Array
بينما كان محرك ازمة 87 هو قطاع البرمجة الذي ولدت ازمتها بانفجار فقاعته.
أختلف معك بذلك فقطاع البرمجة وفقاعة الانترنيت والسوق الجديد بالأسهم بدأت بالانتفاخ عام 1988 وانفجرت بعام 2003 وأنا أعرف ذلك لأن شظاياها أصابتني ...أزمة 1987 لها برأي أسباب أخرى لا أعرفها ...ربما بحثت بمراجعك لو تفضلت لمعرفتها ....
[/quote]

تحية طيبة استاذ بسام و بعد
ازمة 87 هي غير ازمة الانتر نت 2003 التي تفضلت بالحديث عنها فتلك تخص شركات البرمجة و الهاردوير على نحو اكبر مثل اسهم انتل و غيرها و هي غير ازمة 2003 التي تمس بشكل اكبر شركات الانتر نت عموما و التسويقية منها خصوصا فعام 87 لم يكن هناك شركات انتر نت اصلاً و لا تسويق الكتروني انما تأثرت بفداحة شركات الكمبيوتر و البرمجة عام 87.

عام 2003 نشرت بحثا باشراف استاذي عالم الاقتصاد الكندي جلين جينكنز في المجلة الاقتصادية المتخصصة EMU economy و تناولت فيه بالدرس و التحليل و المقارنة الازمتين المذكورتين بشيء اكبر من العمق و سأحاول في قادم الايام ان اتناول بمقال مستقل بالعربية تاريخ الازمات المالية العالمية بشيء من التوسع.
المهم
يرى الكثير من المحللين للتاريخ الاقتصادي و المالي العالمي (على نحو اكاديمي يمكن تناول كتاب الدكتور بروس جاكوبز Dr. Bruce Jacobs' – الكتاب بعنوان Capital Ideas and Market Realitiesعن ازمة 87) انه رغم انها اخذت صفة الازمة في قطاع التكنولوجيا و البرمجة إلا ان لها نفس جذور الازمة الاقتصادية التي تحرك دائماً الاسواق المالية نحو الكارثة ، اي انه يرى هنا و غيره من المحللين ان الازمة دائما تبدأ من القطاعات الاقتصادية الحقيقية الاكثر حيوية و على رأسها الاسكان و الاصول الحقيقية العينية.
إلا ان القاسم المشترك برأيي المتواضع هو تضخم فقاعات التداول المالي في اسواق المال ، صحيح ان هناك ازمات تعطي مؤشرات و هي تبدأ من قطاعات الاقتصاد المادي العيني كما ذكر الدكتور جاكوبز إلا انها ليست بحجم الكوارث التي تنجم على شكل انهيارات في الاسواق المالية ان فقاعات السوق المالي و تضخم التداولات المشتقة فيه على هذه الاصول و غيرها هي التي تضاعف الاثر الاقتصادي مرات و مرات و تحول ازمة اقتصادية قطاعية او بدقة تراجع قطاع معين حيوي إلى كارثة يصعب احتواءها ، من الضروري دوماً ان نتوقع حدوث ازمات اقتصادية تصيب قطاعات عينية او حدوث تقلبات سوقية فيها فهذا امر طبيعي لكن غير الطبيعي هو انعكاسات ذلك و نتائجه التي يضخمها السوق المالي العالمي لتصبح كوارث اقتصادية ، و هذا ما لا يستطيع الدكتور جاكوبز نفسه مخالفته عندما يتناول اثر ادوات كال Options :
................Options replication requires trend-following behavior – selling as the market falls and buying as it rises. Thus, when substantial numbers of investors are replicating options, their trading alone can exaggerate market trends
كما يلاحظ و هذا اتجاه السوق ان توجهات البيع و الشراء تسير مع المؤشر و تعظم او تضخم توجهه ، اما ما جد في الاسواق الحديثة بعد جاكوبز ان الاسواق المالية الحديثة طورت من الادوات المالية المشتقة ما جعل هذا التعظيم لتوجه المؤشر يتضاعف مرات و مرات و بشكل سريع جداً ، على السلع العينية و على الاصول المالية على حد سواء لعله في اتجاهات اسعار المواد الخام هبوطاً و صعوداً كبير جداً نسبيا مع تاريخ حركة السعر دليلاً عملياً قوياً على ما نقول و قس على لك بالنسبة للاصول المالية.
ايضاً من الممكن الافادة من كتابGlobal Financial Crisis لمؤلفته DR.hadija osman استاذة علم المالية و المصرفية السابقة في جامعة هارفرد و هو افضل ما قرأت عن تاريخ الازمات المالية العالمية ، الحقيقة حاولت ان اجد لك شيء منشور على النت يفي بالتحري العلمي و التاريخي الدقيق لكني للاسف لم اوفق لكني ربما اجده لاحقاً فالموضوع مهم و يتصل بصلب اهتماماتي العلمية.
اخيرا تحياتي و محبتي
عمر