بفضل تقديم الزميل كنعاني للدكتور داوكينز وحديثه المستمر عنه ومعه العديد من الزملاء قررت أن أشاهد البرنامج كاملا بجميع اجزائه وشاهدت معه برنامج العقيدة فيروس العقل الذي يتحدث عن طريقة غرس العقيدة الدينية بالأطفال وقررت أن أقرأ كتابه The God Delusion والذي من حسن الحظ اني وجدته في ارشيف ايميلي مرسلا من الاخ ابراهيم عرفات وربما اكتب انطباعاتي عنه بعد ان انتهي من قراءته.

انطباعي الشخصي وبشكل سريع عن البرنامج

لم تعجبني أبدا محاولات داوكينز المكشوفة لاظهار خصومه بمظهر المرتبكين والمحرجين من اسئلته الذين لا يملكون اجابات ولا حتى قناعات ذاتية بما يؤمنون به ، ويحاولون ممارسةالارهاب الفكري للتهرب من الحوار معه بل لاحظت انه يركز على اختيار نوعية واحدة من أشد انواع المتطرفين دينيا من الذين نشؤوا على التلقين والإذعان ولا يعرفون شيئا عن ثقافة الحوار والاختلاف ولم يتعودوا مواجهة مخالفيهم بالرأي بل ولاحظت أنه كان جزء منهم لا بأس به بسطاء التعليم ، لماذا يا ترى تعمد اللعب مع الخصوم الضعفاء مع أنه لا يجهل اسماء العديد من اعلام كبار المفكرين على الجانب الآخر من النهر من خصومه الفكريين.

والاسوأ من ذلك والواضح جدا لكل متأمل في محتوى هذا التسجيل ان القسم الاكبر من الحوارات مبتورة وممنتجة ومنزوعة عن سياقها ليثبت الفكرة المسبقة في رأسه من أن الدين يدعوا الى الارهاب والقتل وعدم التعايش ، اتمنى لو كنت استطيع ان اخاطبه واقول له يا رجل حاول ان تكون موضوعيا اكثر من ذلك هل كل اتباع الدين بالدنيا هم بالصورة المشوهة التي عرضتها ويكرهون بعضهم البعض على هذا النحو الذي عرضته فكيف اذا يتعايش مليارات المسيحيين والمسلمين في معظم بلدان العالم بدون صراعات مسلحة وبدون ان يعادوا بعضهم البعض.

أمر آخر لم أحبه فيه وفي اللادينيين والملحدين العرب عموما هو الاستخفاف بخصومهم وفكرهم وعدم تقدير الخصم حق قدره والاعتراف له بمزاياه والوجوه الايجابية ونقاط القوة في فكره مع أن هؤلاء الأخيرين حققوا نجاحات مهولة عبر التاريخ في نشر عقائدهم واجتذاب الاتباع اكثر مما حققه هو والملحدين في كل الأزمان ليس لاسباب ذاتية فقط تتعلق بمعتنقي الاديان يقبل اكثرهم اي شيء نشأ عليه منذ الصغر ولا يستطيع الفكاك منه كما يوحي البرنامج ولكن ايض لاسباب موضوعية لاسباب تتعلق بالمضمون الفكري للاديان والعقائد ايضا

الايمان يقوم على التسليم بشيء لم تراه وتسمعه لكن عقلك يستطيع ان يستنتجه بسهولة ، كأن أطلب من الزميل كنعاني ان يؤمن بوجود شخص اسمه الحجاج بن يوسف الثقفي او الاسكندر المقدوني او كليو باترا معه انه لم يراهم ولم يشهد وجودهم وهذا يقودني إلى المثل الذي ضربه عن الابريق الصيني والذي يريد ان يوحي للسامع ان المؤمنين بالله يؤمنون به لمجرد انهم لا يستطيعون اثبات العكس (أي عدم وجوده) مع انني شخصيا لو أردت دحض المثال لقلت له ان الملحدين لا يؤمنون بوجود عمال ومهندسين بنوا أهرامات الجيزة فقط لأنهم لم يروا ويقابلوا هؤلاء العمال والمهندسين الذين شيدوها ولم يشهدوا شهادة شهيد *** على بنائها وأنه يجب على علينا أن نصدق أن بناء معقد وتصميم يمكن ان نعده بالـ intelligent design ظهر لوحده بدون قوة واعية أو في أحسن الاحوال لا ندري كيف ظهر وتكون بهذه الصورة بل ولا ندري أيضا كيف تكرر وجوده أيضا عدة مرات على ذات النحو.


*** ملاحظة / (الزميل فلسطيني كنعاني بصفته قرآني سابق يعرف جيدا ما اعنيه لأنه يعرف الفرق بين شهادة الشاهد وشهادة الشهيد حسب المفهوم القرآني ويعرف جيدا ان الشهادة بألوهية ووحدانية الله التي طلبها هي شهادة شاهد لا شهادة شهيد)