أخي الحبيب fkr:

أشكرك بشدة على بادرتك الطيبة وروحك الراقية الجميلة وقلبك المعطاء. وفي حين أني أقبل الهدايا دوماً وكلي عرفان وامتنان بل حياتي كلها سارت على ما جاد به الناس معي من عطاء فساعدوني وقدرت بذلك على أن أساعد الناس إلا أني يا أخي الحبيب والطيب الكريم عندما أقبلت على مشروع الكتب الإسماعيلية وشجعت معي الرفاق هنا كان إيماناً مني بحتمية الرسالة وبعد أن وخز قلبي مصادرة كتب لأخي محمد وأراني صورة الفاتورة وكانت ما يزيد على الـ 800 دولار أميركي. عندما ترى إنسان يتعرض للاضطهاد لسبب أو لآخر تضع أفكارك ومعتقداتك جانباً وينصب كل اهتمامك على مؤازرة المضطهدين والانتصار لحقوقهم وخاصة لو كانوا من أهل التسامح ويدعمون روح الإخاء الإنساني مثلما لمست بشكل متكرر مع أبناء الطائفة الإسماعيلية والذين أحسدهم وكثيراً ما تمنيت لو أنهم كانوا الطائفة السائدة بمصر فننجو مما أصابنا في مصر من تطرف ديني رهيب.

أريد للفكر الإسماعيلي أن ينتشر وأريد لجميع الكتب والذخائر الإسماعيلية أن تنتشر وبل فكرت أن أعمل دكتوراة في الدراسات الإسماعيلية وخاصة إني أنوي بجميع الأحوال الإقبال بشكل جدي على دراسات الدكتوراة ولذلك بدأت أهتم جدياً بموضوع اللغات.

وعليه يا أخي الحبيب رجاء لا ترهق نفسك ولا داعي بالمرة لأي تقدمات فأنا وأنت نكافح على لقمة العيش ونحسب حساب الأمور في إنفاق هذا الفلس وذاك الفلس ولا يعيب الإنسان أن يكون مدبر مقتصد. لا أنتظر أي مبالغ مالية بصراحة في الوقت الذي أشعر فيه بالتأثر الشديد من لطفك وذوقك العالي.

ما أتمناه هو أن يتغير عندنا الوضع ويسمحوا لي باستعارة هذه الكتب كما كنا وأنا أقوم بالتصوير كما اعتدنا. أنظر لتكلفة الاستعارة وأجدها 20 دولار وأسأل نفسي: لربما كان سعر الكتاب نفسه أرخص من ذلك بكثير!!

ولكني سأعمل على الحصول على مزيد من الكتب الإسماعيلية من مصدر "آخر" لا أريد أن أذكره ولكنه سيكون أكثر محدودية بالمقارنة لما كنت أعتمد عليه من قبل في استعارة الكتب من جامعات مثل هارفارد وييل وبرنستن وهذه الجامعات الفخمة والتي تقيم للتراث العربي والإسلامي والإسماعيلي وزن كبير جداً أكثر مما يقيمه أبناء الثقافة العربية أنفسهم.

أتمنى كثيراً أن تعبر هذه الغمة الاقتصادية ونعود لاستعارة الكتب دون هذه الرسوم التي جاءت كالكابوس.

وأشكرك أخي سرار يا حبيبنا على كلامك وتشجيعك وروحك الجميلة.

صديقكم:

إبراهيم