أخي العزيز كنعاني:
هذه الموسوعات تعني بدراسة الأديان كـ ظاهرة وتتحدث كل ظاهرة عن نفسها كما هي وبالتالي نسميها القراءة الفينومينولوجية. لك أن تراها خرافات وهذا من حقك ولكن هذه "الخرافات" هي لسان حال وجدان كثير من الشعوب من مشارق الأرض ومغاربها وما هي إلا تعبير عن توقهم عن المطلق بصور متعددة ورؤية الله فيه. هم يرون الله ويعاينونه من خلال كل هذه الرموز. ما هو التفلسف يا أخي كنعاني؟ وما الفارق بين التفلسف وظهور الفكر الديني؟ ألعل الفكر الديني مرحلة سابقة بشكل ما لمرحلة التفلسف؟ وعليه ما المانع أن يكون الفكر الديني هو بداية العقل ذاته وهو يسعى نحو تفسير لغز الوجود وربطه باللا متناه....
سواء حدث المطر بشكل طبيعي أو صناعي ففي النهاية له مصدر رئيسي. أنا كرجل بدوي بدائي أتصور الله يجلس في السماء وينزل المطر حيث هو جالس على الكرسي وينظر من فوق لتحت في كبرياء. الفكرة ليست خاطئة تماماً وبها جزء من الصحة. في النهاية هناك "علة العلل" والسبب الغير مسبب والذي يسبب كل هذه المسببات. حينما تصورت الله يجلس في الساء وينزل المطر لم تكن معلوماتي في الفيزياء قد تطورت ولكن من قال إن الفيزياء تبدأ من كبلر وآينشتاين وفاراداي؟ الفيزياء تبدأ من ملاحظة الطبيعة والتفكر في السماء والأرض وتسجيل هذه الملاحظات والبناء عليها. في قناة الـ science رأيت حلقة عن آينشتاين حيث الممرضة كانت تلبس صليب وسألها آينشتاين: هل تؤمنين بالله؟ أجابت نعم.. و...وأنت؟ هل تؤمن بالله؟ أجاب: نعم ولكن أؤمن بحديقة I believe in a garden فتبسمت وقالت له: والجنايني كمان؟ and the gardener too? فرد عليها: والجنايني كمان وأنا طوال هذه السنين وأنا ألاحق هذا الجنايني أثناء عمله and the gardener too and all these years I have been catching the gardener in his work.
صدقني يا كنعاني: لم أشاهد هذا على محطة دينية ولا صبر لي شخصياً على المحطات الدينية ولكن على محطة Science وأنت عشت في أميركا وتعرفها أحسن مني.
وهناك كتاب صدر عن دار أكسفورد عن آينشتاين اسمه "خفيّ هو الرب" Subtle is the Lord ويتناول حياة آينشتاين ومجهوداته العلمية. على فكرة هذا الكتاب يمكن أن تتحصل عليه من الرابط التالي:
http://rapidshare.com/files/67556542/2806726.rar
لست سطحي فأقول إن آينشتاين كان مؤمن بالله أو يدعو للإيمان بالله أو أضعه في فسطاط المؤمنين دون غير المؤمنين إلخ ولكن لفكرة الله كان دور كبير جداً في فيزيائه وهذا أمر يعرفه جميع المنشغلين بالفيزياء.
ضع في الاعتبار أمر هام يا أخي العزيز:
عصر الكيمياء سبقه عصر الخيمياء ولولا الخيمياء لما عرفنا الكيمياء.. عصر التنجيم سبق عصر الفلك والرصد الفلكي ولولا الأول لما عرفنا الأخير وهكذا دواليك. كلها أجزاء في سلسلة مركبة ولا يمكن ببساطة الاستغناء أو التنكر لواحدة دون الأخرى. رجاء لا تتسرع وتكرر ما يقوله الملحدون العرب في عصبيتهم وغضبيتهم من أقوال الخرافة ومثل هذا الكلام. مثل هذا التفكير يمت لمرحلة القرن 18 أو الـ 19 بالكتير والملحدون في الغرب أنفسهم تجاوزوه تماماً.
أريد أن أذكر كتاب لفت نظري وهو فينومينولوجيا الروح لدى هيجل:
http://rapidshare.com/files/182306435/0521874548.rar
نهارك سعيد.