انا ارفض هذه اللغة ، "شعوب" و"حكام" في العصر الذي تكتب فيه التحليلات السياسية مليئة بالارقام والمفاهيم السياسية الاقتصادية بالغة التعقيد ، ببساطة وبالبلدي الحكام والشعوب كلهم يساوون صفراً في لغة التحليل السياسية الحديثة التي لا تعترف الا بقوة الاقتصاد وبالارادة التي تأتي بعد الاقتصاد.
ببساطة لن نفعل شيئاً جوهرياً في مسألة فلسطين الا بالدخول في العصر الجديد اولاً ، العصر الذي صارت فيه امريكا مديونة للصين ، وصارت الهند حامل بجنين صغير قوته تماثل قوة اتنين امريكا صغيريتين ، عصر الطاقة -المناخ والتضخم السكاني وشح المياه ، كل هذه مشاكل تضعفنا ، وتقزمنا رويداً رويداً اكثر من ما احنا اقزام اصلاً ، اذا حقق معظم العالم معدل نمو اكثر من 10% وظل العرب بنفس معدل نموهم فهذا يؤدي لان قيمتهم تقل وبالتالي يفعل الاخرون بهم ما يريدون فعله (بالحقيقة نحن اداؤنا لم يختلف جوهريا عنه في السيتينيات ، والفرق الظاهري بين قدرتنا حينها وقدرتنا الان يعود لتعاظم قدرات الاخرين).
علينا ان "نعي" العالم الذي نحن فيه اولاً ونتحدث لغته ثم سيؤدي مسار الاحداث التاريخي وبتلقائية شديدة لان نفعل ما نريد فعله (مستحيل دولة من 7 ملايين تحقق ارادتها علي 400 مليون من نفس الجنس البشري الي مالانهاية) ، فالمسالة مش بلطجة ومين بيضرب رصاص كما كانت في 48 ، المسالة ارقام معقدة ووعي بالقضايا و الدخول بجدية في السباق اللوغاريتيمي بين الوعي بالمشاكل "الحقيقية" وايجاد حلول لها.
لهذا انا معارض لما تفعله حماس ، حماس تحاول ايجاد حل بسيط لمعادلة معقدة جداً ، نعم المعادلة كانت بسيطة في وقت ما لكننا -مع الاسف - ضيعنا الفرصة واولا واخيرا علينا التعامل مع "الواقع" وليس مع امنياتنا.