{myadvertisements[zone_1]}
تأثير ثنائية أفلاطون في اللاهوت المسيحي- والفلسفة بوجه عام وتأثيرها في هذا اللاهوت
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #1
تأثير ثنائية أفلاطون في اللاهوت المسيحي- والفلسفة بوجه عام وتأثيرها في هذا اللاهوت
نبدأ بـ نكتة:

يقولون إن هناك شيخ جامع اعتلى المنبر ذات جمعة وقال:

أتريدون أن تسرقون وتزنون وتدخلون الجنة؟

يا خي............. ههههههه والبقية تعرفونها.

-------------------------

كلما تبحرت في المسيحية وكلما تبحرت في اللاهوت المسيحي كلما شعرت بمديونية المسيحية للفلسفة الهيلينية وأنها استعارت منها أكبر قسط ودون أن تشعر. هناك جناية أفلاطون على الفكر المسيحي ولا ينكرها إنسان صريح مع نفسه ويتحدث بإنصاف. أحد أبرز الأفكار الأساسية عند أفلاطون هو أن يبين أن النفس تعيقها الثنائية ومفاد هذه الثنائية هو أنه بداخل هذه النفس (والتي قال عنها محمد للأسف إنها "أمارة بالسوء" وما ينطوي هذا عليه من نظرة سلبية للنفس) مـَلـَكـة faculty أو ربما حاسة تمتد للعلاء نحو ما هو إلهي وأيضا قدرة تجذبها إلى أسفل سافلين نحو ترابية الأرض وما يدنس الجسد.

سؤال للعاقلين: لو قرأتم رسائل بولس المفعمة بالكلام عن هذه الثنائية؟ وبصراحة وبدون زعل: هل هناك أي فرق؟ إن بولس بدون شك وبشكل واضح جداً وريث لهذا الفكر الأفلاطوني وكدت أقول إنه أسرف على نفسه في الحديث عن هذه الثنائية الأفلاطونية للروح والجسد.

تسألني: وما المشكلة؟

المشكلة يا عزيزي أن هذه الثنائية وسخت عقولنا وصارت تتحكم في معاييرنا وقياسنا الأخلاقي في الحكم على الأمور. هناك الازدراء بالمشاعر والذي يسميه أباء الرهنبة المسيحية apatheia وتعني باختصار ومن غير لف ولا دوران حالة تبلد فيها الفرح والحزن يستويان عندك باعتبارك ميت عن العالم! صرنا نقيس الأخلاق بقدر ما ننكر من عواطف وميول وأهواء وكله ببركات أفلاطون. نرى الهوى مقابله الرذيلة... تسألني من أورثنا هذا التفكير؟ أقول لك أفلاطون. ونرى أن العاطفة تستوي عند البعض مع البعض. من أورثنا هذا؟ برضو أفلاطون.

الـ apatheia اخترقت اللاهوت المسيحي وصارت مقياس في الحكم على الأشياء من الناحية الأخلاقية. المطلوب منا أن نتجمد كالفرخة الجامدة المجمدة وتعني أن تكون تماماً بلا مشاعر أو أهواء وهذا يعادل ما يسميه البعض في اللاهوت المسيحي الـ theosis أي حالة التألّه على اعتبار أن الله جامد لا يؤثر فيه الفرح أو الحزن في تعابيرهم ومفاهيمهم الرواقية المريضة. المسيحي الذي يصل إلى حالة الـ apatheia يعتبرونه إنسان قد وصل إلى الكمال ونال نعمة التأله. هذا هو أقصى نموذج في الكمال المسيحي عند القديس إكليمندس السكندري ومار اسحق السرياني والأب متى المسكين في حقبتنا المعاصرة. القديس في نظرهم هو إنسان قد تجرد من سلطة الأهواء والمشاعر والتي يراها مرتبطة بالجسد وليست من الروح في شيء. هذه هي ثنائية أفلاطون وكم تبوّلت في عقولنا ونجست لنا عواطفنا وصرنا نقسّم الناس والحياة عموماً إلى فسطاطين: فسطاط الروح وفسطاط الجسد والأهواء. وبما أن المشكاة الأصلية هي أفلاطونية فبالتالي للجسد عالمه وللروح عالمها ولا يختلطان. لذلك نقول في أدبياتنا المسيحية "فلان جسداني" و"فلان روحاني". الجسداني ترشقه نظرات الازدراء والروحاني يلعقون لعابه ويتمسحون به بهدف "ناخد بركة".

بل ديكارت نفسه لم يسلم من هذه الملمة وقال إن العواطف والأهواء بمثابة perturbationes animi إزعاج للعقل لما لهذه الإزعاجات من وجهة نظره من تأثير يجنح بالعقل إلى السلبية وعليه يجب أن يجاهد الفرد حتى يخلص عقله من هذه الحالات من خلال المعرفة الصريحة الدقيقة.

الفكر الرواقي اخترق جميع الأديان للأسف....


ولي عودة.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-05-2009, 09:58 PM بواسطة إبراهيم.)
03-05-2009, 09:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
تأثير ثنائية أفلاطون في اللاهوت المسيحي- والفلسفة بوجه عام وتأثيرها في هذا اللاهوت - بواسطة إبراهيم - 03-05-2009, 09:54 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسالة في ثنائية القرآن والسنة فارس اللواء 0 422 05-28-2013, 07:11 PM
آخر رد: فارس اللواء
  أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار فارس اللواء 13 1,734 04-25-2013, 02:43 AM
آخر رد: فارس اللواء
  على المصطبة تعلمت اللاهوت إبراهيم 0 478 06-07-2012, 04:42 PM
آخر رد: إبراهيم
  ما معنى قول المسيحي للمسلم إن المسيح ابن الله؟ إبراهيم 0 1,213 03-13-2012, 08:11 PM
آخر رد: إبراهيم
  أيها الأخ المسيحي : هل لديك جواب من كتابك المقدس؟. جمال الحر 19 3,736 12-13-2011, 06:47 PM
آخر رد: جمال الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS