Array
سلام و تحية أستاذ عمر

قرأت اليوم هذه الوصلة عن كتاب "حرب العملات"

http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0...mlat_120508.htm

هل ترى تلك المؤامرة لتدمير الاقتصاد الصيني معقولة أو ممكنة اقتصاديا؟

احترامي

(f)
[/quote]

تحية طيبة سيدتي و بعد
قرأت المادة على الرابط و الحقيقة سأعلق هنا على هذه المادة لاني لم اقرأ الكتاب الأصلي موضوع هذه المادة
في المادة الكثير من الاخطاء العلمية من الناحية الاقتصادية منها على سبيل المثال لا الحصر:
Arrayدعا هونغبينغ الصين باتخاذ اجراءات وقائية بشراء الذهب بكميات كبيرة من احتياطيها من الدولار مشيرا الى ان الذهب هو العامل الوحيد القادر على مواجهة اي انهيار في اسعار العملات[/quote].

الحقيقة امام انهيار اسعار العملات تبدو السلع المادية و الرأس مال الثابت ملجأ للحفاظ على القيمة و ليس الذهب وحده فالذهب سلعة كغيره من السلع تخضع لقوانين العرض و الطلب و في اغلب نماذج السلع عندما تنهار العملة ترتفع اسعارها ، و الواقع فيما نرى ان الدولار يرتفع نتيجة تراجع عرضه في السوق و ليس العكس.

Arrayويكشف كتاب "حرب العملات" ان قوة عائلة روتشيلد المتحالفة مع عائلات اخرى مثل عائلة روكفلر وعائلة مورغان أطاحت بستة رؤساء امريكيين لا لشيء الا لأنهم تجاسروا على الوقوف فى وجه هذه القوة الجبارة لمنعها من الهيمنة على الاقتصاد الامريكي من خلال السيطرة على الجانب الاكبر من اسهم اهم مصرف امريكى وهو البنك المركزي الامريكي المعروف باسم "الاحتياط الفدرالي".[/quote]

الحقيقة ان الاحتياطي القانوني ليس بنك مركزي و إنما هو مصطلح يستخدم للدلالة على تلك النسبة التي يحددها القانون و تلتزم البنوك بموجبها بتحويل هذه النسبة من الاموال المتوفرة لديها لتكون احتياطي لها لدى البنك المركزي ، مثلا لو كانت نسبة الاحتياطي القانوني 10% فهذا معناه ان على البنك ان يحتفظ لدى البنك المركزي دائماً و بدون عائد ب 10% من ودائعه على سبيل الاحتياط ، اما البنك المركزي الامريكي فيطلق عليه بنك الاحتياطي الاتحادي Federal Reserve Bank و الحقيقة ان البنوك المركزية و منها الامريكي هي مؤسسات مالية عامة حكومية غير ربحية وظيفتها تنظيم عرض النقد و عمل المؤسسات المصرفية و ليست للبيع و لا لها اسهم يتم تداولها و لا يمكن ان يسيطر عليه إلا حكومة البلد و لا ادري من اين جاء الكاتب بهذا الكلام!!!!!

Arrayويوضح الكتاب أن ما يقصده بالظروف المهيئة هو وصول الاحتياطى الصيني من العملات الاجنبية الى ارقام قياسية، تزيد عن الف مليار دولار وهو اكبر احتياطي من العملات الاجنبية تمتلكه دولة في العالم.[/quote]

الحقيقة ان سبب نمو رصيد الصين من الدولار عائد اساساً لسببين رئيسين هما:
الأول : ان الصين بلد لديها ميزان تجاري موافق فيه فائض لانها تصدر اكثر مما تستور و هي كذلك تمنح للمصدرين الصينيين سعر صرف خاص اعلى من سعر صرف السوق اي تعطيهم معونات عن طريق اعطاء الدولة لهم قطع صيني بقيمة اعلى من السعر الرسمي لتشجيع التصدير و الحقيقة ان هذا من الامور التي تجعل المنتج الصيني رخيص جداً و احياناً نلمس انه حتى يلامس سعر تكلفة الخامات نفسها.
الثاني : ان الحكومة الصينية شأنها شأن غيرها من حكومات الدول التي لها حصة جيدة من السوق الامريكي يهما أن لا ينخفض سعر الدولار (لان انخفاض سعر الدولار يخفض من القوة التنافسية لسلعهم في السوق الامريكي) و تقبل على شرائه عالمياً مقاومة اي انخفاض لسعر صرفه.

Arrayبوادر إشارات تلوح في الافق تؤكد أن الصين بدأت تتعرض بالفعل لبشائر ضربة مدمرة لاقتصادها الصاعد أهمها التراجع المتواصل لسعر الدولار والارتفاع الجنونى لاسعار النفط الذي تتزايد حاجة الصين له.[/quote]

كلام سليم مئة في المئة لكن ليس كما يتصور الكاتب او من نسب له لست ادري ، فالامر ان حكومة الولايات المتحدة و هذا منطقي و مشروع ترى ان ميزانها التجاري يعاني و ان المنافسة القوية و الضغط على ميزانها يفرض عليها سياسات مالية و اقتصادية تخدم وضعها هي كبلد ، و ذلك من خلال تخفيض سعر صرف الدولار امام العملات الاخرى باتباع سياسات بهذا الاتجاه اهمها تخفيض سعر الفائدة على اذونات الخزينة الامريكية من ناحية و من ناحية ثانية ارتفاع سعر النفط على اساس ان ارتفاعه يؤدي لتضخم اسعار السلع الصينية بالذات بمعدلات اكبر بكثير من ما هو منتج محلي و ذلك عائد لان الوزن النسبي للنفط في تكاليف الانتاج الصينية اعلى منه بكثير مما هو بالنسبة للانتاج الامريكي او الاوربي.

و لا فهم الحقيقة هذا الطرح الذي يصور البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي كما لو كان بنك تجاري تتداول اسهمه و يسيطر عليه من يشتري هذه الاسهم!
البنك المركزي سيدتي ليس بنك استثماري يهدف للربح و لا يقرض إلى البنوك عندما يرى ان هناك حاجة اقتصادية لهذا و هو اللاعب الرئيس في تحديد السياسة النقدية للبلد و المسؤول عن تنظيم اصدار القطع النقدي ...........الخ و يعين رئيسه و اعضاءه الرئيس الامريكي و مجلس الشيوخ.
مع ذلك و رغم اللاعلمية الفاقعة فيما قرأت فلا شك ان مالكي البنوك و الشركات الكبرى لهم دور هام و بارز في بناء السياسات الامريكية و لا شك ايضا ان الولايات المتحدة كدولة لها مصلحة عضوية في الدفاع عن نفسها ضد الصين و غير الصين عندما تسعى و هذا طبيعي إلى تحسين ميزانها التجاري و رفع الدرجة التنافسية لمنتجاتها محلياً و عالمياً.

تحياتي و مودتي:redrose:
عمر