الزميل العزيز السرياني،

قد سبق زميلين أو ثلاثة في هذا الموضوع، وقد أشبع الموضوع نقاشا فوق العادة، ولولا مغيبة بعض الزملاء من ملتكم لرأيت حينئذ موضوعا متطاولا يهجز المرء عن قراءته في ليلة أو لياتين ولو تفرغ له.

إلا أننا سنغض الطرف عن كل ما سبق، وسنناقش الموضوع معك كما لو لم يناقش من قبل.

أنت تريد أن تبحث موضوعا لست فيه من المتخصصين، فإن كان الحال كذلم، فدعنا نبحثه معك أنت بالتروي، وبوضع مفاصل للموضوع تحدد علاماته، وبوضع أهداف ينتهي الحديث إليها.
أما إن كنت تريد أن نبحث مع الزملاء البابلي والمتمرد وعبدالمسيح والدليل والبرهان، فقد بحثنا الأمر معهم فعلا، وبمراجعتك للمواضيع القديمة في ساحن الأديان تجد الشيء العجاب.

عليك ملاحظة يا زميلنا العزيز، وهي أنك تناولت أمير المؤمنين الخليفة المظلوم عثمان بالذن والنبز، وهذا فوق أنه محرم عليك، فهو كذلك لا يرضينا منك.
أنت ممكن أن تطعن في موضوع جمعه، ونناقشك طعنك إن ملكت أدلة مقبولة للنظر، إلا أن إقحامك الطعن في شخص الرجل الميت لا نحبه.

أما عن الموضوع، فأنت قلت القرآن، فما هو القرآن عند المسلمين اصطلاحا؟
وقلت الجمع، فما هو الجمع ومتى حدث، وما هي حقيقة ما فعل أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما؟
وقلت التحريف، فما هو تحريف القرآن لغة واصطلاحا؟ وأين تقع شبهة وقوعه؟
وماذا لو ثبت لديك أننا نقرأ ذات القرآن الذي نزل على النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما أنت صانع حينذاك؟