الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس )
كلمة ( براءة الاطفال ) دى طول عمرى اسمع عنها فى الافلام والمسلسلات - تقدر تقول انى ماعيشتها كتير .. لا اتذكر منها الا فترة الحضانة والتى لم تكن بتلك الفترة القوية الا انها من اجمل فترات حياتى - حيث كنت اذهب الى حضانة قريبة واقعد العب واتنتط بدون مسئولية .
لكن عشان تعرف ايه السبب فى انتزاع كلمة ( براءة ) من طفولتى , هقولك يا سيدى .. القصة انى كنت رقم اربعة فى صف العيال , وكانت هناك تجارب فاشلة فى تربية رقم واحد ( نتيجة للنزاع المسلح بين المحروسة أمى والعرص ابوى ) فأدى النزاع المسلح الى ان المعلم طلقها وسيح فى البيت وعند اخواته وعند اخواتها ... فاذا بأمى تقرر انها تنتقم من المعلم , وتتهمه بالجنون وانه معتوه وعاجز وعيل اخواته بيضحكوا عليه .
فيما وقف المعلم يشتمها ويتهمها بنقص العقل والتخلف , وانها معتوها - وانه كان فى عينه تراب اليوم اللى اتجوزها ... تقولش بكس أمه لم خلف منها كل العيال دى كان لابس نظارة سوداء , ولا بعتلها السبرم فى بريد ( حاجة وسخة يا اخى - اسف يا سيدى المحترم على الالفاظ الوسخة بس اهلى دول تربية خداميين )
فتخيل طفل عنده 6 سنين امه ماشية تجرى فى الشارع وتشده من ذراعه , وعامله تقوله : أمشى , جايبلى الهم والقرف مش كفاية ابواكم لا وانتوا كمان .
بهاء : ماما انا عطشان , ممكن اشرب عصير قصب
أم بهاء : امشى بدل ما اقلع الشبب واقطعه عليك - امشى
امى مكنتش وحش يعنى - بس تقدر تقول انها كالساحر اللى سحره قضى عليه , كانت غير منظمة ودفعت أبوى الى الجنان والاسوء من كده انها كانت بتصوت يوميا فى البيت وكل يوم زعيق وقرف ... وأمى لما بتسرسع كان صوتها بيجيب لأخر الشارع , تقولش كانت مفكرة نفسها امك كلثوم بكسم أمها ..
وفى مرة دعتنى البراءة انى اسال أمى ( هو احنا ليه مش عايشين فى جليم , او فى عمارة من الغالية اللى بتشوفنا ؟ )
فقالتى : عشان مناظركم الوسخة دى متنفعاش غير فى " .... ... " , لما تبطلوا زعيق وقرف وقلة أدب نبقى نروح نسكن فى جليم ولا سموحة
الغرابة ان امى كانت ماسكة الميك ومتكلفة بالزعيق وايقاظ الجيران على حنجرتها التى لا تعرف التعب ولا الثكل - لا عجب اننا لما كبرنا أنخسرت وبقت مش بتفتح بقها مع اى أحد , والغرابة الاكثر انها كانت هى اللى بتزعق مش أحنا ا ا ا ا
لكن كنت هعمل ايه , كان من جوى بقول : نفسى حد يتبنانى وأمشى بقى من البيت ده ... وبدأ يأتينى احلام من مثل ان ابوا واحد صاحبى يتبانى وانى أعيش معاه او ان راجل غنى يشفونى فى المدرسة او فى الشارع ويأخذنى اعيش معاه فى القصر بتاعه او فى مكان احس انه بيتى ...
فى تلك السن الصغيرة فقدت الاحساس بالامان والحنان معا , واصبحت اقوم فى نصف الليل خائف ان حرامى يدخل البيت ويقتلنا كلنا وابقى انا وحيدا .. وبدأت ترودنى احلام كيف اعيش لوحدى بدون عائلة ؟ هأكل ازاى ؟ وهعيش منين ؟
كنت أخاف من الناس واحس انه لا احد يحمينى - أبوى سابنا وأمى مش فاضلينا ولو عندها وقت لو قالتلها على حاجة , هتطلع دين امك عشان جيت قولتها وطلعه عليك .... كانت انسانة فى قمة التخلف والعتاة !
ومع فقدان الاحساس بالامان والمشاكل اللى فى بيت - الى الدرجة اللى تحس ان ابواك مش طايقك ولا امك طايقك , كل ما تتطلب من حد فلوس او انه يشتريلك حاجة يفتحلك عريضة ويفكرك بالقديم والجديد , بدأت افكر فى السرقة ...
وأول شئ سرقته كان عندى 7 سنين وكنت فى ثالثة ابتدائى , عارف عملت ايه ؟
شفت ولد كان لابس نظارة كعب كوبية - شديت النظارة من على وشه وطلعت اجرى , الولد بمجرد ازالة النظارة من على وجه لم يرى اى شئ .. وخدت النظارة فعلا وحطيتها فى شنطيتى , الا ان المدرسة اعلنت حالة استنفار عام وتفتيش كل الشنط !
لأمانة انا مش فاكر بالضبط ايه اللى حصل ؟ بس اللى فاكره انى سلمت النظارة , لكن هل اعترفت على نفسى وقولت انى كنت مهتم بالنظارة ام أنى قولت انى لقيتها فى الارض وحطيتها فى شطنتى لأنى معرفش مين صاحبها ... مش فاكر ايه اللى حصل بالضبط للامانة !
لكن تم التسجيل فى تاريخى الأسود ان هذه اول عملية سرقة اقوم بيها فى مدرسة خاصة , وبدأت احس انى ذكى فى المواضيع دى ..
فبدأت اسرق الفشار والحلويات , والأسوء انى بدأت اسطو على زملائى الطلبة
اذ انى اتذكر أنى عندما كنت فى الثانية ابتدائية شفت ( بتاعة أدوات Pens tools ) عجبتنى قوى , وقررت انى اسرقها ... وهقولك عملتها أزاى :
أستنيت لما تيجى حصة الالعاب , وخرجنا كلنا من الفصل .. ورحت لعبت مع العيال , وفى النص رحت الفصل عشان اعمل حاجة ! سحبت المقلامة وخبيتها بره الفصل فى التراب ! مش فاكر ايه اللى حصل , لكن انا فاكر كويس قوى انى روحت بيها والعملية نجحت - لكن مش عارف ايه اللى حصل للمقلامة , بس انا فاكر ان أبوى او امى ارغمنى انى ارجعها .
انا عايزك تتخيل طفل فى ثانية ابتدائى بيقوم بعمليات سطو مسلح على زملائه - وبصراحة انا مكنتش حرامى اصيل , لأنى لجئت للاسلوب ده لم وجدت نفسى محاوط بناس معاها اشياء جميلة ولم اطلب من اهلى انهم يشتروها يرفضوا - مع انى عارف انهم معاهم فلوس ... طيب هما مش عارفين يحلو المشكلة , يبقى يسبونى انا احلها بقى ويحلو عن سمائى .
ضيعوا براءة الاطفال فى طفولتى , فقد ولدت فى ذلك البيت وفى ايدى مشرط او اخطط لسرقة حاجة من البيت وبيعها عشان اجيب فلوس اشرب بيها فيروز او كوكولا او اشترى اى حاجة ... هذا وكان عمرى لا يتعدى 5 سنوات عندما نفذت أول عملية سرقة ضد أهلى , ولن تتخيل كيف وصل الحال بعد ذلك !
تخصصت فى سرقة التلاميذ , وكنت اسرق المحافظ واسلتها من جيوبهم وانا كنت فى الثالثة ابتدائى ... وهقولك على السر ازاى كنت بعملها :
كنت اشوف الواد اللى قدامى المحفظة طالعه من جيبه , اشدها - لو حس وهرش الحوار : اضحك وكأنى بهزر معاه ...
لو محسش , اخد المحافظة وأرميها تحت رجلى عشان لو جاهم يدوروا عليها يلقوها مرمية تحت الديسك ... وفى الغالب محدش كان بيحس , وكنت بسرق المحافظة واخذ الجنيه اللى فيها واحتفظ بيها
لكن انا مكنتش بسرق كتير قوى يعنى , كنت بحب انوع .. يعنى اسرق اكل , فلوس , Color pens , اصل انا كنت حرامى نفسى حلوة ...
تخيل انى سطيت على تقريبا نصف زملائى - اللى خدت منه محافظة , او مقلامة حلوة , او قلم , او على الاقل فتحت شنطته وملقتش حاجة فيها ...
بس كنت حرامى نزيه , عمرى ما سرقت العيال اللى قاعدة جنبى - كنت دائما اسرق الناس اللى بعيدة عنى , واللى مليش علاقة بيهم - بس الواد من دول يورينى حاجة وتلاقى دماغى اشتغلت ازاى اسرقها ومحدش يهرش الموضوع ؟
ووصل بى الامر انى كنت بفكر أزاى اسرق شنط الابلات , او خزنة المدرسة , او اى حاجة من عند المدير ... كان نفسى اسرق حاجة كبيرة , بس يا خسارة كنت مركز فى المذاكرة - شوف الدراسة نفعتنا بايه , ولا حاجة . والحاجة اللى فكرت فيها فعلا انى اسرق خزنة المدرسة وانا فى خمسة ابتدائى , وكنت مخطط ازاى هدخل المدرسة وامتى وهعمل ايه بس المشكلة الوحيدة انى مكنتش عارف : هى الخزنة فيها أيه ؟ وهدخل المكتب أزاى ؟
كانت الخطة انى هدخل يوم الخميس بليل - لان ده اليوم الوحيد اللى سمحتلى أمى انى اخرج من البيت فيه , وهنط من على السور واطئ بعيد عن الحارس .. عشان لو حصلت حاجة , اطلع اجرى ! كانت المشكلة اللى معرفتش أحلها ازى هفتح الباب ؟ وأزاى هفتح الخزنة ؟
أقسم بسلنتوحة المقدس ان الكلام ده وانا عندى اقل من 10 سنوات
تقدر تقول ان مدرسة الحاجة والمتعة فى السرقة , هى اللى قادتنى الى ان اكون الحرامى رقم واحد فى العائلة - جه فى وقت انى بسرق الفلوس ومحدش يحس بيها , احترفت الموضوع الى درجة تخيفنى الان لما افكر فيها ! كنت كل ما ادخل مول او اى مكان افكر ازاى ممكن اسرق منه او لو سرقت حاجة كيف لا أكشف - وكنت فى ذلك الوقت لا اتعدى 8 سنين .
أعتقد انى كنت أبحث عن عراب God father لى , ولن تتخيل اذ انى اصبحت عراب أخواتى اللى هما اكبر منى ... اذا انى اصبح معاى مفاتيح غرف الشقة واسرق الفلوس من غير ما حد يحس - كنت دائما اخد 25 % او اقل 10 % من المبلغ الموجود , ولا حد كان يحس .
* يتابع
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-30-2008, 12:51 AM بواسطة بهاء.)
|