{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كيف تنظر إلى كتابات كامل النجار والعلماء أمثاله؟!
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #6
كيف تنظر إلى كتابات كامل النجار والعلماء أمثاله؟!
يجعله عامر .(f)
لست متابعا منتظما لكتابات هذا التيار و إن فعلت أحيانا .. لست مفتونا بنقد الفكر الديني ، لأني لا أرى الفكر الديني ثقافة جادة تستحق عناء النقد ، سوى من جانبها العملي المؤسساتي ، أي سيسيولوجيا الدين لا عقائده الفكرية ، رغم ذلك لا أرى بأسا من كتبات النجار و غيره ، بل وحتى المقال المنشور ينتمي لنفس الرؤية العقلانية للأسطورة الدينية ،و إن كان ينتقد تطرف بعض كتابات أقطابها ، هناك طوفان من الكتابات السطحية الداعمة للميثولوجيا العبرية سواء في نسختها الأصلية او في منسوخها العربي ، رغم ذلك يصيبنا الرعب من إلقاء أضواءا ولو خافتة تنير دياجيرها الدموية .
يا صديقي .. علينا مبدئيا أن نعرف أن علم التاريخ . Historiography هو (محاولة) تسجيل و تفسير حياة الأفراد و المجتمعات في الماضي بشكل مفهوم و منطقي ، و بالطبع فكتابة التاريخ – خاصة تاريخ الأديان - ليست عملا سهلا ، بل عمل معقد و تكتنفه صعاب عديدة ، ،و ينحصر اهتمام المؤرخين الجادين في جمع و اكتشاف الحقائق التاريخية و تصنيفها و تحليلها و الخروج بالدروس المستفادة ، ونحن نعلم أن المعلومات التاريخية تبقى دائما معرضة للخطأ و الخداع و التحيز في عرضها ، و لكن ذلك كله لا يحول بيننا و محاولة استنطاق ذلك التاريخ حول الأسئلة الأساسية التي تؤرق الجنس البشري .
من النادر أن يحصل المؤرخ على مادته التاريخية بواسطة الخبرة المباشرة ،و لكنه يحصل عليها عادة خلال وسيط ما ، إن مصادر المعلومات متعددة و متفاوتة للغاية ، فهناك الوثائق و الشهادات التي يدلي بها المشاهدون للحقيقة التاريخية ، و مذكرات القادة و الرؤساء و الرحالة ،و هناك أيضا المعلومات المستقاة من مصادر مادية مثل الآثار المكتشفة و الحفريات و الآداب و الأشعار و الروايات بل و حتى الأساطير .هناك أيضا الوثائق التسجيلية مثل الأفلام التسجيلية و الصور و التسجيلات الصوتية ، و أيضا كتب التاريخ القديمة و حتى الكتب المقدسة . إن كل تلك المواد التاريخية ليست هي التاريخ و لكنها المادة الأولية التي يصنع منها المؤرخون علم التاريخ ، بعد معالجتها بحذر و بعين ناقدة ، فنادرا ما تكون هناك حقيقة تاريخية قاطعة الصحة .
إن دراسة التاريخ هو مجهود جاد و مستمر ليس فقط لتوفير المعلومات ، بل أيضا لمعالجتها بشكل منهجي ،و هذا يشمل مراحل متتالية و متزامنة ، فهناك توفير المعلومات من مصادر مختلفة ،و تقييم هذه المعلومات من حيث الصحة و المصداقية ، و تصنيف المعلومات و تبويبها ، ثم نقدها وشرحها و تفسيرها و إنتاج علم التاريخ و نشره و متابعته و تنقيحه ، إن هذه الدورة المعقدة تحتاج مهارات و كفاءات عالية ،وهذا عمل يفوق القدرات الفردية و يحتاج مؤسسات علمية مستقلة قوية و ممولة جيدا ،وهذا لا يتوفر للمفكر العربي المستقل كالنجار و نظرائه .
إن تفسير المادة التاريخية المتوفرة هي عملية مهنية عالية ، لأنك بمجرد اختيارك المادة التي ستقوم بتحليلها و إعادة تركيبها مرة أخرى في صورة تاريخ ، فانك تكون قد انحزت بالفعل لحدث ضد آخر ،مفترضا فيه أنه أكثر تعبيرا عن الماضي . فالراحل عبر التاريخ أشبه براكب قطار ليلي ، يبحر عبر ظلام دامس ، تقطعه محطات مضاءة على مسافات متباعدة ،و على المؤرخ أن يعمل عقله لربط تلك المحطات ، أي لكتابة التاريخ الضائع ،و خلال البحوث تظهر أدلة جدية تؤكد او تنفي تلك الرواية أو غيرها ،و هكذا نبدأ في تصحيح روايتنا عن التاريخ ، و هكذا نبدأ دورة جديدة ، رواية و أدلة و تصحيح ورواية و هكذا ، يستلزم كتابة التاريخ أيضا المقدرة الإنشائية العالية و العلمية.
و ليس قبل العصور الحديثة عندما أعتبر التاريخ علما منفصلا ففي الماضي كانوا يعتبرون التاريخ نوعا من الأدب و القصص المسلية . نعم كان المؤرخون يسعون إلى الحصول على الحقائق و لكنهم يعالجونها كما يعالجون الأدب و ذلك بالتركيز على اللغة الأدبية و اللجوء إلى الخيال لاستكمال الأجزاء المجهولة من الماضي ، و كل التاريخ الديني هو نوع من الأدب .
. هذا لا يعني أن كل ما نعرفه عن علم التاريخ مجموعة أكاذيب، فقط هو غير دقيق ، كتابة التاريخ أصبح علما له فنياته الأكاديمية المتراكمة و الوقورة ، ولدينا بالفعل روايات أكدتها الأدلة المتحصل عليها من الحفريات و النصوص المختلفة سواء الصادقة أو المختلقة فكلها أدلة تاريخية لما حدث و بالذات مالم يحدث ، نعرف الآن أن التوراة مجموعة من الأساطير ،و نعرف ان قصة الخروج مختلقة كلية ،و أن أسطورة العهد مستهلكة و مكررة ،و أن الميلاد الأسطوري لأشخاص مثل موسى و يسوع قصة مكررة بلا نهاية في كل شخصيات الشرق الأوسط القديم ، و حتى ما يتكشف من عدم دقة بعض روايات التاريخ لا يؤكد الأساطير الدينية ، كما أن اكتشاف أكذوبة لا يدعم أكذوبة اخرى ، بل يكشف زيفهما معا .
03-20-2009, 01:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كيف تنظر إلى كتابات كامل النجار والعلماء أمثاله؟! - بواسطة بهجت - 03-20-2009, 01:53 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كامل النجار.. تأملات في تأملاته في القرآن المكي غالي 2 2,520 05-07-2010, 08:48 PM
آخر رد: ماجن
  عن الدكتاتور المعدوم الذي أطل من شرفة القمر - بقلم كامل السعدون Truth 1 946 01-19-2007, 06:19 PM
آخر رد: Truth
  زغلول النجار خلل فى عقل المسلمين arfan 7 1,494 11-02-2006, 04:27 PM
آخر رد: arfan
  كأس العالم للعالم وليس لصالح كامل عمر أبو رصاع 4 942 06-26-2006, 09:08 PM
آخر رد: fares
  خدام حسين كامل السوري الدومـــــري 2 651 01-14-2006, 12:16 PM
آخر رد: الدومـــــري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS