أى نظام سياسى على وجه البسيطة يفقد شرعيته تلقائياً عندما تتلوث يديه بدماء شعبه ... فما بالك بتنظيم عسكرى ميليشيوى مثل حماس وحزب الله .

حماس وحزب الله فى نشأتهما ميليشيات عسكرية غرضها القيام بعمليات حربية ضد اليهود .. ومع الوقت تحول طموح تلك الميليشيات بعد أن قوت شوكتها وكونت لها كوادر وتنظيمات سياسية أن يكون لها مشاركة قوية وحقيقية سياسياً حتى قدرت أن تصل الى الحكم فى غزة عن طريق حماس وأن تصنع القرار وتعدله وتعرقله كما فى لبنان على يد حزب الله .

حماس تلوثت يدها بشدة بدماء شعبها وخاصة بعد أن وصلت الى الحكم بقتل بالجملة للأعضاء والموالين لحركة فتح فى غزة حتى أنها إرتكبت مذابح ضد عائلات بأكملها لأنها تدين بالولاء لحركة فتح ..

بل أن حركة حماس يديها ملوثة بدماء أتباعها أنفسهم .. فمن يختلف فى الرأى مع المؤسسة الحمساوية أو يُشك فى ولائه لحماس يتم تعذيبه وتصفيته جسدياً .. وكم من أعضاء من منظمة حماس تم تعذيبهم فى السجون الإسرائيلية وقتلهم على يد رفقائهم من منظمة حماس وليس من قبل اليهودى المحتل .

وحزب الله فى لبنان إستخدم القوة ضد معارضيه والمختلفين معه وبخاصة عندما دخل الى جنوب لبنان بعد انسحاب اسرائيل منه ولجأ الى سلاح خسيس وهو المتفجرات ضد معارضيه وأبرزهم رفيق الحريرى بالإشتراك مع سوريا وايران ورأينا سلسلة إغتيالات خسيسة لرجال السياسة والفكر والصحافة فى لبنان على يد مؤسسة حسن نصر الله الإرهابية .

حماس وحزب الله نموذجين عطنين للمنظمات الدموية التى تحولت فى حربها مع العدو الإسرائيلى الى حرب مع أبناء جلدتها وشعبها بل ولجأت الى تصفية أتباعها المشكوك فى ولائهم .. ويبدو أن عجزهم عن تذوق الدم اليهودى جعلهم يلجأون الى تذوق أبناء جلدتهم وشعبهم .. فهم مثل الدراكولا لا يستطيعون العيش بدون سفك دماء .. وهم ينكشفون فى نور الديموقراطية وإنظروا الى حماس كيف إنقلبت على الديموقراطية التى أتت بها إلى الحكم .

إن حكم حماس لغزة تحول من حكم شرعى الى حكم عسكرى ديكتاتورى ملوث بدماء الشعب وقد فقد شرعيته وأساءت حماس التعامل مع العدو الإسرائيلى وأعطته الفرصة لسفك دماء الشعب البرئ .

دماء بريئة كثيرة جرت فى لبنان وفلسطين ما بين مطرقة اليهودى السفاح وسندان حماس وحزب الله الدمويين .