نعم الزواج التقليدي شر لا بد منه اليوم في كثير من المجتمعات الشرقية
خاصة بعد انتشار وباء الموجة الدينية خلال العقود الثلاث الاخيرة
ففي ستينات و سبعينات القرن الماضي كان هناك الكثير من الانفتاح
في العديد من المجتمعات العربية و انتشرت الصداقات بين الجنسين
كمقدمة لزواج ناجح , بينما تراجع الزواج التقليدي في تلك المجتمعات
لينحصر في الفئات الأقل ثقافة و الأقرب إلى الريف.
اليوم ليس هناك مفر للراغبين و الراغبات في الزواج من سلوك هذا المسلك
الوعر و الخطير و الذي يسمى الزواج التقليدي.
النفس البشرية أكثر تعقيدا من أن تختصر في مجموعة من النقاط التي يسجلها
الآخرون عنها مثلا ( هو رجل طيب متدين خلوق أصيل و وسيم ) أو ( هي فتاة مؤدبة خجولة من عائلة محترمة و جميلة ) فهناك تفاصيل قد تدمر الحياة الزوجية و تحولها إلى جحيم لا يطاق مثلا أحدهما يحب السفرات و الفسح و الثاني يجد راحته في البيت أو
Careless Vs. punctual
extrovert Vs. Entrovert
Practical Vs. Romantic
و عشرات الامثلة الأخرى
ما الحل ؟
واجهت هذه المشكلة عندما صارت ابنتي في سن الزواج و بدأ العرسان يتقدمون لها بالطريقة التقليدية , رفضت في البداية و طلبت منها أن تتريث و أن تحاول أن تتعرف على شريك حياتها من خلال الجامعة أو من خلال العمل مستقبلا , فجاءني منها الجواب الصاعق : يابا زمانكم غير زماننا , فنحن لا نتعرف على زملائنا و لا نتكلم معهم و لا مرة واحدة طيلة سنوات الجامعة , فهناك عزلة كاملة و فصل تام بين الطلاب و الطالبات رغم أنهم يدرسون معا في نفس القاعات و المختبرات و يتنزهون معا في نفس الحدائق و الطرقات و يأكلون و يرتاحون معا في نفس الكافتريا ؟؟؟ يا إلهي هل هذا صحيح ؟؟ سقى الله أياما كنا ندرس و نتناقش و نأكل و نتفسح جميعا دون تمييز ؟؟
لم يكن أمامي سوى أن أقبل بالخطبة التقليدية على شرط تأجيل الزواج لمدة كافية لكي يتم التعارف الحقيقي بينهما و ليس الشكلي ( أبو نص ساعة و أمام العدسات ).
لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن لرجل يحترم ذاته أو لامراة تحترم ذاتها أن يدخلا إلى غرفة النوم قبل أن يقضيا ساعات طويلة في تبادل الأحاديث عن الأمور المختلفة , و المصيبة الأعظم هي أن هذه الخلوة في غرفة النوم سوف تكون البداية لحياة قد تدوم عدة عقود يكون فيها على كل منها أن يعيش مع الثاني في تماس مباشر . يا لطيف ؟؟؟