ذهبت السكرة وجاءت الفكرة...
بعد أن هدأت الأوضاع نسبيا في العراق...أنقطعت تدريجياً الأسباب بيننا وبين عصر صدام حسين...
راحت أيام البعث وستذهب تدريجياً أيام الإحتلال والتفجيرات والتدخلات الأجنبية..
تدريجياً ستفتر ثورة العواطف..

سوف لن يبقى سوى الإنسان العراقي الذي أرجو أن يكون قد تعلم درساً قاسياً...درساً كما أدماه فتح أمامه افاقاً رحبة ..
العراقي هو من خاض التجربة..العراقي هو من فجر وفخخ وهو من مات و جرح..
العراقي هو من قتل أخيه في الوطن وهو من حارب الأمريكيين وهو من قاد الصحوات وهو من أخطأ وأصاب وهو الذي تعلم...

كما أعيب عن من يتدخل ويقرر ويتحدث بلسان العراقي while he's never lived in his shoes.......أعيب على العراقي "طبعا لا أقصد شخصاً بعينه" الذي يلوم الجميع على ما وصل إليه..العرب التكفيريون..إيران الصفوية..الأردن..نظام البعث..السعودية.. الفلسطينيين والمصريين الذين سكنوا العراق إبان صدام و كأن الذي نفذ الدجيل وضرب حلبجه بالكيماوي وفجر جسر الأئمة و ثقب الرؤوس بالشنيور لم يكن عراقياً......الكل ملام عند بعض العراقيين ....سواهم...

القضية ليست إحتلالاً أمريكياً والسلام...هذا تبسيط مخل...القضية قضية وطن يجبر على الدخول في عصر العقلانية كي لا يفنى...وطن لا يملك رفاهية أن يعيش متخلفاً..وطن يتعرض لاختبار قاسٍ في هويته الوطنية وهو ليس جاهزاً له...
صدق من قالها كلمة حق يراد بها باطل....إنه المخاض...ولكنه مخاض عراق جديد..
تقدم إلى الغد يا عراق..يا أعرق بلاد العرب..سيتذكر الأجداد تلك الأيام كما يتذكر الألمان الحرب العالمية أو يتذكر اليونانيون أوالإسبان حروبهم الأهلية...فبدونها لم يكونوا ليصبحوا كما هم الأن..