Array
الأستاذ / عمر

لم أفهم دور السندات المشتقة وآليات إصدارها جيدا
من الذي يصدر السندات المشتقة وما هو الضامن لها وبأي نسبة مالية يتم إصدار هذه السندات ؟

كوكو
[/quote]

تحيتي استاذي و بعد
السوق المالي بشكل اساسي قسمين الاول هو السوق الاساسي او السوق الاولي او سوق الاصدار و في تطرح الاسهم للاكتتاب اي تباع الشركات المعروضة او المؤسسة من قبل مصدرها الاصلي ، اما السوق الثانوي فيتم فيه التعامل بيعاً و شراء بالاسهم و السندات المباعة اصلا من مصدرها الاصلي سابقاً بحيث يتسنى تسييل الاصل المالي الذي هو السهم او السند ، فالسهم في الاصل هو حصة من شركة ما و له انواع اهمها المحدد بمدة و تلتزم بموجبه الشركة المصدرة ان تدفع قيمته الاسمية لحامله كما يحصل حامله على عائد سنوي محدد او غير محدد او لا يكون هناك عائد سنوي حسب النوع و علميا نحتسب ما يسمى بالقيمة الحالية للسهم في اي لحظة لمعرفة ثمنه و ذلك بمعادلات خاصة لخصمه و طبعا هذه اداة تمويلية تستخدمها الشركات المساهمة لتمويل نشاطاتها.
السوق الثانوي كما قلنا يتم فيه تداول هذه الاسهم و يمكن ان يباع فيها السهم لعدد غير محدود من المرات في الواقع ان من يشتري يشتري دين آجل بعائد هذا العائد يتحدد غالبا بمستوى اداء تلك الشركة التي يحمل سهمها ، الخطورة هي الضغوط التي ينتجها هذا السوق الثانوي كما رأينا من قبل مثلاً عندما انهارت شركات هائلة الضخامة عندما عمل مدرائها على تزييف حساباتها لاظهار ان الشركة حققت ارباح تحولت لنمو في رأس المال لاعطاء انطباعات للمساهمين ان اداءها المالي ممتاز بالتالي ترتفع قية السهم في السوق اي ترتفع قيمة الشركة مع ان واقعها ليس كذلك و تظل تتضخم إلى ان تنفجر تستهدف هذه السياسات التأثير على المضاربين ، و المضاربون ليسو مستشثمرين يشترون اسهم شركة لينتظروا العائد المترتب عليها سنويا كاستثمار و انما يبحثون عن الربح السريع و ذلك بالاعتماد على التحاليل و التخمينات ، فإذا قدر المضارب ان سعر سهم ما هو دون قيمته السوقية يقوم بالشراء كأن يأتي تقرير مالي لاداء شركة بارباح اعلى من المستوى مما يعني ان قيمة السهم سترتفع فيقوم المضارب بالشراء على امل ان يرتفع سعر السهم فيبيع و يحقق مربحاً نقدياً ، اما الخطورة الاكبر فتأتي من الادوات المشتقة التي طورتها الاسواق الثانوية بحيث انك تقوم بعروض أي انت تتوقع مثلا ان النفط سيرتفع فتقوم بعرض شراء نفط بعد 6 اشهر لكنك لن تدفع إلى جزء من قيمة عقد الشراء الآن و الباقي عند التفيذ فإذا ارتفع السعر تحقق ربح و ايضا هناك نوع آخر هو ان تعرض بيع نفط حاليا بقيمة آجلة ايضا يعتمد ربحك او خسارتك على اتجاه السعر و في الحالتين انت لن تشتري فعليا و لن تبيع بل انت تضارب على اتجاهات الاسعار تماما تقامر عليها ، طبعا هاتان الاداتان بالذات تساهمان كثيرا بالتأثير في اتجاهات الاسعار بخلق طلب و عرض وهمي يخلقه هؤلاء المقامرين على اتجاهات السعر و هاتان الاداتان بالذات الاكثر خطورة و خلقاً للتوجهات السلبية للاسعار ارتفاعا و انخفاضا و نمو حجم التعامل بهم يؤدي إلى ان يقودا اتجاهات السعر و ليس العكس اي ان يقودهما اتجاه السعر الناجم عن الطلب و العرض الحقيقي.
و الاصل ان الادوات المشتقة هذه يتم خلقها لتخفيض المخاطر بين المتعاملين فالبائع بعد اجل يضمن المشتري و السعر و المشتري يضمن المادة التي يشتريها بهذا السعر في ذلك الوقت ، لكن ماذا لو كان البائع لا يملك السلعة و لا ينوي اصلا بيعها و المشتري لا يملك الثمن و لا ينوي فعلا الشراء بل المتعاملين هنا انما يريدون تحقيق ارباح من فروق الاسعار عن توقعاتهم عبر المضاربة السعرية؟! في الغالب اصبح التعامل بهذا النوع من الادوات لهذا النوع من المضاربات السعرية فالبائع و المشتري يغامران بجزء من الثمن على سبيل المقامرة لتحقيق ارباح نقدية. في الحقيقة ان الربح او الخسارة يكونان هنا بنسبة كبيرة لانك تضارب بجزء من القيمة على القيمة كلها و هنا تكون امام واحد من اثنين اما ربح مرتفع جدا او خسارة كذلك مرتفعة جدا ، و لنا ان نتخيل حجم الادوات المشتقة هذه على الاسهم و السلع ان علمنا ان حجمها يناهز 600 ترليون دولار!
تحياتي