سوري حر .
يا عزيزي .
ربما تكون قد اكتشفت أن نادي الفكر ليس أنسب مكان للمهاترات كما تظن ، طالما تطرح سؤالا لماذا لا تنتظر الإجابة ، بدلآ من الحديث عن عمالة و تواطؤ مصر و السعودية ، فهذا الإتهام مثلا لا يفسر لماذا وافقت الدول العربية بطريقة رسمية على المبادرة المصرية ،وهذا لا يفسر كون السعودية و مصر أهم الدول العربية باعتراف العالم ، وهذا لا يفسر لماذا عمل مبارك شخصيا – لدرجة إراقة ماء الوجه - على تهدئة تركيا و منعها من غزو سوريا بسبب دعمها الإرهاب ( حزب العمال الكردستاني ) في تركيا !، و هذا لا يفسر لماذا دعمت مصر و السعودية تحديدا بشار الأسد في خلافة أبيه حفاظا على استقرار سوريا الهش ، فقط سيكون اتهامك مفهوما لو تصورنا الحكم السوري خائنا و عميلآ ، ولو تصورنا كل الحكومات العربية بما في ذلك السلطة الفلسطينية الشرعية خونة و عملاء ، فهل هذا ما تقصده ؟.
أما الحديث عن أشباه الرجال و أشباه العيال و أشباه النسوان فسوقية لا تعيي أحدا ،و يمكن لأي تافه أن يستأجر جوقة شتامين بجنيهات قليلة ، ولا أعتقد أن مبارك الرئيس المشارك في مجموع المتوسط ،ولا الملك عبد الله بقامته الهائلة ، سوف يحفلان بشتائم بشار ، فالشتائم من شيم الصبية و الترفع فضيلة الرجال ، و بشار لم يقنع أحدا أبدا بأنه رئيس سوريا حتى يغضبون من سوريا بسببه ، فسوريا أكبر من حافظ و من بشار كثيرا ، بل هي أحد المعتقلين في سجون بيت الأسد .
نعود إلى جوهر الموضوع ، رغم أن الأخ ماجد جمال الدين قد أوضح لمن يريد أن يعرف حقيقة مؤتمر الدوخة كما يطلق عليه ، أحب أن أؤكد على بعض النقاط .
1- هذا المؤتمر لا علاقة له بالقضية الفلسطينية كما أوضح بجلاء أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية المناضل ياسر عبد ربه ، و لكنه ينتمي لمشروع إقليمي فارسي و لتصفية حسابات إقليمية ،و حفظ ماء الوجه لجماعة طهران في دمشق و عزبة الدوخة ، و هو يساهم في شرذمة العرب و تفرقهم ، هذه الشرذمة و الصراعات يدفع الفلسطيني وحده ثمنها .
2- مؤتمرات القمة هي أعلى سلطة عربية ، و من الأهمية المحافظة على هذه المؤسسة ، و عدم تركها رهنا بمغامرات الفرس و أذنابهم و هواة السياسة من الأقزام كحكام قطيرة العظمى ، فهل سمع أحد بمؤتمرات قمة تعقد كل يومين أو ثلاثة ، حتى لو كانت قمة حارة شكمبا ، ألا يؤدي هذا التخبط إلى إضعاف مؤسسة القمة ،و يحيلها إلى نكتة كما حدث فعلآ .
3- رغم ذلك لقد عقد المؤتمر بالفعل - رغم الخونة في مصر و السعودية - ، فما هي القرارات العظيمة التي خرج بها ،و التي حاول الخونة و العملاء منعها ، هل هناك قرارات لتحرير فلسطين أو حتى الجولان و مزارع شبعا أو حتى تواليت على حدود لبنان !، هل سمع أحد بحشد القوات القطرية العظمى و الإيرانية وقوات حسبولا الإلهية و القوات السورية على حدود الجولان لتحريرها ؟، لا بل مجرد قرار تافه لا يزيد عن تعليق قطيرة و حاكم موريتانيا العسكري للعلاقات مع إسرائيل بشكل مؤقت ( 24 ساعة مثلا ) ، و أتسائل كما فعل ياسر عبد ربه – والله راجل و ليس عيلا مثل بعضهم – لماذا أصلا تقيم قطر و موريتانيا علاقات مع إسرائيل ، مصر استردت أرضها لهذا سالمت – مضطرة - بعد حروب طوال ،و لكن عزبة قطر ماذا يجبرها على ذلك ، سوى شراء رضاء أمريكا لحمايتها من السعودية بعبع الخليج ، التي التهمت ثلث قطر في حادثة حدودية صغيرة جدا بمقياس السعودية !.
4- عندما نتحدث عن قمة قطر لماذا لم نتوقف عند التناقض في كلمة بشار النارية ،و حديث المعلم المسالم عن جهود سوريا مع تركيا و مصر لفرض وقف إطلاق النار في غزة، فهل أعلن وليد المعلم استقلال وزارة خارجية سوريا ؟!.
5- ثم هل يفسر زميلنا الفاضل السبب الذي يجعل وزراء الخارجية العرب – بما في ذلك دول الدوخة – يدعمون المبادرة المصرية بلا تحفظات ، ألا يدل ذلك أن هناك دولا عربية متماسكة تواجه المحنة بثبات و عقلانية ،و هناك أنظمة متخبطة لا تفعل شيئا سوى التراذل و الشتائم و الكذب و التخبط ، نعم الكذب ومن يقارن حديث الشيخ حمد عن الذبح و التسجيل الذي أذاعته السلطة الفلسطينية الشرعية ، سيدرك من نواجه كعرب من يعبثون في قطر و في دمشق الأسد و في طهران و إسرائيل ، مجموعة كذابين في إسرائيل و قطر و مخابيل و متهووسين في إيران و مهرجين في دمشق الأسد .
يبقى لي تعليق عن الحوارات الجانبية التي اعتذر للزميل السوري طارح الشريط عنها .
1- في 1967 هزم جميع العرب و كان ادائهم دون الصفر ،و في 1973 قاتل السوري و المصري كتفا بكتف ،و كان أدائهم جيدا بلا زيادة و لا نقصان ، و كم تمنينا كشركاء في تلك الحرب ورفاق سلاح ، أن يستمر هذا التحالف الجديد ،و لكنه مضى كنسمة صيف سريعا ، و هاهو العداء السوري المصري يعود من جديد كأحد ثوابت السياسة في المنطقة و علينا ألا نستهين به ، بل علينا ان نكون متيقظين و نمنع تأججه ، و لهذا لم أذكر سوريا بكلمة سوء واحدة ،و كل حديثي عن طاغية سوريا الصغير و عملاء الفرس .
2- لا أحب أن نفكر بعقلية سايكس بيكو ،ولا أن ننظر لبعض من خلال تعقيدات السياسة ، الفلسطيني هو جزء من الكيان العربي الواحد ،و لو سارت الأمور في مجراها الطبيعي ، لكان عمدة القدس من صعيد مصر ،و كان رئيس المجلس النيابي في مصر من نابلس أو حيفا ،و كان رئيس وزراء موريتانيا العظمى من اليمن و هكذا ، فعلى الأقل لنتوقف كشعوب عن حديث المن و التعالي ، و لا فائدة من السجالات الطائفية و الإقليمية .
3- نعم لقد أفسد بعض الفلسطينيون قضيتهم بقبول التدخلات الخارجية و المال السياسي ،و لكن لنتذكر أن العرب و الإيرانيين هم المسؤولون عن ذلك ، فالرشوة جريمة مزدوجة ، و نتذكر أيضا المناضلين الحقيقيين الذين رفضوا التدخل الخارجي و حافظوا على إستقلال قرارهم الوطني ، و لدينا منهم الكثيرون و يستحقون منا كل تقدير مهما اختلفنا معهم ،ورحم الله أبو عمار و أطال في عمر أبو مازن و رفقائه الأبرار و كل فلسطيني وطني غيور مهما كانت إنتمائتهم .
و رحم الله الشهداء .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	أفكار في القمة .	بهجت	61	15,347	09-04-2011, 01:03 AM آخر رد: Narina
	القمة العربية وازمة " معمر القذافي".	تمثال الحرية	10	2,835	04-01-2009, 02:19 PM آخر رد: ماركيز
	بين قطر والسعودية	أحمد كامل	1	560	02-19-2009, 09:50 PM آخر رد: أحمد كامل
	مؤتمرات القمة... والواقع العربي	لايبنتز	1	557	04-08-2008, 10:41 AM آخر رد: لايبنتز
	ملاحظات أولية حول القمة العربية	ابن سوريا	15	2,756	03-30-2008, 04:28 PM آخر رد: أبو إبراهيم