Array
الزملاء .
الأخ إبراهيم .
لا أخفي إعجابي بمداخلة بني آدم ..
و لكني لن اجاريه اليوم في عقلانيته ، فقد قررت ان اترك العقلانية على الباب لبضعة أيام .. فما انتفعت - كالمتنبي - بان أبالي .
لهذا سأسمح لنفسي ببعض الهرطمة .. لم لا ؟.أليست الضجرمة من حقوق الإنسان الثقافية ، على الأقل في الشرق الأوسط .
1- إن الحادث في حد ذاته -معزولآ عن سياقه- هو خبر عديم الأهمية ، بل و ليس مما يفخر به أحد ، فالإنسان الذي لا يستطيع أن يعبر عن غضبه سوى بإلقاء الأحذية هو إنسان مسكين عديم الحيلة .
2- و لكن المهم هو رد فعل الجماهير تجاه الحادث ، فعلى إمتداد المنطقة لم يأسف أحد أن يضرب جورج بوش بالحذاء ، فقد ضرب المنطقة كثيرا بالقنابل ، سواء بواسطة قواته أو بواسطة حليفه المخلص شارون و خلفاؤه .
3- إن 8 سنوات من حكم جورج بوش دعمت المشاعر الأصولية بأقصى مما يمكن تخيله ، كما جعلت سمعة أمريكا في الحضيض ،و حتى أكثر العناصر ليبرالية لا تقل كراهية لبوش و لإدارته من أشد الإسلاميين تعصبا .
4- لست أدري هل يعلم بوش أم لا ،و لكني آمل أنه بالرغم مما يعرف عنه من بلادة ، ربما يدرك أنه من أكثر الحكام في الغرب الذين وجهوا إهانات متكررة للعرب و المسلمين ، و إني على ثقة أننا لن ننتظر أجيالا قادمة كي يبدأ العرب في مقاضاة جورج بوش أمام مختلف الهيئات الدولية ، إن الحكام العرب الذين صمتوا عن جرائم بوش بحكم سلطاته و منصبه ، لن يقدموا له أي نوع من الحماية ، و على جورج بوش أن يدرك أنه حتى الرئيس السابق لأمريكا ، عليه أن يدفع ثمنا ما لشن حروب صليبية في القرن 21 !.
5- يبقى أنني حتى الان لم أفهم كيف صمت الرب الذي كان دائم الحديث مع الرئيس الأمريكي عما يجب فعله ، و لم يطلب منه عدم زيارة المنطقة ، حيث الجميع متشوق إلى إلقاء الأحذية القديمة على أم رأسه الخاوي .
..............................................................

.......................................................
حبيبي إبراهيم .
ماشاء الله .. كل مرة تصعد مع الرينجرز و تهبط مع الكوماندوز .
[/quote]

أخي العزيز الأستاذ بهجت:

شكراً على تعليقك. شكرا على لطفك وردك الجميل وروحك المتألقة التي تميز الحوار دائماً.

1. أستاذي "بهجت": الحدث ربما يكون حدث منفرد ولكنه يضاف إلى رصيد التمرد والاشمئزاز من سياسة بوش. عندما تكون هذه هي نهاية الوداع من الشعب العراقي ولرئيس أنفق حوالي الـ 500 بليون دولار على أرض لا ناقة له فيها ولا جمل فهذا يؤكد للشعب الأميركي أن بوش أفقد العالم احترامه لأميركا بعد أن كانت الأمثولة ويضرب بها المثل. عندما تقرأ ما يكتبه العرب عن أميركا في مطلع القرن العشرين وتقرأ مقالات فرح أنطون في الجامعة عن أميركا وتقارنه بما يراه المفكرون اليوم تجد أن بوش هو المتسبب الرئيس والذي جلب كل هذا الشقاء لأميركا وأفقدها شعبيتها. أقول للأميركان إني عندما كنت في مصر كنت أرى الأطفال تركب الدراجات وعليها العلم الأميركي وأما الآن فالجميع في الشرق الأوسط صار يشاطر أميركا العدوان بسبب سياسة الـ big brother.

2. معك حق في أن إلقاء الأحذية هو سلاح المسكين عديم الحيلة ولكن في ما قرأته هنا من مقالات لا يترجمونه على أنه "إنسان عديم الحيلة" ولكن هذا يتطلب جرأة غير عادية للتعبير عن expression of extreme disrespect. الكل وصلته الرسالة وهذا الصحفي أوصل رسالة ختامية لرئيس في نهاية دورته الختامية. هو تعبير غضب وغضب بركاني للعالم أن يرى مداه. للعالم أن يعرف أن ما فعله بوش بالعراق يستحق كل هذا الغضب وأكثر. أنا وأنت نشعر بالإحراج لأننا نريد الظهور بالمظهر الحضاري إلخ ولكن في الطرف الأخر وفي الصحافة الليبرالية في أميركا هناك إعجاب خفيّ وتأكيد على أن بوش جلب هذا لنفسه ولا أحد في أميركا مثلا ينسبها للبدائية أو عدم الحضارية مثلما نفعل نحن هنا. العالم يرى أن هناك غضب بركاني متفجر وهناك طرق مختلفة للتعبير عنه. لا نتوقع من فتاة تم اغتصابها أن تأتي أمام من اغتصبها وتقول: آنشانتيه مسيو؛ مسرورة بلقاءك. مش منطقي بالمرة.

3. نعم الـ 8 سنوات لحكم بوش دعمت الأصولية لمن هم أصوليين من الأساس ولكن عوام الناس تريد من ا لدين ما هو براغماتي وما يوجهها في حياتها العملية من يوم ليوم. المسألة في رأيي- حرصاً مني على التفاؤل- تشبه البندول والذي يتأرجح من أقصى اليمين ثم إلى أقصى اليسار. مع انقشاع بوش ودورة حكمه والأوباش التابعين له سنجد تأرجح البندول للناحية الأخرى وهدوء النفوس ولا سيما أن أوباما ينوي تفكيك كل ما عمله بوش فهذا سوف يهديء من ثورة النفوس؛ نتعشم.

4. أوافقك تماماً فيما ذهبت إليه في النقطة الرابعة. ولكن الحكام العرب.. هم مجرمون أكثر من بوش لأنهم نهبوا ثروات بلادهم ودفعوا بأبناء هذه البلاد إلى مزيد من المشقة في حين أن مواردهم ليست بقليلة في الأساس. هبّ مثلا أن العرب قاموا باتحاد صادق مثلما حدث في الاتحاد الأوروبي وزادوا بذلك من قيمة عملتهم ألم يكن الوضع أفضل مما نحن فيه؟ باتحاد أوروبا وخروج اليورو الآن هو يناطح الدولار ومعظم من أعرفهم من أميركان لم يعودوا كما كانوا في القديم يقضون أجازاتهم في أوروبا لأن اليورو جننهم وأمام الدولار الأميركي لا شيء. هذا ما يحدث عندما تتحدث شعوب العالم. لو أن العرب اتحدوا وأمر الكويت صار يهم صدام وأمر صدام يهم البلد المجاورة وهلم جراً ألم يكن من الممكن هناك دينار عربي يناطح الدولار الأميركي؟! باعتقادي كان ممكن جداً ولكننا لا زلنا بدو في تفكيرنا ونخطف من بعض ونرضخ لأجندة الأسياد الأوروبيين والذين قاموا بتحديد خريطة الوطن العربي وتفكيكه حتى ما يسهل التحكم فيه والسيطرة عليه وإملاء الأجندة عليه من فوق: من البيت الأبيض وبكل أسف.

5. صمت الرب من طرائف هذه الحياة ويمكن أن تضيفه لعجائب الدنيا السبع؛ ومن ثم قال المفكرون بـ صيرورة اللاهوت وصيرورة الحياة وكل شيء يؤول دوماً إلى صيرورة. سيبقى أمر الرب لغز وكل واحد يفسره بطريقته ويدهش منه ولا سيما أن الحديث بصدد ميتافيزيقيات وغيبيات ولا أحد يستقصي أمرها. أما ذاك الرب الذي كان بوش يزعم أنه يناجيه فهو خياله لأن هذا رصيده الشعبي الوحيد أمام الجمهوريين ويكفي أن يبدأ رئيس الجمهورية خطابه بعبارات مثل "بسم الله وبسم الشعب". الرب الذي زعم بوش أنه ينتسبه إليه هو حمار كان يمتطيه لخدمة أغراضه السياسية وما هو من الرب في شيء فالرب نعرفه من خلال كلام طاغور عنه في الدين الزائف ومن خلال من يؤمنون بقيمة الوجود وإرساء مجتمع إنساني فيه الكل يترابط في وحدة الكون.

نهارك فل أستاذي بهجت. تظل وجه متألق هنا وتضيف على الحوار بصماتك الجميلة وأفكارك وتعبيراتك الأنيقة.