Array
من الواضح ان هنالك اشكالية في النص الديني (المسيحي أو الاسلامي) فهو في نهاية المطاف تعبير عن موروث انساني، ويعكس ثقافة جميعة في لحظة تاريخية معينة .. ولكن من الواضح أيضا أن العقل الديني يجد المخرج السهل في التأويل ولي النص الديني في اللحظات الحرجة لتقديم قراءة لا تتعارض مع الواقع العلمي والفكري (إعادة اكتشاف النص الديني) وهي آلية ثبت نجاحها على مر العصور ..

تبدأ الاشكالية عند حدوث تعارض بين معتقد ديني وفكرة علمية .. تمر فترة من الصدام والتكفير الديني لتلك النظرية .. ثم .. تنتهي تلك المرحلة بلمح البرق بإعلان إعادة اكتشاف النص الديني، وذلك بتقديم تفسير وقراءة دينية جديدة له على ضوء المكتشفات العلمية الحديثة (أمثلة: قصة جريان الشمس في النصوص الاسلامية التي كانت تعبيرا عفويا عن المعارف الفلكية البدائية بثبات الأرض وحركة الشمي حولها، تغيرت اليوم لتصبح إعجازا علميا !!!!!! على حركة الشمس مع الكون !! .. نظرية التطور التي تتصدام مع قصة خلق الانسان في أحسن تقويم تغيرت اليوم مع وجود قراءات اسلامية تتحدث عن تجارب الهية في خلق الانسان كما قال عبد الصبور شاهين ومحمد شحرور).

ولكن السؤال:

إذا ثبت نجاح آلية التأويل وإعادة قولبة النص الديني لنسجم مع الواقع العلمي والفكري المتغير .. فما هي حدود التأويل والقوبلة ؟؟ .. وإلى أي حد ستنسجم تلك التأويلات مع الفكرة الكلية للدين بخطوطه العريضة؟..
[/quote]

يلجا الاخوة اللادينيين الى بعض الحيل او القوالب لاثبات وجهة نظرهم الخاطئة .. ومداخلة الاخ شهاب مثال على ذلك :

1- الجمع بين الاسلام والمسيحية فى مشكاة واحدة .. يعنى البلوة واحدة والمصيبة واحدة ولا فرق بين الاثنين وما اسخم من سيدى الى ستى ..
مع ان الفرق بين المسيحية والاسلام عظيم وجلل .. فهو الفرق بين السماء والارض .. الروح والجسد .. السلام والحرب .. الروحانيات والحسيات .. الوداعة والمحبة من جهة والعدوانية والكراهية من جهة .. احترام عقل الانسان وحريته الشخصية من ناحية ووأد عقله وإغتيال حريته من ناحية أخرى .

2- فان كانت الاديان موروث انسانى فان العلم ايضا موروث انسانى .. وان كانت الاديان ثقافة جمعية فان العلم ثقافة جمعية .. واللادينيين يعبرون بكلمة مهذبة وهى "جمعية" عن معانى اخرى احياناً تُستخدم مثل "ثقافة القطيع" و "الغوغائية" .
المسيحية كانت ولا زالت ديانة سماوية تنتشر من خلال عمل روح الله فى الانسان وليست مجرد موروث انسانى .. فهى ديانة حية لأن مؤسسها حى وقبره فارغ حتى الآن .

3- لجوء بعض رجال الدين او غيرهم للى النص الدينى ليتوائم مع العلم فى لحظة تاريخية معينة لا يعيب الدين بقدر ما يعيب رجل الدين ذاته الذى اساء تفسير النص الدينى .. مع العلم ان النص الدينى ثابت اما النص العلمى فمتغير .. وكم من نظريات علمية كان لها شنة ورنة وسقطت سقوطاً ذريعاً ولعل اشهرها نظرية التطور لداروين .

4- بالنسبة للمسيحية من نظريات علمية بزغت فى فترات تاريخية معينة واخذت شهرة وصيت وايمان من اناس كثيرين وتعارضت مع الكتاب المقدس وادت الى الحاد مسيحيين كثيرين ولكن مع مرور الزمن سقطت تلك النظريات وبقى الكتاب المقدس شامخاً يشهد له العلم الحديث ويشهد له التاريخ والحفريات التاريخية وتشهد له الادلة المادية .

5- مع تطور العلم الحديث بصورة مذهلة فى الخمسين سنة الماضية صار العلم ليس مجرد نظريات ولكن أدلة علمية وقياسات مادية دقيقة .. فبعد فحص الدى ان ايه والفيمتو ثانية صار العلم شيئاً يلمس ويرى بعد ان كان مجرد افكار وتخيلات .. وهذا العلم الحديث الذى اتكلم عنه هو الذى يشهد للكتاب المقدس .

6- العلم الحديث قال بكروية الارض بعد ان تم تصويرها من الفضاء وهكذا شهد للكتاب المقدس .. العلم الحديث اخضع كفن السيد المسيح للفحص الدقيق بأدق الأجهزة العلمية واثبت حقيقة صلب وموت وقيامة السيد المسيح .. العلم الحديث اسقط نظرية داروين بالضربة القاضية واثبت ان الانسان ليس تطوراً لكائنات متخلفة ولكنه جنس نشأ بهذه الصورة منذ آلاف السنين وليس نتاج محاولات تجريبية للخلق .

7- نرجو من الاخوة اللادينيين ومنهم الاخ شهاب القليل من النزاهة العلمية عند وضع مختلف الاديان تحت مقصلة العلم "الحديث" .. وعدم الخلط بين زيد وعبيد .. فزيد مهما كان هو زيد .. وعبيد هو عبيد .