عزيزي يجعله عامر:

نعم البلد فيه نماذج إشعاعات ولكن من أي نوع؟ من يؤذنون في مالطة؟ من هم في سرب يغردون وبقية السرب له نغمة أخرى هي السائدة؟ بماذا تفسر الضجة الإعلامية في مصر عند خروج كتاب مثل كتاب السيدة بسنت رشاد رغم أنه لا يحمل أي شيء بالمرة؟ يا "يجعله عامر".. يا صديقي.. هذه ليست أول مرة يثور فيها المصريون على "كتاب". سبق وأن ثاروا على رواية وليمة لأعشاب البحر وسبق أن ثاروا على رواية نجيب محفوظ. لاحظ أن الثوران والفوران هو منصب على عمل فكري وعندما تسأل واحد فيهم عن ما قرأه مما حدا به لدفع الجماهير لتتبعه في هذه التظاهرة وذاك الثوران تكتشف إنه أصلا لم يقرأ شيء وإنما انساق لما سمعه من القيل والقال. وإن كانوا أصلا بهايم ولا باع لهم في الفكر ما الداعي يا "يجعله عامر" لتأليب الناس على ضعاف البنية الجسمية وكبار العقول من الكتاب والمفكرين؟ أليس في هذا دليل على أن المستوى العام بمصر أقل بكثير مما هو عليه الحال في بلد بدوي كـ سوريا؟؟؟؟؟!!! رواية أعشاب البحر لم تستفز أبناء بلد المؤلف ولكن كأي عمل كتابة عبر وجاء غيره وغيره وتركوا الابداع وشأنه. في المقابل ستجد أن دعاة إعلان شأن المصرية وإزكاء مصر وفصلها عن المجتمع العربي وكأن الله خلق مصر في قالب وخلق العالم العربي كله في قالب آخر ومصر أفضلهن جميعا!!!!!!!!! بالمقارنة نجد أن ردة فعلا الشارع المصري لم تصل حتى إلى ردة فعل البدوي في بلاد العرب وإنما المصري على المستوى العام أدنى منهم بكثير من حيث الوعي والاستيعاب الفكري. كيف تفسر أن كتاب وليمة أعشاب البحر لم يحرك ساكن لدى أهل سوريا وفي المقابل الناس ضربت الشرطة والشرطة ضربت الناس وحصلت جراح وبلاوي سودا؟ وبأي حق يثورون وهم أصلا بهايم؟! هل للبهايم أن تثور؟ لها أن ترتقي أولاً وتصبح في عالم الإناسة عبر مسيرة التطور وبعد ذلك تعترض اعتراض الأناس البشر لا أن ينطلقوا كالبقر المنفلت من الزريقة في غوغائية.

هل تجد لي سبب واحد يبرر ثورة هؤلاء الغوغاء على كتاب بسنت رشاد؟ هات لي سبب واحد. أنا قرأت الكتاب وما يساويش تلاتة أبيض. لكن الإعلام ينقلب ويتم قرص واحدة مثل السيدة بسنت رشاد من أذنها ويقال لها عيب ولا تتطاولين على أشرف الخلق ومش عارف إيه.... هؤلاء هم أرباب الفكر. لم نسمع يا "يجعله عامر" عن رجال الدين أو رجال الفكر يخرجون للدفاع عنها وإنما سمعنا فقط صوت الفرقعات الإعلامية والبمب في كل مكان والثوران والغليان والطرطشة. لم يوجد رجل واحد في هذه البلد يا "يجعله عامر" يدافع عن حقها في أن تكتب ما تكتب؟ إذا هم سدنة البلد ولهم القول الأول والأخير والقول الفصل والأول والأخير في يد حفنة من الرعاع يلبسون البنطلون والقميص ويحفظون كام بيت شعر من كتاب التربية القومية.

هل يحدث يا "يجعله عامر" في أي بلد عربي ما يحدث في مصر الآن على أثر طباعة كتاب ونشره؟ هات لي بلد عربي واحد يتظاهر على كتاب والشرطة تضطر لاستخدام القوة لتفريقهم مثلما يضطرون للتعاطي معهم في مصر.....