أخيرا اتت الديموقراطية ،و أضاءت العراق بنورها الوهاج :

و اخيرا اتت الديموقراطية الى العراق فوق الدبابات الامريكية ،و اسنة زماح الغزاة . رغما عن كل نظريات القومويين ،و السلفيين الدينيين ،و الشوفينيين الذين لا يرون ابعد من ارنبات انوفهم . اخيرا وصلت اول ديموقراطية حديثة الى عراق الاستبدادا القديم ، عراق القمع التلاريخي، عراق بعث صدام المنهار ، عراق الطائفية التي حكمت العراق لاكثر من 1400 سنة بشاورما الحديد و الدم و النار ، تحت اسماء مختلفة . اليوم يحتفل العراقيون داخليا ، بقلوبهم ،و انفسهم ،و سرائرهم ، بهذا اليوم المشهود ، اول يوم لديموقراطية شاملة للعراق بكافة طوائفه و فئاته و اثنياته ( لم ننسى ان المنطقة التي لم تحدث فيها الانتخابات لها وقت محدد ستجري فيه ) . و بكل بساطة يفوز العلمانيون ، على السلفيين الدينيين الذي اشعلوا العراق سابقا بناء طائفيتهم ،و نار تعصبهم ،و نار ارتباطهم بالخارج الايراني او السوري . العراق لاول مرة في التاريـــخ العربي ،يعمل على ان تكون هناك نسبة 25 % من النساء في البرلمان العراقي ،وهو مطلب حق من اجل تحرر المراة و مشاركتها في مسؤولية السياسية و منحها الثقة ، ليكون لها دورها البناء في رفع المستوى العام للمرأة العراقية .
لقد فشل الرجعية العربية بكل قدراتها من ان تحد من تقدم العراق و سيره على السكة الصحيحة ،و لكم قلناها في شريط طويل طويل طويل ،مدعم بالوثائق المتسلسلة التي تبين كيف يمكن للعراق ان يصل الى الديموقراطية مع اسقاط رمز الاسيتبداد ،و مع تواجد قوات محتلة ، بطلب من مثقفي العراق التقدميين و الذين ارادوا الخير للعراق ،و لشعبه . ربما الآن يشعر الكثيرون ممن اتهمونا بالعمالة و الصهينة وز الما الى ذلك ، بانهم هم من كان يؤذي العراق بافكاره و تعصبه و فاشيته و شوفينيته ، تحت اسماء مختلفة ، مثل التقدمية و الوطنية و الشيوعية و القومية و الدين و الاسلام و كل تلك التعابير التي لا تقدم ولا تؤخر في حال اراد المرء ان يقرا الاحداث بدقة و يفهم الى اين تسير الامور في بلد ما عبر تاريخ متسلسل من الحوادث و الترابطات المنطقية .
نرحب بالعراق الديموقراطي الذي خاض انتخابات نزيهة اشرف عليها المئات من المراقبين الدوليين و الاجانب ، كيلا يتهم المراقبون العرب ، اذا كانوا عربا ، بالانحياز لتلك الفئة ،او لغيرها . و عسى ان تتحول بقية الدولى العربية الى الديموقراطية ، مهما كان الثمن باهظا . فمن لم يمت اليوم سيموت بعد حين ، لكن الديموقراطية لا تصل ما لم يدفع ثمنها ، مهما كان ذلك الثمن .
قلناها منذ سنين ، بان الديموقراطية يمكن ان تاتي على ظهر دبابة ،و لقد وصلت قبل العراق الى اليابان على وهج قنبلة نووية ،ووصلت الى المانيا تحت احتلال مباشر،ووصلت الى كوريا بتعاون تام مع امريكا "الامبريالية " !

سنرى الآن كيف سينظر اولئك الذين كانوا يعاندون - في تعصبهم الاعمى ،و في رؤيتهم الضيقة ، القصيرة المدى - فكرة ان الديموقراطية يمكن ان تنقل الى اية دولة كما تنقل البرامج التعليمية . و لن ندعي ان الديموقراطية العراقية الحالية - بعد ذلك التوافق الرائع بين القوى السياسية العراقية - هي الديموقراطية المثلى ، لكن الزمن ،و الارادة العراقية ، كفيلين ، لشعب عانى و كثيرا،و حمل النير طويلا ، ان يتعلم كيف يحافظ على حرياته . و ليتعلم ساسة المعارضة السوريون ، الذين كانوا يخفون خوفهم و جبنهم من التعامل مع امريكا ضد اسقاط نظامهم الذي يكرهونه اكثر من كرههم لاسرائيل نفسها . ليتعلموا من التجربة العراقية ،و ليتجاهلوا تلك النصائح الشيوعية البالية ،و السلفية الصفراء ،و القوموية المتربصة بهم . و ليعلموا ان لا حرية تاتي عن طريق الحاكم المستبد ،و لا تحرر يمكن ان يحدث بحجة الحفاظ على نظام استبداداي خوفا من احتلال الاجنبي .

بوركت يا شعب العراق ،و مبارك لك هذا اليوم المشهود . و عسى ان يتطور و يتحسن النطام الديموقراطي في العراق ، ليصبح امثولة تحتذى في كل انحاء العالم .

تحياتي .

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟	Awarfie	281	58,959	01-12-2012, 02:15 AM آخر رد: طيف
	ديكتاتورية العلماء الديموقراطية	Egyptian Humanist	4	2,133	11-01-2009, 08:21 AM آخر رد: Egyptian Humanist
	الديموقراطية الآن .	بهجت	24	4,325	11-14-2007, 11:18 PM آخر رد: بهجت
	هل بدأ العد التنازلي لتفتيت العراق ؟ : انزال علم العراق باقليم كردستان	ابن نجد	222	55,031	10-14-2007, 02:11 AM آخر رد: ابن نجد
	هل تهتم امريكا بنشر الديموقراطية في الشرق الاوسط ؟	Awarfie	14	2,920	03-29-2007, 11:47 PM آخر رد: إبراهيم