يا عمي أي غيث وأي قطرة؟

والله نحن العرب مضحكين. وضحكنا هو على أنفسنا!

لقد أشعرتني حادثة الحذاء هذه بخجل من نفسي لم أشعر به في حياتي!

وأرتني صورة قبيحة عن نفسي لم أكن أراها قط رغم حرصي على تنظيف المرآة كل يوم.

فأنا أتساءل تساؤلات كبيرة...

أين كانت يداك وفردتي حذائك "أيها البطل" في زمان صدام حسين؟

أليس من الجبن "أيها البطل" أن تستقوي على من لن يعاقبك لأنه أصلاً لا يقيم لك وزناً وتستجبن أمام من كان سيقطع لسانك إذا لهجت باسم ربك دون اسمه؟

أليس من العار "أيها البطل" أن تهين كرامة 300 مليون بني آدم أمريكي لأنك تريد أن تنتقم من "الكلب الذي جعل بلدك أراملاً وأيتاماً" في الوقت الذي حررك هذا "الكلب" ممن كانت لا تشرق عليه شمس وتغرب إلا وأضاف إلى شعبك أرملة جديدة ويتيماً جديداً ومغتصبة جديدة ومطلوباً جديداً ولاجئاً سياسياً جديداً وعائلة جائعة جديدة؟

ولو لم تكن تعرف "أيها البطل" أن جورج بوش لن يعاقبك، وأنك ستصبح مشهوراً وبطلاً، وأنه سيظره لك ملايين الشفعاء وستسير لك المظاهرات في الشوارع وسيدفع عشرات المجانين ملايين الدولارات ثمناً لحذائك... فهل كنت ستفعل ما فعلت؟
أشك في ذلك.

ولكني مع ذلك، أتمنى لك الخروج بسلام.