تحية طيبة و بعد

بداية انا لاحظت ما لحظه الزميل كنعاني فعلاً هناك ملامح تغير في الخطاب الرسمي الاردني و زيادة في حدته ملفتة للنظر.

برأيي حول هذا الشريط مسألتين احب ان اعقب فيهما و من خلالهما
الأولى ان الموقف الرسمي الاردني منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية حاسم في مسألة ان الفلسطينيين وحدهم ممثلين بمرجعياتهم السياسية اصحاب الحق في تقرير مصيرهم لهذا رفض الاردن مثلا في اول انتخابات اجريت في فلسطين بعد قيام السلطة دعم بعض المرشسحين في بعض مدن الضفة الغربية و الذين كانوا محسوبين كوجوه على النظام الاردني و القصة معروفة حينها و تعكس عدم رغبة النظام في التدخل بالشأن الفلسطيني الداخلي.
الثاني ان الاردن الرسمي لن يدخل في اي تنسيق وحدوي من اي نوع إلا مع كيان سياسي فلسطيني و مستقل إذا فكر بهذا الاتجاه.
و الحقيقة شخصياً انا من أشد المتحمسين لهذا المشروع لكن ايضا مقتنع انه ينبغي ان يكون مشروع في اطار تنسيق بين كيانين سياسيين مستقلين يعني بكامل الارداة الوطنية الفلسطينية و المستقلة ، اما حكاية اردني و فلسطيني فأنا شخصيا ضدها و بشدة و رغم وجود رواسب لهذه الظاهرة غذتها عدة اطراف و لعدة غايات إلا ان الواقع على الارض يعزز القواسم المشتركة و انا انظر لعمان كل ليلة لا استطيع ان اتخيلها إلا عاصمة سياسية اجتماعية اقتصادية للفلسطيني و الاردني على السواء و لا يمكن ان اتخيل ان الفلسطيني لا يحب عمان و انا ارى حبه يتجسد عمليا كل يوم على ارض الواقع ، و لا يمكن تفكيك العلاقة العضوية فاخوال ابناء ثندر اردنيو المنبت و اخوال ابنائي سيكونون فلسطينيي المنبت و اخوال ابي و جدي كذلك فكيف يمكن تخيل هذه اللحمة العضوية مفككة ؟ كيف يمكن أن لا احب نابلس مسقط رأس جدي لأبي كما احب معان موطن عائلتي الأصلي؟!

اني ارفض بكل ما اتيت من قوة اي تميز من اي نوع ضد مواطن في مواطنته و انتمائه و اعتقد ان اشكالية الولاءات هذه مصيرها إلى الاندثار في ظل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كما آمل و اتمنى و بعدها سنناضل من اجل كيان وحدوي على اسس و اصول مدينية ديموقراطية تخدم مصالح الشعبين و المواطن في كلتا الدولتين أصول مدينية مواطنية تتناول الشأن العام على قواعدة المصلحة الواطنية بعيدا عن الولاءات الفرعية بمختلف اشكالها و انواعها ، ربما يبدو ما اقوله حلما لكني مؤمن به و ساناضل ما حييت من اجله.

محبتي