عزيزي السرياني:
تحياتي أولاً لك:

1. تقول إن أحد الأكراد كان مغرم بهذه الترنيمة ومع ذلك كان قلبه خلواً من الحب الحقيقي للمسيح؟ فاكر لما محمد قال العبارة الشهيرة "أشققت عن قلبه"؟ هذه لك....

لا أنت تعرف ظروفي ولا أنا أعرف ظروف هذا الكردي وسواء امتلأ قلبه من حب المسيح أو لا فهذه أمور خلاصية وتعود بالخير على صاحبها وليس من شأننا أنه قالها صدقاً أو بغير صدق. والحب درجات وليس شرط الحب أني أعبر على المانترا البروتسطانتية الشهيرة: أنا خاطي وأستأهل العذاب في جحيم حيث السعير في سقر مبين ولذا أقبل المسيح أنا الخاطي كمخلصي الآن. عندما يكون الكلام في الأمور الإلهية فهي ليست أبيض وأسود ونمسك المسطرة بيدنا لنقيس قياس الحب عند هذا أو ذاك. وافرض أنه لم يؤمن. هو حر. نقبله كما هو وعلى علاته. الدور والباقي عليك من يقول له إنك تحب وتضع لهذا الحب شروط. سامحني ولكني أريد أن أكون صريح معك. هذه ملاحظتي الشخصية على كثير من المسيحيين أنهم يقولون الله محبة ليلاً نهاراً ومع ذلك عندما تبحث في هذه المحبة وطبيعتها تجد أنها محبة مشروطة في حين أنه يعرض على الناس محبة غير مشروطة. المسيحي سيحب الخاطي بذات الطريقة التي يتعاطى بها مع إلهه فالمسيحي يرى أن إلهه سدد دين عليه وألزمه بقية حياته بتسديد دين رهيب ومسكه من عرقوبه اللي يوجعه أو كما قال فولتير: الله خلص الناس بالمجان ثم دفع به لأن يسددوا دينهم بالتقسيط مدى أيام حياتهم. وادفع يا معلم! على المستوى ذاته المسيحي كثيراً ما يحب الناس حب مسيحي مشروط في مقابل أن يقوم هذا الآخر بتسليم حياته للرب وما إن يسلم هذا الخاطي حياته للرب حتى ينسونه كل النسيان ويبحثوا عن زبون آخر لملكوت الله. العمر قصير وجهنم تقول هل من مزيد والله يبحث عن زبائن لملكوت الله قبل أن يغلق الباب.



عزيزي السرياني: لو أنت منصف ولوجه التاريخ وقاريء جيد للتاريخ هل تنكر أن أهل الديار الإسلامية أحسنوا لليهود وأعطوهم أراضي ووظائف في حين أهل الديار المسيحية زجوا بهم إلى محاكم التفتيش؟ هذا تاريخ يا عزيزي ولا أجامل فيه. إيمانك وإيماني في قلوبنا ولكن الحق يجب أن يقال. على رأي البت جارتنا لما قال لها جارنا "يا بت" قالت له: "ابنك في بطنك يا روح أمك". وبالمثل وعلى نبرتها أقول: "إيمانك في بطنك" ولكن التاريخ وقراءته شأن آخر تماماً ويجب أن تكون أمينة ولوجه التاريخ.

من جهة أخرى عزيزي السرياني هناك مسيحية صهيونية ولا ترى سوى النجوم الساطعات في الشعب الإسرائيلي وتشعر بالذنب من مسألة المحرقة (الهولوكوست) وبالتالي يتبعون مبدأ خد من عبد الله واتكل على الله أو Rob Peter to pay Paul فينهبون أراضي الفلسطينيين لتحقيق ما يعتبرونه "مواعيد الله" تجاه الشعب العبراني. وبالتالي تم خلق جيل كامل من البشر اسمه الشعب الفلسطيني كامل التشويه النفسي وكتلة من الغضب والانفجار ولا ألومهم بالمرة وبسبب اغتصاب أرضهم ظهرت موضة التفجير والتي طالت العالم بأسره. قبل ظهور دولة اسرائيل هل كنت تسمع عن تفجيرات طائرات وسيارات بهذا الشكل؟ هذه بركات المسيحية الصهيونية والتي تتبع المبدأ العربي الجاهلي: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. انتصروا للشعب العبراني وبالظلم وأقاموا دولة على غير الشرعية وتغير وجه التاريخ للأبد. لماذا يا عزيزي السرياني؟ لأنهم يأخذون بحرفانية الكتاب المقدس ويصدقون أن الباريء ينشغل حقاً بمكافأة الناس بقطعة أرض شبر في شبر أو حقاً يقول لـ كائن من البشر كل موضع تطأه أقدامكم يعطيه الرب لك وتنهبون أموال المصريين وكل القصص الحمضانة البايخة إياها اللي أنا وأنت عارفيناها جيداً.