الزميل زكي العلي:-
في البداية ابدي تحفظي على مصطلح " الظلامية" والذي ورد في عنوان موضوعكم وهو وصف مطاطي لا يحمل اسس علمية او دلالات منطقية بل يتمثل كنوع من السباب على شاكلة رجعي متخلف وملعون الوالدين او كافر زنديق عميل خائن؛ فنتمنى ان نبتعد عن هذه اللغة لارساء اسس قوية قائمة على تقبل الاخر والتكيف معه للوصول الى الافضل.

واتساءل زميل عن سبب قلقك في ظل انتشار "موجة" حماس وحزب الله، في حين ان الامة منذ زمن بعيد وتعيش في دوامة من الجهل والتخلف والهزائم والتراجع والتبعية، فهل ما عليه الامة من تخلف وترنح وتبعية لا يقلق واي مقاومة ومحاولة للنهوض هو القلق والخوف، ام لا بد ان تكون المقاومة وفق فكري المحدد وفلفستي الخاصة لاحكم عليها انها صالحة وخيرة وتستحق ان تعيش.

اعتقد ان لديك فكرة خاطئة جدا عن طبيعة حركة حماس على الاقل والذي استطيع شرح وجهة نظرها ومبررات سلوكها بشكل كامل، مع يقيني ان هناك معلومات خاطئة سببت خوفك ورعبك، فحماس يا زميل لا تصنف من الوحوش الاكلة للحوم البشر، ولم تهبط على الشعب الفلسطيني من المريخ
بل هي حركة شعبية بالدرجة الاولى،فازت بانتخابات ديمقراطية بنسبة لم يسبقها اليها، لانها قريبة من هموم الطبقة الكادحة،و قامت على اساس مؤسساتي له قيمه وانضباطه وقوانينه. لديها رؤيا واضحة ولا تقوم على العنف الا بدرجة ما تتعرض له من تضيق وخناق وملاحقة.
هي الاعب الاكبر في المقاومة والسياسة الفلسطينية، لا تقتصر مقاومتها وجهودها على العمليات المسلحة، وتطالب بالشراكة الحقيقية في المؤسسات الفلسطينية على اساس الانتخابات لا اساس المحاصصة.
لديها برنامج اصلاحي تعطيه اولويتها حتى على العمل العسكري، فهناك مخططات لاعمار غزة حتى قبل ان تهدم ولكن المجتمعين الدولي والاقليمي الظالمين فرضا عليها الحصار الجائر الغير مبرر، ورفضا التعامل معها وفرضا شروطهما الغير منطقية والتي اساسها الاعتراف باسرائيل قبل اقامة الدولة الفلسطينية، ونبذ المقاومة بدون ان يضمن وقف للعدوان الوحشي الاسرائيلي.

الشيء المقلق هو محاولة شطب هذه الحركة من معادلة الشعب الفلسطيني والابقاء على من ترضى لهم الولايات المتحدة واسرائيل للعب في مساحة ضيقة يحددها العدو " كاستقرار اقتصادي" في كنتونات معزولةمنزوعة السلاح " الضفة الغربية مثالا" .

ما يقلقنا هو استمرار التوهان العربي في صحراء التخلف والفقر والعجز والتبعية للعالم الدولي الظالم، وعدم السماح لحركات التحرر الوطنية للانعتاق من هذه القيود، واستمرار دكتاتوريات عربية تطحن شعوبها، وتمزق احلام شبابها، وتقذف بطموحاتنا في غياهب النسيان.