ليس بعيدا عن محاولة تبديل المعادلة السياسية ظهر الرئيس الفلسطيني (المنتهية ولايته) محمود عباس من القاهرة أمس، ليرفع حدة التناقض الفلسطيني ويضعه ضمن حالة الاستقطاب الإقليمي بعدما أعلن أن "الآخرين" بعملون وفق "أجندات غير فلسطينية.

ورفض عباس الحوار مع (حماس) يتزامن مع تهديدات حكومة العدو الإسرائيلي بشن هجوم جديد على غزة، وهو ما يكثف الضغوط على المقاومة الفلسطينية وربما يهدف حسب بعض المصادر إلى قطع المحاولات الأوروبة لفتح قنوات مع حماس، لكن نفس المصادر اعتبرت أن هجوم عباس هو في النهاية يحمل عاملين:

الأول قطع الطريق على أي دور "غير مصري" في مسألة التهدئة أو المصالحة، فهو اعلن موقفه من القاهرة وهاجم فصائل المقاومة التي تتحرك من دمشق، حيث ركز وبشكل كبير على الدور المصري وذلك عشية لقاء سيجمعه مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك والوزير السعودي سعود الفيصل.

الثاني محاولة عدم تغيير قواعد اللعبة السياسية في عملية التسوية والواضح أن السلطة غير مرتاحة لأي احتمال بفتح حوار أوروبي مع حماس، حيث كشفت مصادر أوروبية مطلعة أنه منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة بدأ حراك من أجل تغيير السياسة الدولية باتجاه حماس، مؤكدة أن مبادرات كثيرة تلقتها الحركة أهمها ما تم تسليمه إلى قياداتها في سورية وأبدت القيادات تحفظها عليه، والمبادرة الثانية جاءت مشتركة ـ بحسب المصدر نفسه ـ بين فرنسا ودولة أوروبية تربطها علاقة وثيقة مع دمشق، واعتبر البعض المبادرة الأخيرة واقعية من سابقتها ولكن تحتاج من حركة حماس للدراسة والبحث.
وحسب مصدر فلسطيني مطلع فإن هناك سباق سياسي تخوضه السلطة قبيل الانتخابات الإسرائيلية، حيث أوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لسورية الغد أن السلطة ومعها بعض العواصم العربية تريد بلورة موقف فلسطيني قبل أن يعود المبعوث الأمريكي جورج ميتشل مرة أخرى إلى المنطقة، واعتبر المصدر ان المبادرة التي قدمتها بعض الأطراف الأوروبية يمكن ان تغير من التوجه الدولي تجاه السلطة وحماس وهو ما يدفع عباس إلى البحث عن صفقة.

وحسب مسؤول أوروبي فإن المبادرة التي قدمت لحماس تحوي (رزمة إغراءات) تمنح الحركة الكثير من المطالب التي كانت تبحث عنها طوال السنوات الماضية، مقابل إعلان الحركة وبشكل علني الاعتراف بـ (المبادرة العربية للسلام) ودعمها بكامل بنودها، دون اية تحفظات، وأن تعلن أيضا عن رغبتها ان تكون جزءا من التحرك السياسي لتحقيق (السلام) وصولا الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب 'اسرائيل'.

وتطورات الساحة الفلسطينية رافق تهديد مصدر أمني 'إسرائيلي' في تصريحات صحفية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعد بنك أهداف جديدة لقصفها في قطاع غزة تمهيدا لعملية عسكرية محتملة في القطاع.

وكان الطيران الحربي 'الإسرائيلي' شن أمس غارات جوية عدة على جنوب ووسط قطاع غزة دون أي تقاريرعن وقوع إصابات .وقال احد الشهود أن طائرات(إف 16 ) قصفت موقعا للشرطة في النصيرات وسط قطاع غزة بصاروخين كما قصفت الطائرات الأنفاق على الحدود مع مصر بما لا يقل عن سبعة صواريخ. نواب مصريون مستقلون ومعارضون، حكومة بلادهم بالتواطؤ مع 'إسرائيل' وذلك بعد يوم من إعلان الجانب المصري عن تركيب كاميرات مراقبة عند الحدود مع قطاع غزة لمراقبة معبر رفح ومنع 'تهريب الأسلحة'. كما أعلن النواب أنهم سيقاضون الحكومة المصرية لإلزامها بإدخال مساعدات الإغاثة إلى قطاع غزة.
وفي سياق المساعدات الإغاثية يتوجه ثاني وفد طبي سوري إلى القطاع لتقديم المساعدات إلى الجرحى والمصابين جراء 'العدوان الإسرائيلي' على غزة.

وكالات