حوار بين هالك والسيد المسيح

يا هالك لماذا هلكت ؟

ارادتك يا رب .

ارادتى كانت خلاصك ولهذا صُلبت على عود الصليب وأنا الإله وعانيت الموت بالجسد بعد أن ذقت العذاب والهوان بالكيل والقنطار من أجلك .

إذاً لماذا هلكت يا رب ؟

هلكت للأسف الشديد - أقولها وقلبى يقطر دماً عليك وعلى أمثالك - لأنك رفضت خلاصى وإحتقرته ..

الهالكين من أمثالك إما إحتقرونى ورفضونى كإله مثل المسلمين نتيجة تضليل محمد لهم .. مع أننى بإرادتى وعلمى المسبقين وضعت لهم إشارات قوية فى كتابهم الشيطانى تؤدى بهم الى الإسترشاد إلى أنا ينبوع الماء الحى ومصدر كل حياة .. وضعت فى كتابهم أننى مصدر الحياة عندما أنفخ فى الطير فيصير حياً .. وعندما أقيم الموتى .. وأننى كلمة الله وروحه .. وأننى خلقت الطير من الطين وأننى خلقت للمخلوق أعمى عيناً من الطين .

وقد إهتدى الى حقيقة إلوهيتى القليل منهم وكان لهم نصيب فى مدينة أورشليم السمائية .. ولكن معظم المسلمين - للأسف الشديد قد هلكوا فى حرفهم وحرفيتهم وإحتقارهم لإلوهيتى التى هى مصدر خلاص كل إنسان فى هذا الكون .

لقد رفضوا إنجيلى عندما خدعهم شيوخهم المخادعون قائلين أنه محرف .. فكيف يكون كلام الله ويتم تحريفه ؟
خدعوهم فقالوا أن الله لم يحفظه من التحريف لأنه لم يتعهد بحفظه .. فهل كلام الله محتاج الى تعهد من الله لكى يتم حفظه ؟

أكاذيب وخداع غبى إستخدمه شيوخهم الضالين المضلين .. وكما قلت أعمى يقود أعمى فكلاهما يسقطان فى حفرة .. والحفرة هى جهنم .

وقد سمحت بأن يكون فى قرآنهم وكتبهم مما لا يُعقل ولا يجوز ولا يستساغ من الضمير الإنسانى السليم (رضاع الكبير - ملك اليمين - جنة الجنس الماجنة - نكاح طفلة وإشتهاء الرضيعة ونكاح الميتة فى قبرها - ... إلخ ) ولكنهم فى غبائهم وعنادهم صمموا على قدسية القرآن وعاندوا وصموا آذانهم عن كل ما فيه من أخطاء وخطايا منادين بعصمته وأنه كلام الله .. فهل الله يتكلم بمثل ما فى القرآن من ألفاظ وتعاليم لا تليق ؟!

وقد رأوا فى سيرة عرابهم محمد الكثير والكثير مما لا يتناسب ومكانة ما يدعيه من نبوة مزعومة وصدقوا إفترائاته على إلوهيتى .. ولم يكتفوا بذلك بل صدقوا كرامته المزيفة التى إدعاها والتى ساوى فيها بينه وبين الله الواحد الذين يدعون أنهم يعبدونه ولا يشركون به أحداً .

فكيف يصلى الله على إنسان ؟ وهل يُعقل أن يشترك الله مع الملائكة فى الصلاة على إنسان ؟
وكيف تكون طاعة محمد من طاعة الله ؟
وكيف يكون شرط الإيمان بالله أن يتم الإيمان بمحمد أولاً ؟


المسلمون هلكوا لأنهم إستسلموا لقيود الشيطان الظلامية التى حجرت على قلوبهم وعقولهم ولم تدعهم يرون الحقيقة الناصعة الواضحة .
إستسلموا لبطش سيف محمد وإرهابه المستمر لهم على مدى الزمان .. فتارة يرهبهم بسيف الدنيا وتارية يرعبهم بعذاب جهنم الأبدية إن لم يؤمنوا به وتارة يعدهم بالشهوات فى الدنيا والآخرة إن أطاعوه .



وهناك الكثير من الهالكين ممن رفضوا قبول فكرة وجود إله من أساسه وهؤلاء من كُتب عنهم فى الكتاب المقدس قال الجاهل فى قلبه لا إله .. ووقعوا فى خطية إبليس اللعين وهى الكبرياء عندما رفض ربوبية الله عليه وأراد أن يأخذ مكان الله .. فهم أيضاً تكبروا بقلبهم الغبى وعقلهم المظلم وأرادوا أن يكونوا آلهة أنفسهم رافضين أى إلوهية وأى سلطة عليهم ناسين أنهم لم يخلقوا أنفسهم .. فأين كانوا عندما كانوا أجنة بدون قوة فى بطون أمهاتهم ؟ وأين كانوا قبل أن يولدوا أو يوجدوا ؟
إنهم ينكرون القوة التى أوجدتهم من العدم ويرجعونها الى الصدفة أو ألى الطبيعة .. ولهذا فقد هلكوا لأنهم إنفصلوا عن مصدرهم وخالقهم .. ومن ينكر أصله وموجده فلا يستحق نعمة الوجود وسيفنى فى نار جهنم الى الأبد .



وهناك الكثيرون ممن كان إسمى عليهم مجرد إسم على غير مسمى .. فكثير من المسيحيين الإسميين قبلوا خلاصى بالكلام فقط وإحتقروه بالعمل .. فعاشوا للمادة وللعالم وللشهوات والأهواء .. فكانوا باللسان يمجدوننى ويمجدون الخلاص الذى صنعته فوق الصليب ولكنهم بالأعمال يصلبوننى يومياً لهم من جديد .. فكانوا يسرقون ويزنون ويشتمون ويحسدون ويكرهون ويقتلون .. فكانوا يحتقرون خلاصى بأعمالهم المخزية .

وهؤلاء مثلهم مثل الغنى الغبى الذى قال فى نفسه أوسع مخازنى وأملأها بخيراتى .. يا نفسى كلى وأشبعى لأن لك خيرات كثيرة تكفيك كل السنين .. فجاءه صوت من السماء قائلاً : يا غبى الليلة تؤخذ نفسك منك .. فهذه الخيرات التى أعددتها لمن تكون ؟

وهؤلاء ينطبق عليهم قول الكتاب المقدس لأنهم لما عرفوه لم يمجدوه بل حمقوا فى قلوبهم لهذا أسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق .

وهؤلاء قال عنهم الكتاب يحولون نعمة الله الى دعارة .. وهم أيضاً كمثل الأرض التى إرتوت وأثمرت ثم بعد ذلك فسدت وتعطنت فلا ينفع بها إصلاح ولا إستصلاح قد بارت الى الأبد وصارت خراباً وعبرة مثل يهوذا الخائن الذى أسلمه الله الى البوار الأبدى .



أيها الإنسان الهالك كنت أريد خلاصك ولكنك رفضتنى أنا ينبوع الماء الحى وحفرت لنفسك آبار لا تظبط ماء .. أعطيتك الفرصة تلو الفرصة لكى تتوب .. بعثت لك برسائل سواء فى وسائل الإعلام أو من خلال بعض معارفك أو أقربائك أو خدامى وأتباعى المخلصين لعلك تتوب عن رفضك وإحتقارك لخلاصى .. بعثت لك بعض الأمراض البسيطة ثم الأمراض العضال لعل المرض يذل نفسك المتكبرة وتعود الى حضن خالقك .. لكنك كنت ترفض بإصرار وعناد مستهيناً بمصيرك الأبدى .


لذلك إذهب يا ملعون أنت وأمثالك الى جهنم الأبدية حيث الهلاك الأبدى مأسوفاً عليك منى لأننى قد دفعت غالياً من أجلك لكنك بعتنى رخيصاً من أجل شهوات رخيصة وعالم فانٍ .

الإنسان الهالك يسقط فى نفق عميق ينتهى به فى حفرة من النار المظلمة والدود الذى لا يموت وصراخ ملايين البشر من حوله يخترق آذانه وكائنات شيطانية فى كل مكان تثير الفزع والخوف والعذاب حيث ألم ومعاناة الى الأبد ولا راحة فى الليل أو النهار .