أنا لاأعلم لماذا الحريم التى تشغل نفسها بالسياسة دماغها لاسعة وهم الوقود الحقيقى لنظريات المؤامرة بكافة أشكالها وأنواعها.

وأنا مازلت طفلا بريئا صدرت إلى تعليمات مشددة بعدم التحدث إلى جارتنا التى تسكن فى الشقة التى تحتنا وبالإستفسار عن السبب علمت أنها قامت بعمل محضر فى القسم لأبويا وأمى وهم مازالوا فى شهر العسل متهمة إياهم بأنهم يقومون بإلقاء مواد كيماوية سامة عليها من خلال بلاعة الحمام محاولين إغتيالها وأن أبويا وأمى ماهم إلا عملاء للمخابرات المركزية الأمريكية والموساد للتجسس عليها ومراقبتها بسبب نشاطاتها المقاومة للإستعمار والإمبريالية والإستكبار الدولى ومنذ أن قامت بتحرير هذا المحضر العجيب لهم وأمى قررت مقاطعتها والأسوأ من ذلك أنها بدلا من أن تدرك أنها مريضة نفسيا أعتقدت أن تلك الجارة تقوم بأعمال السحر الأسود ضدها لإفساد حياتها الزوجية!..... المهم ماعلينا جارتنا هذه فعلا كان شكلها مريب ويخوف فقررت البعد عنها لكنها كانت من النوع الذى يميل للتحدث إلى نفسه بصوت عالى ولما كنا نقطن فوقها مباشرة فقد كنت أتمكن أحيانا من سماع ماتقوله بوضوح وقد كان معظم محتوى ماتقوله يتعلق بالسياسة وأبطالها المفضلين الذين تأتى على ذكر أسمائهم دائما هم عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وشمس بدران وصلاح نصر والسادات وسامى شرف وعلى صبرى بالإضافة لبعض الساسة الدوليين كنكسون وكيسنجر وبريجنيف ورغم تغير الزمن ومرور السنين فحتى منتصف التسعينات ظل هؤلاء هم أبطالها الرئيسيين, ولايوجد نظرية مؤامرة على المستوى الإقليمى أو الدولى إلا وسمعتها منها أولا.

الزميلة نسمة عطرة

هل حدث فى يوم من الأيام أن قمت بتحرير محضر فى القسم لجيرانك الذين يسكنون فوقك متهمة إياهم بالتورط فى محاولة إغتيالك عبر بلاعة الحمام بإستخدام أسلحة كيماوية?