الموضوع فيه العديد من الأغلاط الشنيعة، كما يحمل في طياته الإجابة على تساؤله، يعني (متناقض).
أولا وعلى الهامش: الشريف حسين بن علي لم يكن مسقط رأسه نابلس، ولم يدفن بها، بل ولد في إستانبول، وحكم مكة، ونفي إلى قبرص، ومات في عمان، ودفن في القدس.
الذين يحملون لقب (القرشي) ليسوا في الطائف فقط، بل في كل المنطقة بين مكة والطائف، وأذكر أن بيوتهم كانت حول عرفات إلى فترة قريبة إلى أن أزيلت لتوسعة المشاعر. وقبيلة (القرشيين) الآن هم من بني سهم جماعة عمرو بن العاص.
ووجود القرشيين في الطائف ليس غريبا؛ لأن الطائف كانت مصيف أهل مكة، وتذكر كتب السيرة مرور الرسول صلى الله عليه وسلم على بستان شيبة بن ربيعة، من صناديد قريش، في الطائف عندما ذهب لدعوة أهلها.
وأهل الزيمة ووادي فاطمة والجموم كلهم من أهل مكة أصلا، وقد زرتهم واطلعت على أنسابهم، فهم ممن كان لأجدادهم أراض زراعية هناك، فكانوا يتنقلون بين مكة وأملاكهم، واستقر بعضهم هناك.
لكن هذا لا يعني أن مكة خلت من أهلها الأصليين، فآل أبو نمي مثلا حكموا مكة والمدينة والعراق، ولا زال اسم (أبو نمي) علما على أسرة في مكة، مع أن الأشراف الآخرين من نسل أبي نمي الذين استمر حكمهم لمكة حتى قدوم آل سعود، حملوا أسماء أخرى فيما بعد، فالشريف حسين مثلا (عبدلي) ولا زال العبادلة موجودين في مكة لم ينقرضوا ولم يهاجروا.
وهناك الكثير من الأسر المكية القرشية الأصل لا زالت في مكة.
وليس صحيحا أن كل أهل مكة (مصريين) فالمجتمع المكي الحالي خليط، مكوناته الرئيسية من العناصر التالية:
- أهل مكة الأصليين من الأشراف وباقي قريش.
- قبائل الحجاز.
- الحضارم وسائر اليمن.
- الجاوة وشرق آسيا.
- شبه القارة الهندية.
- تركستان ووسط آسيا.
- قلة من أتراك الأناضول.
- قلة من المغرب.
- مصر والشام.
ولا ننسى أن الحجاز ومصر والشام كانت دولة واحدة تحت حكم المماليك، فانتقال أسر بين هذه البلدان لطلب الرزق أو بسبب الوظائف الرسمية أو سوى ذلك أمر طبيعي.
وهناك كتب كثيرة تتكلم عن الأسر المكية وتاريخها وأصلها ويجد المطلع عليها أن كثيرا من هذه الأسر لا زالت في مكة منذ القدم.
معلوماتك تدل على أنك بعيد العهد عن مكة، أو أنك لا تعرف عنها شيئا حتى لو كنت لا تزال فيها!