عزيزي جلجامش:

كارن أرمسترنج ترى الجميع في قراءتها بعيون تجميلية ترى كل شيء جميل... ماعدا المسيحية بحكم أنها راهبة سابقة. وبالتالي لي أن أتوقع منها كـ أميركية ناقمة على الرهبنة المسيحية أن ترى لا شيء سوى الجمال في الهندوسية. وهذا غير واقعي. يجب الإنصاف ونقول أن كل دين بلا استثناء لنا تحفظات عليه ونذكر ما له وما عليه. كارن أرمسترنج والفرقة التابعة لها أو ممن تسير على منهجها ترى لا شيء سوى الجمال في أديان الهند الشرقية؛ وهذه هي الموضة الآن في أوروبا وأميركا. معظم الناس في أميركا مثلا ناقمون على تراثهم المسيحي الإصلاحي وبالأخص البيوريتاني Puritan وبالتالي من الطبيعي أن يروا في أديان الهند الشرقية لا شيء سوى الحسنات. لكن لا أريد نبذة تبشيرية عن أديان الهند الشرقية مثلما قرأت في كتاب هرمان هسة وإنما إريد مثلا كتاب يشبه كتاب السعادة امرأة لـ يوحنا قمير حيث قام بترجمة أشعارهم بشكل بديع يكاد يوحي لك إنها منزلة من السماء من حيث القوة والبلاغة والعذوبة والجمال وفي الوقت ذاته عرض ما يأخذه على الهندوسية وأتفق معه فيه وهو ما نقلته أعلاه في ردي على الأخ الحكيم الرائي.

نهارك سعيد.

عزيزي قطقط: صاحبي الأستاذ مراد الله يرحمه له أن يرى أن كله كلام ربنا وهذا سمو ورقي منه. التسامي الإنساني شيء جميل وأنا أول الناس بحاجة إليه. من جهة أخرى، أنا لي نظرة أخرى تختلف عنه أقيس بها الأمور وهذه النظرة الأخرى هي ما دفعت بي لترك الإسلام وقبول المعمودية المسيحية وأن أصبح مؤمن تابع ليسوع المسيح. كل واحد له زاوية ينطلق منها ويبني فكره وإيمانه الشخصي وتجربته الإيمانية من خلالها. ولكن يجب دوما أن نمتدح الخلق الحسن يا قطقط ولا ننكر على إنسان تساميه وكفانا ما نراه من الروح الإسلامية وما تزكيه من روح استعلائية. اليوم وصلني إيميل من مسلم أراد أن يحاورني وبدأ الإيميل بآية من القرآن مطلعها على هذا النحو: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم. لاحظ:


محمد رسول الله........

إلى الآن سليم


ثم

"والذين معه"

آاااااخ! كملت الرباطية.


مالهم؟


أشداء على الكفار!

ومين هما الكفار في نظر هذا المسلم الذي راسلني طالباً الحوار؟

الكافر هو أنا! ومحمده والذين معه أشداء على من هم في وضعي.

ثم نكمل الآية:

"رحماء فيما بينهم"......


يعني هما فيما بينهم وبين بعض رحماء ولكن على الكفار أشداء غلاظ إلخ.

صاحبي مراد أراد أن يرى الجمال في الإسلام ليس لأنه مقتنع بالجمال أو عمل مقارنة أديان ولكنه لأنه يريد أن يعيش في داخله بقناعة أنه إنسان مسالم ولا يخاصم دين. هذا شيء ممتاز ولكنه هروب من الواقع.