عزيزي ابراهيم
تحياتي
أرجو أن أكون واضحا بالنسبة لك ولغيرك من الأعضاء الأعزاء
يقول الشاعر:
لا يعرف الداء إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
ويقول المثل: وصاحب الدار أدرى بالذي فيها
وأنا واحد من ملايين العراقيين الذين ذاقوا ويلات الحكم الصدامي البغيض، ولنا الحق أن نفرح بسقوطه ونقدر من قام بالعمل الشجاع من أجل خلاص العراق من كابوس استمر جاثما على الصدور لأكثر من ثلاثين عاما بقدها وقديدها.
لم يكن العراق قبل الغزو الأمريكي، وهو غزو فعلا لا يختلف عن غزو العربي ـ البربري (الامازيغي) لجنوب أسبانيا، والغزو الصدامي للكويت، في وضع يستحق كل هذا الهياج من (الأشقاء !!). كان محكوما بقبضة من حديد ومخابرات وجلاوزة يقتلون دون رحمة أو شفقة، وكان (سيد شهداء العصر !!) يقتل بيديه فلا وقت لديه لينتظر حكم القانون الذي أصدره ووقع عليه بنفسه.
كان العراق محاصرا والعراقيون يعانون الفاقة حتى اضطر الكثيرون منهم الى بيع شبابيك منازلهم بعدما باعوا آخر ممتلكاتهم، ومنهم من قام بقتل أفراد اسرته حتى لا يعرضها لمزيد من العوز ولكي لا تضطر الى بيع شرفها.
وكان الجيش يقبع مهزوما في ثكناته بعد حربيين شنتهما (القائد الضرورة) ضد الجيران عدا حربه الدامية مع الأكراد.
كل ذلك يحدث و(الأشقاء) يتفرجون كما لوكانوا يشاهدون مسلسلا مكسيكيا مدبلجا. لم يرف لهم جف ولم يسمع لهم صوت، ولم تبد منهم حتى كلمة احتجاج واحدة على جرائم (حارس البوابة الشرقية).
...
...
...

لا أعتقد انني بحاجة الى مزيد من التفاصيل عن وضع كان جاهزا لاستقبال المخلص حتى لو كان الشيطان. حتى أقرب المقربين من (بطل التحرير القومي) كان على استعداد للتخلي عنه.
ولعلك سمعت وشاهدت ما فعل قائد قوات الحرس الجمهوري وهو ابن عم (القائد الملهم) حين اتصل بالامريكيين ليفتح لهم الطريق مقابل مغادرته الى امريكا مع بضعة ملايين من الدولارات، وبامكانك أن تتصل به فهو يسكن الآن قريبا منك في أمريكا. تماما كما فعل صديق العائلة الذي لجأ اليه عدي وقصي حيث باعمهما الى الأمريكيين مقابل فيزا واقامة في بلد العم سام.

أما (بطل القادسية الثانية) فهرب مثل جرذ مذعور..
وبقية الحكاية تروى الآن على كل لسان.

ونعود الى الحذاء.....

لست ضد الاحتجاج أو حرية التعبير، فأنا شخصيا أواجه معارضة أبنائي للكثير من قناعاتي، وبالمناسبة، كلهم يقيمون في عواصم غربية ومتزوجون من أجنبيات، وأشدهم معارضة لي أصغرهم رغم أنه عاش أغلب سنوات حياته خارج العراق.

كان بامكان الصحفي أن يقف ويوجه كلماته مباشرة الى بوش دون أن يستخدم حذاءه كأي عربنجي حين يتخاصم مع عربنجي آخر، غير أن المثير في الأمر أن تدق الطبول لهذا التصرف الأهوج الى حد وصف الحذاء بـ (حذاء الكرامة) والدعوة الى اقامة تمثال له.

أعرف ان الانسان العربي محبط ومأزوم نتيجة القهر المسلط عليه من أنظمته والقوى الظلامية المتأسلمة وبسبب أوضاعه السياسية والاقتصادية السيئة والتي تزداد سوءا، لكن جميع أحذية العالم لو رميت بوجه بوش لن تحل مشكلاته أو تخفف من وطأة آلامه، بقدر ما تعزز الصورة السلبية عنه.


...
لعلم اخي ابراهيم ان الصفات التي ادرجتها بين قوسين هي بعض من 100 صفة لـ (باني العراق الجديد) التي كانت تخط وتعلق على جدران الشوارع وداخل المؤسسات والمدارس والجامعات على غرار الأسماء الحسنى لله.

:97: