كان قد أنكر أحد السادة الوهابيين (ولا يزالون ينكرون)على البعض أنهم يعبدون الله لا طمعا في جنة ولا خوفا من نار ، وكان أحد المعتدلين يناقشه بهدوء ، فقال له ما المانع ان تترك كل شخص يعبد الله على طريقته ، بالأخير هو يريد القرب من الله والاتصال به ، فلان يردعه الوعيد ، فيخاف ، ويعبده ، وفلان يحب الجزاء فيعبد لأجله ، وفلان يترك هذا وذاك ويعبده حبا فيه ، لنترك كل شخص يريد أن يتصل بخالقه يعبده حسب فهمه ومراده ، طالما أن الكل يريد القرب ... ولن نتلو على مسامعك قول سيدنا زين العابدين :
(وإن لله عبادا عبدوه رهبة ، فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة ، فتلك عبادة التجار ، وآخرين عبدوه شكرا ، فتلك عبادة الأحرار) [القول عن المحاسن والمساوئ للبيهقي ].

كذا يفعل البعض فلان يسجد ليقترب ، فلان ينحني على أجزاء القران يتلو ليتحاور مع خالقه ، فلان يصلي ، فلان يصوم ، ولكل وجهة وطريق يبغي بها الحصول على مأموله ، وليس في طاقتي أنا أن أفعل ما يفعله غيره ، فربما صلح معي ان أكون مع من يضربون بالدف ، او يرقصون في حلقات الذكر ، أو يسبحون ، في مرحلة ما حتى أستطيع أن أتدرج في الوصول إليه ، طالما أن الأمر لا يمس شخصك .

الرقص بالفعل وحسب رؤية الرومي تحديدا وما بعد المولوية يجعلك تصعد إلى السماء ، وتردد مع محمد إقبال (روية عن صوفي من أهل الهند) : صعد محمد النبي إلى السموات العلى ووصل إلى سدرة المنتهى ثم رجع إلى الأرض.. "قسما بربي لو أني بلغت هذا المقام لما عدت أبداً".