{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس )
بهاء غير متصل
ممنوع 3 أسابيع
*****

المشاركات: 3,112
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #8
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس )
قد يقف كثير من الناس امام أحداث مؤلمة حدثت لهم فى تاريخهم او على مدار حياتهم - احيانا بيلومواا , واحيانا بيلعنوا القدر ويمكن يلعنوا الله و المسيح و موسى . لكن على طول حياتى ورؤيتى لناس اذكياء وأخريين اغبياء - عرفت ان الانسانية بمجموعها تقف على الطريق السريع , واول ما ربنا صفر Whistle كانت تلك أشارة البدء بالحركة ...

لكن الطريق مش متسفلت زى طرق الحكومة , هو تقريبا طريق هوا Empty تلاقى فيه حاجات غريبة وعجيبة ومؤلفة وكل اللى انت عايزه . وانت
ماشي ممكن تلاقى طوبة تكعبل فيها , او واحد يقف بعربية يعرض عليك توصيلة اسرع ( تاكسى يا باشا ) , او تعدى على قصر كبير وصاحبه يقولك ( اتفضل يا باشا , خش ارتح شوية ) , او ان الشمس تتضرب قفاك فتقلع التى شيرت وتحطه على وشك ... كل دى تجارب لازم نعيشها , لكن اللى انا عيشته لا يمكن ان يكون هذا - اقرب مثال ممكن تقول عنه , انى وجدت نفسى على الطريق فى بدايته لوحدى حيث يجرى الناس من حولى ويصرخوا وناس تشدك وناس تمسك أيديك وناس تنادى على بضاعتها وناس تبصلك برعب لو أبديت اعجاب باللى فى أيديهم كأنك حرامى , تقدر تقول ان رؤيتى للحياة كانت اقرب للسوق مش ذلك الطريق - حتى بعد ما زهقت من الحياة وأتقرفت منها كنت أرى فيها سوق يجرى فيه الناس الى حتفهم Their Death .

الحياة للناس الطبيعية طريق , اما انا فهى سوق .. وفضلت فى مخيلتى سوق , اضحك عندما اتذكره وارى الناس تجرى بدخله فى كل اتجاه , محاولة ان تمسك كل شئ وتاكل وتلبس وتاخذ جواهر , وتضيع شبابها عشان تشترى عربية تلعب بيها جوه السوق ! ناسية ان قانون السوق الوحيد ( خد اللى انت عايزه جوه واتمتع بيه جوه , بس مش هتعرف تتطلع بيه بره ..على الباب هتسيب كل حاجة حتى هدومك ) . أكيد دلوقتى هتعرف ان بضحك ليه , ايه الفائدة من انك تتضيع وقتك وشبابك فى اشياء هتسيبها على الباب ...لازم تتدور على الحاجات اللى بتعيش أكثر , او على الاقل تعيش جوه السوق معلماً او ملك .


لكن لو قولت لحضرتك ان دى كان وجهة نظرى فى الحياة لما كنت طفل صغير - هكون كذاب , الفضل فى تبصيرى بهذه الرؤية كان اول ولد اصاحبه فى الملجأ وكان شاب ممتاز بمعنى الكلمة .

كان عمره 15 سنة , بس عمارتهم موقعتش - أبوه هو اللى وقع . وعشان نتجنب سوء الفهم يا فندم , ابوه عفوا اكتشف فجأءه انه قرطاس - يعنى عفوا يا فندم مراته كانت بتقرطسه مع جار ليها , والنصيبة انها كانت منقبة . فما كان من عمو ( كلاشينكوف ) وده بالمناسبة اسمه الحقيقى , ان قتل ( أم أحمد , وعشيق أم احمد ) وراح للقاضى وقاله : الكلبة خانتنى ,وانا كنت بجاهد فى سبيل الله .

لو تسمحلى يا فندم اوضح لحضرتك نقطة , عمو " كلاشينكوف " كان عضو فى خلية ارهابية - وهو اصلا كان سواق ميكروباص فى وسط البلد عندما سمع شريط دينى سخنه وقال ( الاسلام هو الحل ) بدأ يتردد على جوامع مشبوه وقرر ان يغير اسمه من " سمير عبد العال السيد " الى " كلاشينكوف جهاد سبيل الاسلام " . لأن شيخ المسجد والجماعة - لاحقا - بص فيه وقاله ان الدعوة الاسلامية تقف على كتفه , واما ان ينصرها او يخذلها !

لكن الغلبان لم يتحمل الصدمة - لم وصله من أحد زملاء الجهاد ان مراته بتخونه مع جار لها , ومسك الرجل ضربه باليدات فى وشه وكان هيقتله وهو بيقول " بتقول ايه يا كلب يا نجس ... أنا مراتى اشرف من امك " . ولكن زميل الجهاد لم ينفعل ولم يرد اللكمات بل حمى وشه من الضرب وقاله ( انا كنت بالصدفة بطمئن على مراتك وبحطلها الفلوس فى السبت Basket زى ما حضرتك بتأمرنى انى اعمل كل مرة ) واحد من الجيران شافنى وقالى ( ان اللى بيحصل لا يرضى ربنا ولا يرضى حد , وانهم لولا وجود ابنه احمد والفضيحة لكانوا بلغوا البوليس وان الست أم احمد عايشة مع جارها كأنه جوزها الثانى )

فغلى دم " عمو كلاشينكوف "ومسك كلاشينكوف الاتومتيك فى ايده وعلبتين رصاص احتياطى وجرى على البيت , وهبد على الباب كسره - فاذا بيه يجد مراته ورجل غريب لم يراه من قبل خارجين يصرخوا " فى ايه ... مين اللى بيهبد على الباب " .

وكانت مفأجاة صاعقة للزوجة , فأمتلت عيون الزوجة دموع عندما رأت انه زوجها , وأمتلت عيون كلاشينكوف بالدموع. وبينما تجرى الزوجة ناحية كلاشينكوف فتح الرصاص عليها هى وعشيقها . وأخمدت الطلقات الطائشة والمجنونة فى جسد زوجته الخائنة وهو يصرخ كالمجنون
( أ أأأأأ هه ه ه ه ه ه ه ه ه يا كلاب أ اأأأأأ ه ه ه ه ه ه ه يا كلاب أأ ا ا ا ا ا ه ه ه ه ه ه .... أ أ أ أ أ أ ه ه ه ه ه )


( حكمت المحكمة حضوريا على المتهم " كلاشينكوف جهاد سبيل الاسلام " المعروف سابقاً " سمير عبد العال السيد " بأحاله اوراقه الى فضيلة المفتى , رفعت الجلسة )


وما حدث بعد ذلك لا يصدقه عقل , ولم يصدقه عقل " كلاشينكوف " ابو أحمد - اذ انه بعد ما القاضى نطق بالحكم جاه ساعى البريد اللى بلغه بموضوع مراته , لكن كان لابس بدلة وحليق الذقن .. سند كتفه على حديد القفص وقاله : ( مش ربنا برضه بيقول ازى جائكم فاسق بنبا فتبينوا ... كده برضه يا كلاشينكوف تتهور وتضيع نفسك و مراتك وأخواها وابنك ؟ )

وصرخ كلاشينكوف ( أنت مين ؟ أنت مين ؟ ... انت لا يمكن تكون هو ... لا لا ... لا يمكن .. لا يمكن تكون هو .. ) وبنفس متلاحق , ومش قادر يأخذ نفسه ( لا لا انت مش هو .. أنت مش هو ... ) وصرخ وعيط زى العيال ( لا .. لا .. لا ) وتعالت اصوات الصراخ فى القاعة ( لا ... لا لا ... لا لا ... لا لا ... لا .. )

ولم يفعل الرجل شئ الا انه وقف يبتسم ويضحك , وضحكاته يتردد صداها فى القاعة - بينما يسحب الحرس " كلاشينكوف " كالخروف خارج القفص عشان يتم ترحيله .

وربما كان فى يد " كلاشينكوف " ان ينقذ حياته او على الاقل يأخذ حكم مخفف لو قال على شوية معلومات من التنظيمات الاخرى - لكن ما هى الحياة بدون " فاطمة " تلك السيدة الشريفة التى صانت شرفه وشرفها , وكانت زوجة أمينة . وأهدها طلقات رصاص كهدية لصيانة شرفه 3 سنين لم تراه ولم تلمس فيها رجل . الحياة فى نظره لم تسوى كثير , فمن أجل " فاطمة " جاهد وكافح من اجل مستقبل جديد لها ولأحمد ابنه ...

حياته لا تساوى شئ , لا يريديها - كل ما يفكر فيه ان يلحق بزوجته لينهار على رجليها ويبوس كف رجليها ويقولها ( سامحنى يا فاطمة ... سامحنى يا فاطمة )

ولكن قبل كل شئ , الانتقام لفاطمة لمن قتلوها وقتلوا سمعتها ... وكان " احمد كلاشينكوف " هو الامل الوحيد !


وقبل الاعدام كتب " كلاشينكوف " فى الورقة ان أمنيته الاخيرة انه ( يشوف ابنه احمد قبل ما يعدم ) وجاء احمد , واخبره كلاشينكوف بكل القصة وما حدث .. وخلاه يحلف - على المصحف - بحياته انه فى يوم من الايام هينتقم من اللى قتلوا ابواه وامه , وحلف " أحمد كلاشينكوف " بالأنتقام - وانه يوماً ما هيصطاد اللى قتلوا أمه وبهدلوا شرف أمه و ابوه وخاله ويدوس على رقبتهم زى الصراصير ...

أقسم بالانتقام , وهو لا يعرف حتى معنى الكلمة .... يلا براءة الأطفال اللى بتبدبح زى الفراخ فى مصر , اه يا بلد .


وهكذا فقد ( أحمد كلاشينكوف ) أبوه وامه وخاله الوحيد ومستقبله - ولم يكسب الا فضيحة فى الجرايد ان قائد جماعة اسلامية يكتشف ان مراته تخونه مع اخواها - واترك لخيال سمو سعادتكم , الناس كانت بتقول ايه عنه وعن أمه ....


شفت الحياة بتعمل ايه فى ناسها , شوفت كأسات المر اللى الناس بتشربها فى الدنيا ...

أنا بقى يا سيدى شفت الحياة , تربيزة بلياردو والكور بتخبط فى بعضها , ومفيش غير طريقتين ( يتلعبها وتكسب , يتسيب كورتك لكور تخبط فيها وتوقع فى الحفرة )

أب يأخذ شريط دينى يسمعه ولا يعرف ان ذلك الشريط هيغير حياته وحياة زوجة لا ناقة لها ولا جمل - ويدفع بابنه فى مستقبل باهر ملئ بالنقود . أو اب يشعر برغبة جنسية يريد اشباعها , فيتجوز من امراة وينجب خمسة اطفال - ولم الحمل ثقل عليه قرر يتخلص منه , لكن عدالة السماء تقرر انها تتخلص من الجميع فترسل مقاول غبى يبنى عمارة تأخذ حياة العائلة كلها - الا طفل وحيد - وتتدفعنى الى تجربة اخرى وفصل أكتبه فى قدرى ... ذلك الكتاب الابيض , الذى ربما بقى ابيض لو لم تنهار العمارة !

أترى كيف الكور تتدافع وتخبط فى بعضها , أذا رأيتها يوما ما أبتسم , فتلك هى الحياة ..

أو على الأقل هى الحياة كما رأيتها , وشربت من كأسها

وعلمنى " أحمد كلاشينكوف " البلياردو - بينما علمنى مهدى الامور شئ أخر


وتتدفعات الكور , وجريت الكور على تربيزة البلياردو - وجريت مع الكور الاخرى ... فلم أعد وحيدا الان , فقد اصبحت برفقة " أحمد كلاشينكوف " - ذلك الشاب الذى ادين له بفضل انه علمنى أغلى شئ فى حياتى وهو :

( فن البلياردو ... عفوا أقصد فن الحياة )


(f)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-07-2009, 04:21 PM بواسطة بهاء.)
01-07-2009, 02:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بواسطة بهاء - 01-07-2009, 02:35 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS