Array
عزيزي خالد،

تسعدني رؤية أنك لا تزال في الجوار.

لم أفهم جيداً ما تقصد بقولك أن محمداً طلب مخالفة الرسم الإملائي. لكن قضية الاختلاف بين "مالك" و"ملك" وهنا لا أقصد ملك مع مدة بل مع ضمة أو فتحة، تثير مسألة غاية في الأهمية وهي:

هل نسي القرّاء كيف قالها محمد؟ هل طال النسيان أموراً أخرى، خاصة أن غالبية المسلمين تحاججنا أن القرآن محفوظ بالصدور؟ فهم لا يعتمدون على المخطوطات (التي لا يملكون منها شيئاً تقريباً) بل على حفظ القرآن في صدور الرجال. لذلك، كما ترى، وإن كنتَ محقاً تماماً في أنها مسألة جانبية لا تستحق النقاش، لكنها ستثير مع استمرارنا في القراءة عدة مشاكل.

تأكد أنني سأواصل قراءة القرآن وهذه المرة قررت أن أبدأ من الطويل لعلمي أنني متى أنتهيت من الطويل سيسهل الأمر ويزول الملل - إن كان ثمة ملل بالطبع.

بخصوص الصراط، أعجبني وأقنعني تفسير "ثندر" ولم أجد ما أرد عليه به بتاتاً. ولكن والحق يقال أنك جئت بتفسير أيضاً جميل خاصة لقضية المغضوب عليهم والضالين. نظرة رائعة أرجو أن تسود أتباع المتعصبين العميان الذين يقودون عمياناً.

تحياتي القلبية
[/quote]

عزيزي ابن العرب، أنا هنا لكن الأمر شديد، والخطب حديد، وأمر أهمنا، وشأن أشغلنا، وبين الفينة والفينة ننظر ما يسطره الأخوة الكرام، فتحية طيبة،
وبعد

الرسم القرآني الشهير بالعثماني هو توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من كان يطلب مخالفة الرسم الشائع حينذاك، مع ملاحظة أن قواعد الإملاء الشائع لم تكن قد استقرت بعد، ولم تستقر حتى مصرت الأمصار.

أما عن كيفية قراءة ملك، فليس كل وجه شهير أو ممكن لقراءتها يسمى قرآنا، حتى تقرأ كقرآن منزل من الله تعالى، ويتعبد بتلاوتها، ويتحدى بسورتها، ينبغي أن تكون القراءة قد رواها جمع غفير عن مثلهم مأمون تواطؤهم على الكذب والخطأ والنسيان، إلى منتهى السند، بأنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قرأ هكذا.
القرّاء ليسوا بضعة رجال يا عزيزي، فقد قتل في اليمامة وحدها فوق الخمسين مقرئا، كلهم قرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، العدد المحدود كان لكتبة الوحي الرسميين وليس للحفاظ.