أخي العزيز فلسطيني كنعاني:

معظم الأقباط الذين يعملون في "منظمات" أعرفهم تقريباً. بسبب ظروفي تأتي مناسبات وألتقيهم من حين لآخر. هم قد يسمون أنفسهم منظمات ولكنهم في الحقيقة لا منظمات ولا يحزنون. كيف يؤيدون ما يحدث في غزة وهم لا يقدرون الدفاع عن أبسط حقوق القبطي بمصر؟! هو كمن أنجبوهم أي أجدادهم العرب والثقافة العربية التي تحتويهم: ليسوا إلا ظاهرة صوتية فقط. جعجعة وكلام ولكن ليسوا منظمات. من يسمع منظمات يفكر المنظمات الصهيونية في أميركا وما تملكه من ثقل يؤثر على الإعلام!!

وجود بعض الأقباط ممن يفكرون بالتضامن مع فريق صهيوني ضد فريق فلسطيني - وضع في الاعتبار أنه تضامن لفظي لا يؤثر في قليل أو كثير بالمرة!! - ربما مرده أنه دائماً ينظر للأغلبية المسلمة الساحقة له على أنها الخصم وعدو عدوي صديقي. ربما. أنا شخصياً لا أفهم أقباط المهجر ورغم أن الكنيسة القبطية هنا بيني وبينها حوالي عشر دقائق وهذه فرصة مناسبة لتكوين صداقات مع ناس يتكلمون لغتي إلا أني لا أتحدث لأحد وأعيش تقريبا في نادي الفكر من حيث التواصل مع من يتكلمون لغتي لأن مساحة الرقي واتساع الأفق أكبر بكثير من الجو الكنسي.

لا عليك من أصوات ناعقة هنا وهناك ولا تقدم ولا تؤخر.

نهارك سعيد.