طارق التاريخ لايقرا هكذا ظاهريا بكل بساطة هناك امور خفية غير ظاهرة تساعد على فك شيفراته واسراره .

حرب 67 في الاساس كان المقصود منها عبد الناصر فقط ولا غير
وهذا ما تجلت رؤيته بعد احداث 67 عن طريق "جيمس انجلتون" وكيل ادارة المخابرات الامريكية لشؤون العمليات والذي كان مسؤولا في نفس الوقت عن الصندوق الاسرائيلي (وهو المخصص للعمليات السرية المشتركة بين امريكا و المؤسسات اليهودية والصهيونة في العالم وهو مؤسسة بدات نشاطها وقت الحرب الباردة لاسيما في البلدان الاوربية الاشتراكية لما لليهود وجود مؤثر ونافذ في مجال المعلومات ) الى جانب انه كان مسؤول عن صندوق اطلق عليه وصف (برميل الزيت) وهو صندوق لتمويل النشاط السري الامريكي حيث يصعب الحصول على اعتمادات مفتوحة له من الكونجرس حتى لايفسد الهدف المطلوب له عن طريق جمع الاموال من رجال البترول في امريكا دون ان يعلموا بالهدف الذي تجمع من اجله تلك الاموال

وان كانت عملية اصطياد عبد الناصر كانت محصورة فقط في مجموعة ضيقة من الافراد لايزيدون عن خمسة اولهم الرئيس الامريكي جونسون ومستشار الامن القومي روستو ومدير المخابرات الامريكية ريتشار هيلمز و روبرت كومر مسؤول مجلس الامن القومي ثم جيمس انجلتون الذي كان اكثر المتحمسين لتخلص من ناصر واطلاق العنان لاسرائيل في الحصول على هدفها من احتلال الضفة الغربية وان تضرب عبد الناصر كمطلب امريكي حتمي وقد سميت تلك الخطة عملية اصطياد الديك الرومي وهو التعبير الذي استخدمه الرئيس الامريكي جونسون بنفسه خلال اجتماعات جرى فيها اطلاق العنان لاسرائيل في الشرق الاوسط اثناء انشغاله بحربه في فيتنام حيث اطلق عليه ذلك الوصف لانه كان يراه على انه يمشي بالمنطقة مختالا بنفسه كـ الديك الرومي

وكانت تلك العملية معروفة في دائرة ضيقة باسرائيل اقتصرت على ليفي اشكول وجولدا مائير وشيمون بيريز وثلاثة عسكريين على راسهم رابين والجنرال وايزمان وايجال اللون

لكن كيف يتم اصطياد الديك الرومي ؟ الاجابة سوريا فهي عنصر الاثارة التي يمكن استغلاله حيث كانت بالنسبة لاسرائيل واهدافها وخطة الديك الرومي كالتفاحة الناضجة التي سقطت والتي ستطاد الطعم الحقيقي للخطة في القاهرة فاسرائيل كانت تستفز وفي نفس الوقت النظام في سوريا كان متلهفا على ان يقبل الاستفزاز

الجبهة السورية مع اسرائيل كانت مشتعلة منذ العام 66 وكانت في بعض الاحيان تصل الى اشتباكات المدفعية وغارات الطيران وتسلل بعض الوحدات الفدائيين الفلسطيين من جهة ووحدات الكوماندوز الاسرائيلة من جهة اخرى ، حتى جلعت ليفي اشكول يعلن بالكنيست عام 67 يوم 5 ابريل ان الطريق لدمشق اصبح مفتوح ، يعني باختصار كان موقف دمشق وعصبيتها هو بداية رفع الستار عن المشهد العربي الذي تنتظره اسرائيل وامريكا بفارغ الصبر

حتى مع انطلاق ما عرف بالحشود الاسرائيلية على الجبهة السورية ، كانت سوريا وعن طريق وزير خارجيتها تعلن ان سوريا تحمل اي اسرائيل اي اعتداء يقع عليها وان سوريا لن تكون لوحدها بل معها الحلف العربي التقدمي - يعني مصر بالبلدي - هكذا دون حتى استشارة مصر التي كانت تربطها بظباط دمشق الخمسة محمد عمران وجديد و عبد الكريم الجندي واحمد المير وحافظ الاسد علافات فاترة

ثم وقع جمال عبد الناصر بعد ذلك في اخطاء الحساب واعلن مساعدة سوريا بالتدخل عسكريا لنجدتها اذا تعرضت لعدوان اسرائيلي وطلب انهاء عمل قوات الطؤارى واغلاق المضايق فتم اصطياده عن طريق الكمين الذي نصب له في دمشق . ..