{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس )
بهاء غير متصل
ممنوع 3 أسابيع
*****

المشاركات: 3,112
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #6
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس )
والله يا فندم انا عمال اتصل بحضرتك عشان أقولك ( اسف انى سافرت لعدة أيام , ومكنتش قادر ادخل على الانترنت او استخدم خدماته ) .. وأكيد حضرتك هتفتكر انى كنت فى افريقيا او فى احد جبالها , بس حضرتك هتكون غلطان - اصلى كنت مشرف كام يوم مع الحكومة . بس أوعى يا فندم تفهم غلط , انا اقصد الحكومة الطرية بتاعة قلبى " الموزة " يعنى يا فندم .

وحضرتك أكيد عارف ان لما الحكومة بتكون موجودة وتكون مشرف عندهم عشان تسترخى وتريح أعصابك - بيكون ممنوع الاتصال بأى احد او اجراء اى مكالمة تليفونية منعاً لتسرب معلومات سرية لى .... (( أجراءات أمنية بقى ))



المهم يا فندم , نرجع للقصة الحزينة ونقول :

لما خلصت الابتدائية ونجحت بتفوق طبعا - كنت حاسس من جوه نفسى ان لو حصلى حاجة مش مشكلة , هقدر أعيش وأسرق الفلوس من الناس . وبدأ فى داخلى هاجس يتحرك بأن أمامى مستقبل لص , او انى معاى مهنة أقدر اعيش بيها ! وكان أحد عوامل نجاحى كلص متفوق انى لم احصل فقط على معلم واحد , بل حصلت على معلمين ومرشدين ....

مش عارف ليه الناس لم بتقرب منى وتعرفنى تحس ان فى عيونهم كلمة ( يخرب بيتك عيل محظوظ ) , حتى حضرتك ممكن تقول انى محظوظ لمجرد ان كان لى اكثر من معلم فى فترة صغيرة ... يعنى تخيل لما يكون عندك مرشدين وانت عندك 6 سنين . لكن لان حقد الحاقدين والقلوب السوداء زى السماء -بليل - سوداء لا يغيرها الا شروق الشمس , فسوف اترك كل حاقد وسوسة وحاسد لسلنتوحة الهى ومخلصى .. أما انت فسوف احكى لك القصة :

كانت أمى - المعلم الاول - هى الموحى الاول لى بتطوير السرقات المسلحة وتحويلها من سرقة ساندويتش ونظارة وادوات أقلام , الى الفلوس وكل ما خف وزنه وثقل ثمنه .. وعايز أقولك يا فندم ان مكنش فى فترة انقطعت فيها عن سرقة الساندوتشيات والحاجات التافهة دى - اصل انا كنت بجرب كل حاجة مع بعضها , وبالفعل ساعدتنى المعلمة الاولى فى حياتى على تنفيذ اول سرقة مسلحة لمبلغ مالى هو 10 جنيهات من جيب أبوى وكان عمرى وقتها 8 سنوات ( ولم يكتشف احد هذه السرقة حتى اليوم ) ووقتها ذلك المبلغ كان كبير , مش حاجة بسيطة ! ولو حضرتك عايز تعرف أزى أمى ساعدتنى فى الموضوع ده ... هقول لحضرت :

امى كانت تمثل الحكومة اللى بتشجع اللص على السرقة , يعنى تخليه ييأس انه هيأخذ حاجة منها بالذوق وبالأدب - فيضطره المجتمع الى قلة الادب وقلة الذوق . وان ما لا تعطيه الحكومة فى يد المواطن , على المواطن ان يهزها عشان تجيب رزقها ( ولا تنسى ان ان اهم دور للحكومة , غير تحفيزك على سرقة - هو العقاب ) . ولكن لان أمى لم تكن حكومة حقيقة , فمعنى ذلك انها لم تمتلك سجن حقيقى ... لكن اقولك يا فندم انها كان عندها عصيان حقيقية !

والصراحة انا أحب ان انسب الفضل لمعلمى الاول , ولتعليمى الاساس السليمة - اللى وصلتنى انى سطوت على أول شقة وانا عندى 12 سنة , ونفذت اول عملية سطو مسلح على شقة وانا عندى 15 سنة ( ودى بقى هتكون لها تفاصيل مش وقتها دلوقتى )

وكان اسلوب امى سهل للغاية ( لما اكون عايز فلوس اشترى حاجة , كانت امى تكفرنى وتجيب لقلبى الهم والقرف ... وبذلك تخلق فى نفسى الحاجة , التى تؤدى الى الاختراع ) وكان اختراعى هو السرقة , عشان محدش يقول يا فندم ان العرب امة غير منتجة - شوف الاطفال بيعملوا ايه ؟ سيبك انت من اطفال اليابان والامريكين, احنا فراعنة يا با .

أما المعلم الثانى لى , وهو ( أبوى ) - وهو المعلم الذى لا انسى فضل جيبه وشنطته السامسونج فى انها كانت دائما كتاب الهوم وركHome work اللى بحاول احله عشان اجيب درجات اعلى ...

وعلى ذلك , فكانت امى - الحكومة - تقرفنى وتحولنى الى محدود دخل و تتدفعنى الى السرقة , فانا اذهب الى المعلم الثانى - اللى هو تقريبا رجل الاعمال - وانشل حاجة منه ... ولو غلطت فى تفاصيل وامى عرفت او ابوى عرف , فكانت أمى تقبض على وتحطنى تحت رجلها وتهرينى ضرب لحد ما رقع بالصوت ( زى ما الحكومة بتقوم بسجن الحرامى , عشان يتعلم وميجيش هنا تانى )

كل انسان فى تلك الحياة يجد المدرس له , سواء كان كتاب او فيلم او شخص او معلم او أمنية وأحيانا كثيرة الحب والرغبة فى القوة - اما انا فقد وجدت نفسى فى واقع متناقض على بعضه .. كان معلمى هو القسوة والفوضى والتناقض ( ففى بيت قسى افراده على بعضها , وتحول كل شئ فيه الى فوضى مدمرة , وأب يملك نقود وام ترفض ان تعطيك اياها ) وضع رجلى على خطوات مستقبلى الحقيقى , وبدات احترف مهنة لا تعرف الا شعار واحدا ووحيدا ( أذا حرمتك الحكومة من شئ - اللى هى امى - مد أيديك واسرقها من رجل الاعمال - اللى هو كان لاسف ابوى )

وهكذا وضع أهلى رجلى على خطوات السرقة المسلحة والسطو المسلح - لكن لانى كنت صغير فكان من اللازم انى ادرب واتلقى تعليما يؤهلنى لاناطح كبار اللصوص ومعلمين المهنة بما انى اخترت طريقاً ( أبنى نفسك بنفسك , والأيد البطالة نجسة , ويد فى جيب الاخرين خير من يد فى بنطالونك )


وحيث أنى لا اتذكر الكثير من تفاصيل تلك المرحلة , الا انى احب اقولك ان هناك شيئان يميزان فترة من 7 الى 10 سنين ( لما كنت عيل يعنى يا فندم ) فقد انتقلت بعمليات السرقة من المدرسة الى خارج المدرسة , وفتحت عينى على كل ما خف وزنه وثقل ثمنه ... وبدأت أروح احاول اسرق من المحل ده ومن ده , واقوم بتنفيذ عمليات سطو مسلح على جيب أبوى فى حاجات خفيفة الى ان وصلت الى سن 8 سنوات او 9 مش فاكر - لما قمت بأول عملية سرقة ضخمة على جيب ابوى .

ولما اقول ضخمة فان اقصد مبلغ 10 جنيهات يا فندم - والمبلغ ده للناس اللى كانت فى سنى كان زى عشرين جنيه او ثلاثين جنيه , الحاجة فى وقتها كانت لسة رخيصة والمصيبة انى مكنتش عارف اعمل بالمبلغ ايه ! لذلك فى كرامة ونبل لص فقد قررت أنى اشارك الغنيمة - و ادعو أخ لى عشان نخرج مع بعض ونصرف المبلغ .

وكانت صدمة اخى كبيرة عندما اكتشف انى معاى المبلغ ده وسألنى جبته منين ؟
قولته : سرقته من بابا , وممكن اسرق كمان ؟ تحب نصرفهم سوا ؟
قالى : هنشترى بيه ايه ؟
قولته : حاجات حلوة


انا فاكر تفاصيل اليوم ده كويس جدا , رحنا فى منطقة فخمة جدا فيها حديقة واشيرنا علبة LM احمر بمبلغ 2.80 جنيه - واقعدنا نشترى اكل وحاجات عبيطة واتبقى منها فلوس - أموت واعرف دلوقتى العيل بقى بيأخذ كام من أبوه ويرجع بباقى ؟ . نفسى اشوف حد دلوقتى بيرجع بباقى ... لكن أكيد يا فندم حضرتك عندك اولاد , واكيد عارف هو بيرجعوا بكام ؟

أعذرنى لانى نسيت اقول لحضرتك انى فى وقتها كنت شربت اول سيجارة فى حياتى وانا كان عندى 8 سنين - وكانت سيجارة فرط اشتريته 10 ساغ من بقال بجوارنا وكان لى طعم غريب - اصل انا كنت شقى واحب اجرب كل حاجة , حتى انى كنت ساعات احط ايدى فى منخير أبواى متعجب ان فى شعر بينمو داخلها . وهكذا دفعتنى الشقاوة انى اجرب السجائر وان التاريخ الاسود يكتب ان اول سرقة مسلحة اشتريت بيها اول علبة سجائر لى .


دفعتنى امواج السرقة يمينا ويساراً - ونفذت فيها عملية تلو الاخرى على جيب ابواى احيانا , على جيب جار لينا .. بمعنى ادق يا فندم ان ايدى بدأت تشتغل وأى حاجة اشوفها وتعجبنى , يبقى هسرق امها يعنى هسرق امها . بدأت اتفنن فى السرقة من المحلات , واتجنب ان الناس تمسكنى او انى اقع تحت طائلة القانون ( للتوضيح يا فندم , القانون هو قفا حلو على قفاى وشلوط من ماركة أبو تريكة من صاحب المحل اللى حاولت اسرق منه )

لكن دائما احسست بالذنب - لما كنت صغير , وبالعجز احيانا عشان انا بسرق من اهلى وكنت انام احلم انى اسرق من حد غريب مبلغ مالى او انفذ عملية تكتب فى تاريخى الاسود كلص محترف وجاتلى الفرصة على طبق من دهب . اذ أنه فى الترم الاول وانا فى خمسة أبتدائى وانا عندى 9 سنوات . كنت رايح المدرسة والدنيا كانت بتشتى وبترخ مطر وكأن السماء تبكى على أولادها وناس قليلة قوى راحوا المدرسة كنت انا منهم لاسف - اصل امى كعقل تؤمن بالتعليم للص , وكأنسانة لا تستطيع ان تتركنا فى البيت عشان كنا بنكسر الحاجة وهى عندها شغل ... فمسألة التعليم عندها مسألة استراتيجية للحفاظ على اثاث الشقة , لا جدال ولا تفاوض فيه - يعنى لازم نروح المدرسة . وعلى هذا فأننا كنا بنقعد فى الفصل زى الكتاكيت الصغيرين بندفئ بعض وكل حاجة مقفولة . وغالبا اغلبية المدرسات كانوا فى الفصول لان التعليم فى الايام اللى زى دى كان تقريبا بيقف او على الاقل بيخف . وطلبت من الابله انى اروح الحمام ؟

قالتى : روح يا بهاء وتعالى بسرعة , عشان ما تبردش
قالت : حاضر يا أبله
الابله : انت لسة ما جتش

وبسرعة الصاروخ طرت خارج الفصل , لكن بنفس السرعة وانا خارج من الفصل لمحت غرفة المدرسات فاضية ... وتخيل شوفت ايه كمان ؟ ( شنطة مدرسة موضوع على التربيزة , ولوحدها ) . حسيت فى وقتها ان ربنا بيحبنى وان امنيتى هتتحقق فى انى انفذ اول عملية ضد مدنى واسرق حاجة عليها القيمة .

ودخلت الغرفة ببطء وقلبى يدق - كطبول جنكيز خان - واقترب ببطء من فريستى والدم بيتنطنط فى وكلى شوق لمعرفة ما يحويه ذاك الخروف من لحم . ولسة همد ايدى على الشنطة , وعينى مليئة بالدموع من ان حلمى يتحقق بأسرع من تخيلى - وانا امد يدى واسمع صوت تصفيق جمهور اللصوص وصفيرهم وكانى ذاهب اخد جائزة نوبل للنشل , وانا ارئ امامى صورة ابواى وامى - المعلمين الاوائل فى حياتى - وبيقولوا ( برافو يا بهاء , برافو يا ابنى ...) وانا سامع أبوى بيقول ( انا فخور بيك يا بنى , انا فخور انك ابنى )

وفى صورة بطيئة تحكى مشاعرى وكل العمليات التافهة اللى قمت بيها , وانا امد يدى الى الشنطة كأنها جائزة نوبل او بحماسة وفرحة اول عملية سطو مسلح اقوم بيها , وانا افكر انى هقول لماما انى كسبت الفلوس من طارق علام فى برنامج اكسب دهب - اذ بى اجد بصوت مدرسة من ورائى بتقول ( بهاء انت بتعمل ايه هنا ؟ )

ووقفت مسعوق مش مصدق ان فى حد شافنى

كانت الصدمة كبيرة على , وبدأت الدموع تنهمر من عينى ... مش عشان المدرسة مسكتنى بسرق , بس لأنى توهمت انى هقوم بعمليتى الكبيرة وانا فى سن صغير وبذلك احقق رقم قياسى وسط الحرامية وأكون محل فخر لوالدى ووالدتى , وابعد عن جيوبهم - ولم يتحقق حلمى . فأندفعت الدموع من عينى , دموع الخيبة وكسرة القلب وما كان من المدرسة The teacher الا انها جت تربت على كتفى وتقولى ( بتعيط ليه يا بهاء ؟ )

قولتها ( اصل الميس قالتى روح هات الطباشير ووقع منى فى المياه , ومش لاقى غيره )

وفى حنان بالغ ( قالتى , طيب ما تزعلش امسح عينك وخدت الصوبع ده ليها )


* عارف يا فندم فضلت احلم باليوم ده طوال حياتى التى أمتلئت بالسرقة والسطو المسلح على الشقق والعربيات والحسابات البنكية , حتى انى احيانا أقوم مفزوع من النوم بكابوس ان المدرسة مسكتنى يوميها وعقوبت أمام المدرسة كلها وقاعدوا يقولوا ( الحرامى اهو , الحرامى اهو )


وظل ذاك الخوف من ان الحكومة تمسكتنى او ان العملية تفشل بسبب عنصر غير محسوب , كابوس يجيلى كل ما اكون على شفا عملية مهمة او تخطيط قارب على التنفيذ ...

وكان ذلك هو المنبه اللى جعلنى حادا كالموس فى التخطيط , حتى عندما كنت 12 سنة


(f)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-07-2009, 02:47 AM بواسطة بهاء.)
01-07-2009, 02:30 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بواسطة بهاء - 01-07-2009, 02:30 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS