقة، ثم يصاغ على أقرب وزن عربي له بما يفيد معناه. ويصبح الإسم بعد التعريب عربيا خالصا يستسيغه لسان العرب، دون الإعتبار بما ينطقه أصحابه الأصليين.
أمثلة على التعريب:
من العبرية:
جبرائيل ---> جبريل
ميكائيل ---> ميكال
أبراهام ---> إبراهيم
يتصحاق ---> إسحق

من اليونانية
ييسوس ---> عيسى
دراخما ---> درهم

من الفرنسية
ألُمنيَ ---> ألمانيا
إسبنيَ ---> إسبانيا
أنgلتر ---> إنكلترا

وغيرها الكثير.

فالعبرة إنما هي في قول العرب الأقحاح، فعنهم وحدهم تؤخذ اللغة، ومن كلامه تشتق قواعدها، ولا عبرة بألفاظ المولدين الذين خالط لسانهم العجمة، ولا بقول الأعاجم الذين هم إنما حجج في لسانهم فحسب دون لسان العرب.

أما عن نسبة المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام إلى أمه العذراء البتول مريم سلام الله عليها، فخبرنا بالله عليك، هل تعرف للرجل أبا ننسبه إليه؟
ننسب المسيح إلى أمه، إذ أنجبته دون مقاربة رجل، ولا أب له من البشر أو غيرهم، فأصله الوحيد هو أمه وإليها وحدها ينسب، فهو المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه وعلى رسولنا وآله أفضل الصلوات واتم التسليم.